كل ما يجري من حولك

الولايات المتحدة تعيد تفعيل ورقة ’’الإخوان’’ عربياً فما هي أبعاد هذه الخطوة (تفاصيل)

76

متابعات /

بعد نحو اكثر من عقد على فشلهم بإسقاط الأنظمة العربية ، مستغلين ثورة الربيع العربي،  عاودت الولايات المتحدة لملمة شتات  جماعة الاخوان المسلمين وتصديرهم إلى المشهد وتحديد في مناطق  المحور المساند لغزة ، فما ابعاد  الخطوة وما مستقبل الجماعة  مع عودة ترامب؟

 

في مصر تتحدث التقارير عن ضغوط أمريكية على الرئيس عبدالفتاح السيسي  للتصالح مع الاخوان، وقد بدا الأخير فعليا تنفيذ الأوامر المقرونة بشرط دعم الاقتصاد المصري ، خطوات منه إزالة أسماء قيادات   في الجماعة من لائحة الإرهاب.

الأمر ذاته يتكرر في اليمن حيث تلقي أمريكا بكل ثقلها حاليا لإعادة تصدير حزب الإصلاح، جناح الاخوان هناك،  إلى المشهد عبر تكتلات من عدن مع الضغط السماح له لمعاودة نشاطه من معقل ابرز اعدائه المدعومين اماراتيا.

في سوريا، بدأ المشهد مختلف قليلا فبدلا من عقد مصالحة مع النظام المتهم بدعم المقاومة ضد الاحتلال تم الدفع بفصائل الجماعة لتصعيد عسكري بدأ في ريفي ادلب وحلب وقد يتصاعد نظرا لان خطط الاحتلال ، التي كشفها نتنياهو في اخر حديثه، تستهدف شخص الرئيس السوري ذاته الذي وصفه نتنياهو بـ”يلعب بالنار”.

في كلا الحالات سالفة الذكر يبرز الاخوان بقوة للمشهد ومن خلف الكواليس تقف أمريكا والاحتلال الإسرائيلي في كتابة السيناريو والاعداد والهدف هو خلط الأوراق مجددا في المنطقة عبر محاولة تمكين هذه الجماعة بعد فشل جولة أوباما السابقة في ربيع ثورة 2011.

بالنسبة لجماعة الاخوان هي احدى أوراق أمريكا  في اطار استراتيجية اللعب على الوتر الطائفي ، ويبرز ذلك جليا بمحاربة أمريكا للذراع في الجماعة الذي يحضا بتقارب مع محور المقاومة وعلى راسها حركة حماس التي تم مطاردة قياداتها حتى من مركز الاخوان في الدوحة..

ليس في جعبة أمريكا استراتيجية واضحة  بالنسبة لهؤلاء ومستقبلهم ، وهم بالنظر إلى تحريكهم يبدون مجرد ورقة يتلاعب بها  الحزب الديمقراطي لا اكثر، في حين يتم التخلي عنهم في ظل حكم الجمهوريين الذين يرفضون التيارات الإسلامية اكانت سنية او شيعية بديل  وضع الاخوان خلال فترة ترامب الأولى حيث ظلت ملاحقة ومطاردة حتى من قبل الأمريكيين انفسهم ممن جمدوا ارصدتها ..

تدرك أمريكا بان الاخوان غير صالحين للحكم في اي بلد في ظل الانتهازية المقيتة لكنها  في بعض الأوقات تظهر حاجتها لهم ففي سوريا كان انتقاما من الرئيس السوري الذي ساند المقاومة ومثله في اليمن حيث تسعى أمريكا لتصعيد عسكري جديد  اما بالنسبة لمصر فكان وجودهم يضعف موقف السيسي ويجعله اكثر انبطاحا خصوصا فيما يتعلق  بمستقبل غزة والتي تصر مصر على إبقاء مصالحها كابتعاد قوات الاحتلال من حدودها  شرط لتحقيق السلام في حين تصر أمريكا على تهجير ما تبقى من سكان غزة نحو شبه جزيرة سيناء.

You might also like