صنعاءُ تباشِرُ تصعيداً جديداً: لا إبطالَ لـ«وَحدة الساحات»
متابعات..| تقرير*
باشرت قوات صنعاء، أمس، تصعيدها العسكري الجديد ضد الكيان الإسرائيلي وداعميه بأكثر من عملية عسكرية. وبعد تنفيذها عملية صاروخية في عمق الكيان في منطقة تل أبيب، استهدفت هذه القوات مدمرة أميركية وثلاث سفن إمداد تابعة للجيش الأميركي في البحر العربي وخليج عدن. وجاءت تلك العمليات في أعقاب توعّد قيادة حركة «أنصار الله» برفع مستوى الضغط العسكري اليمني على العدو، رداً على تصاعد جرائمه في قطاع غزة، وتأكيداً لاستمرار وحدة الساحات. واعتبر مصدر عسكري مطّلع، في حديث إلى «الأخبار»، أن عملية تل أبيب تنسف ادّعاءات بعض القوى الإقليمية عن خفض صنعاء تصعيدها العسكري في أعقاب وقف إطلاق النار في لبنان.
وكان أعلن المتحدث الرسمي لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن القوات الصاروخية نفّذت عملية هجومية ضد هدف حيوي في منطقة تل أبيب، بواسطة صاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2». وأكّد أن الصاروخ أصاب الهدف بنجاح، مشيراً إلى أن قواته ستضاعف من عملياتها العسكرية بالصواريخ والطائرات المُسيّرة ضد العدو الإسرائيلي. وفي المقابل، اعترف جيش الاحتلال بالهجوم، وزعم، في بيان، اعتراض الصاروخ اليمني قبل دخوله الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكنّ وسائل إعلام عبرية أكدت إصابة أربعة مستوطنين نتيجة تدافع المستوطنين إلى الملاجئ. وأشارت إلى تفعيل صفارات الإنذار في مناطق واسعة وسط فلسطين المحتلة.
وفي تطور نوعي لعمليات جبهة الإسناد اليمنية، أكد سريع في بيان ثان أن قواته نفّذت عملية عسكرية نوعية ومشتركة، استهدفت مدمرة أميركية وثلاث سفن إمداد تابعة للجيش الأميركي في البحر العربي وخليج عدن. وأشار إلى أن سفن الإمداد المستهدفة هي «ستينا أمبيكابل» و«ميرسك ساراتوغا» و«ليبرتي غريس»، مشيراً الى ان العملية نُفّذت بـ 16 صاروخاً باليستياً ومجنّحاً وطائرة مسيّرة، وكانت الإصابات دقيقة ومباشرة.
سُجّل استهداف سفينة تجارية جنوب عدن
وفي الوقت الذي تُعد فيه عملية تل أبيب الأولى منذ إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الإسرائيلي، أكّد توقيت التنفيذ فشل رسائل واشنطن غير المباشرة، والتي تلقّتها صنعاء، في خفض عمليات الإسناد اليمنية، ولا سيما أن الولايات المتحدة سوّقت أخيراً مزاعم بشأن جهود تبذلها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسبق لها أن طلبت مطلع العام الجاري من «أنصار الله»، عبر وسطاء إقليميين، التهدئة، لمنح فرصة لجهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وعوضاً عن وقف جرائم العدو الإسرائيلي، قدّمت واشنطن الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي للكيان، ومنحته الضوء الأخضر لمواصلة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وتزامنت العملية الهجومية الأخيرة مع الحديث عن مساعٍ أميركية لنشر قوات تابعة لواشنطن على الحدود السعودية اليمنية، ونصب منظومات دفاعية من نوع «باتريوت». وقالت وسائل إعلام مقرّبة من حكومة صنعاء، إن التحرك الأميركي الأخير بهذا الخصوص يأتي في إطار مساعي واشنطن لتحييد جبهة الإسناد اليمنية بعد فشل تحالف «حارس الازدهار»، مشيرة إلى أنه جاء بعد أيام على زيارة لقائد «القيادة المركزية الأميركية»، الجنرال مايكل كوريلا، إلى السعودية حيث التقى برئيس الأركان السعودي، الفريق أول الركن فياض الرويلي، ورئيس أركان الفصائل اليمنية الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، اللواء صغير أحمد عزيز.
وجاء الحديث عن هذه المساعي بعد رسائل تهديد نقلتها وسائل الإعلام الأميركية، متصلة باستراتيجية الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بشأن التعامل مع التصعيد في اليمن، وأشارت إلى أن إدارة ترامب قد تعتمد رصد قيادات «أنصار الله» واستهدافها. وفي هذا الإطار، يُتوقع أن تقابل صنعاء سماح السعودية للجانب الأميركي بتحويل حدودها الجنوبية إلى جبهة متقدمة ضد اليمن بردّ حازم.
* الأخبار