كل ما يجري من حولك

وزيرُ الحربِ الإسرائيلي الجديد.. صاحبُ فكرة “الجزيرة الصناعية” لأهل غزة.. فما هي؟ (تفاصيل)

114

متابعات..| تقرير*:

“أزمة ثقة”، سبب قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنه وراء قراره إقالة وزير دفاعه، يؤاف غالانت، وتعيين، يسرائيل كاتس، خلفا له. وهذا التغيير يأتي على توقيت ينشغل فيه العالم بمتابعة الانتخابات الرئاسية الأميركية. فمن هو يسرائيل كاتس؟

لمحة عن شخصية كاتس:

يسرائيل كاتس، سياسي إسرائيلي، يميني، من حزب الليكود، ولد عام 1955. تولى عدة حقائب وزارية آخرها كانت وزارة الخارجية وعضو مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت)، في الحكومة الـ37 برئاسة بنيامين نتنياهو. ويوم الثلاثاء الواقع في 5-11-2024 أقدم نتنياهو على إقالة وزير الحرب يوآف غالانت ليعيّن كاتس بديلًا عنه.

وفي أول تعليق له بعد تعيينه وزيراً للجيش، قال: “سنعمل معاً لدفع النظام الأمني نحو النصر على أعدائنا وتحقيق أهداف الحرب، وهي: عودة جميع المختطفين، تدمير حماس في غزة، هزيمة حزب الله في لبنان، كبح العدوان الإيراني والعودة الآمنة لسكان الشمال والجنوب إلى منازلهم”.

ويتبنى كاتس سياسة متطرفة ضد الوجود العربي في فلسطين، وهو داعم قوي لإنشاء المستوطنات ومعارض شديد لفكرة حلّ الدولتين. ويعدّ صاحب المبادرة المثيرة للجدل، التي طفت على الساحة خلال حرب إسرائيل على غزة عقب عملية طوفان الأقصى، وتتلخص فكرته في إنشاء جزيرة صناعية قبالة سواحل قطاع غزة لنقل سكانه إليها.

النشأة

ولد كاتس في مدينة عسقلان يوم 21 سبتمبر/أيلول 1955، لوالدين من منطقة ماراموريش في رومانيا هما مئير كاتس ومالكا نيدويتش. وهو من سكان مستوطنة موشاف كفار أحيم، ويجيد العمل في الزراعة، وهو متزوج ولديه طفلان.

كاتس من الناجين من الهولوكوست، وفقد كلا والديه ومعظم عائلاتهما في معسكرات الإبادة في الهولوكوست. فدرس في شبابه في مدرسة أور عتصيون الثانوية تحت قيادة الحاخام حاييم دروكمان، ويحافظ اليوم على أسلوب حياة تقليدي.

                                                                .

الخدمة العسكرية والتحصيل العلمي:

في نوفمبر 1973، تطوع في جيش الاحتلال، في لواء المظليين وتم تعيينه في الكتيبة 890. خضع لدورة تدريبية كمقاتل وبعد ذلك ذهب لدورة تدريبية للمشاة. بعد دورة ضابط المشاة عاد إلى اللواء وشغل منصب قائد فصيلة، ووصل إلى رتبة نقيب. خدم كضابط احتياط في حرب لبنان الأولى. حصل كاتس على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة العبرية في القدس، وللحصول على درجة الماجستير درس في جامعة بار إيلان دون استكمال استحقاقه للحصول على الدرجة.

عندما كان طالباً، تولّى رئاسة اتحاد الطلاب في الجامعة العبرية وكان ناشطًا في الاتحاد الوطني للطلاب. وفي هذا السياق، عمل على زيادة الدعم الحكومي لرسوم التعليم، وإنشاء مهاجع للطلاب، تقديم مساعدة خاصة للطلاب الذين يخدمون في المحميات، وتوظيف الطلاب في أنشطة الإثراء الاجتماعي في أحياء القدس، في إطار مشروع خفش – دوائر نشاط الأحياء الذي أسسه بالإضافة إلى ذلك أسس شركة جلشان – هيئة لخدمات الحراسة والتنظيف، لتوفير فرص عمل للطلاب.

حارب مع تساحي هنغبي “مستشار الأمن القومي” ما وصفوه بالعنف والتحريض ضد دولة إسرائيل من قبل الطلاب العرب في الجامعات. وقد وصفت وسائل الإعلام أساليب عملهم بالعنف. ومن بين أمور أخرى، يُزعم أنه خلال مناقشة في الجامعة، انتزع كاتس الميكروفون من يدي العميد مما أدى إلى مواجهة مع رئيس الجامعة جدعون شافسكي. ويُزعم أيضاً أنه قام بتفريق تجمعات الطلاب العرب بالسلاسل الحديدية. وفي إطار النضال ضد مظاهرات الطلاب العرب في الجامعة، تم توجيه تهم تأديبية إلى كاتس، لكن تمت تبرئته من قبل اللجنة التأديبية في الجامعة برئاسة البروفيسور غابي شاليو. وفي وقت لاحق، قام بسجن رئيس الجامعة، رافائيل مشولام، في غرفته، احتجاجاً على ما أسموه “تجاهل العنف العربي في الحرم الجامعي” في مارس 1981. ونتيجة لذلك، تم طرده من المدرسة لمدة عام.

في نهاية منصبه كرئيس لاتحاد الطلاب في الجامعة العبرية، أسس حركة “تسالي-شباب من أجل إسرائيل” خارج البرلمان، والتي عملت ضد رفض الخدمة في حرب لبنان الأولى، بالاشتراك مع رئيس الأركان السابق رافائيل ايتان.

                                                                .

الحياة السياسية والعملية:

شارك كاتس في انتخابات البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) لأول مرة عام 1996، وحصل على المركز 34 في قائمة الليكود، لكنه لم يفلح في الوصول للمنصب بسبب فوز تحالفه بـ32 مقعداً فقط. ودخل الكنيست لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 1998 بديلاً لإيهود أولمرت، وعمل فيه بعدة لجان، منها الشؤون الخارجية والأمن، والمالية، والقانون والدستور والعدالة، والداخلية والبيئة. كما عمل في لجنة الالتماسات العامة واللجنة المشتركة لميزانية الأمن واللجنة الخاصة لمناقشة قانون جهاز الأمن. وشغل أيضاً منصب رئيس مؤتمر حزب الليكود. أعيد انتخاب كاتس عامي 1999 و2003، وعُين وزيراً للزراعة والتنمية الريفية في حكومة أرييل شارون عام 2003. ثم ترك الحكومة في يناير/كانون الثاني 2006 بعد انقسام الليكود (انشق عنه حزب كاديما) وأعيد انتخابه في الانتخابات التشريعية عام 2006.

وفي مارس/آذار 2007، أوصت الشرطة الإسرائيلية بتوجيه الاتهام إلى كاتس بتهم الاحتيال وخيانة الأمانة، إذ أقدم على تعيينات في وزارة الزراعة بنيت على محاباة سياسية وعائلية. ووجد التقرير أن 24 موظفاً في الوزارة كانوا أعضاء باللجنة المركزية لليكود، هم أبناء وأقارب لهم، وأحالت الشرطة نتائج التحقيق إلى النيابة المركزية بالمنطقة، لكن النيابة رفضت فيما بعد الملاحقة القضائية.

واستلم كاتس حقيبة المواصلات عام 2009، وأعيد انتخابه عام 2013 وظل في هذا المنصب في الحكومة الجديدة. وأعيد انتخابه مجدداً عام 2015 وعين بعدها وزيراً للاستخبارات مع بقائه وزيراً للمواصلات. ويقول مناصروه إنه نفذ سلسلة من الإصلاحات المهمة في مجالات البنية التحتية والموانئ والطرق والسكك الحديدية والطيران.

وابتداءً من العام 2019، بدأ ولايته الأولى وزيراً للخارجية، وشغل في الوقت نفسه منصب وزير المخابرات. وخلال جائحة فيروس كورونا التي ضربت العالم، تم تعيينه وزيرا للمالية وأدار السياسة الاقتصادية خلال تلك الفترة الحرجة.

وفي يناير/كانون الثاني 2023، تم تعيين كاتس وزيراً للطاقة والبنية التحتية، للإشراف على قطاعات الطاقة والكهرباء والغاز والمياه. وتم الاتفاق على أنه بعد عام واحد سيتبادل المنصب مع وزير الخارجية إيلي كوهين. وفي الثاني من يناير/كانون الثاني 2024، وبناء على اتفاق التبادل، بدأ كاتس فترة ولايته الثانية كوزير للخارجية.

                                                                .

فكرة الجزيرة الصناعية لأهل غزة:

يعد كاتس صاحب المبادرة المثيرة للجدل، والتي ترمي إلى إقامة جزيرة اصطناعية قبالة سواحل غزة، لنقل السكان إليها، تتضمن ميناء وأبراجا سكنية ومطاراً مدنياً. وهو مشروع قديم حديث، سعى كاتس لتمريره منذ 10 سنوات، يهدف إلى بناء جزيرة صناعية بالبحر المتوسط قبالة غزة، مرتبطة بالقطاع عبر جسر طوله نحو 5 كيلومترات، يمكنها أن تتحول إلى مركز تجاري ومنطقة تنمية اقتصادية تخدم غزة والمنطقة بأسرها.

وبعد عملية طوفان الأقصى والحرب التي شنتها إسرائيل على غزة نهاية 2023 وبداية 2024، عادت هذه الفكرة لتطفو على السطح من جديد، وطرحها (وزير الخارجية) كاتس في اجتماع مع نظرائه الأوروبيين، إلا أنها قوبلت بالتجاهل التام. ودفع هذا الأمر الخارجية إلى النفي بشكل قاطع أن يكون كاتس عرض تهجير سكان غزة وفق ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” يوم 22 يناير/كانون الثاني 2024، وقالت الخارجية “إن ما عرضه الوزير هو بناء ميناء لغزة على جزيرة صناعية”.

وكان كاتس قد عرض الفكرة أثناء اجتماعه مع نظرائه بالاتحاد الأوروبي لبحث ما بعد حرب غزة، وأوضح فكرته بقوله “عرضنا فكرة جزيرة صناعية تكون وطنا بديلاً للفلسطينيين”.


المصدر: مركز دراسات غرب آسيا

* الخنادق

You might also like