كل ما يجري من حولك

ما وراء المساعي الأمريكية لوقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال وحزب الله (تفاصيل خطيرة)

39

متابعات /

يعمل البيت الأبيض خلال الفترة الراهنة على تكثيف الجهود للوصول لاتفاق وقف اطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحزب الله اللبناني.
المطالبات بإنهاء الحرب، هذه المرة تبدو جدية، على غرار المرات السابقة التي كانت تُمثل فيه هذه الخطوة، استهلاك إعلامي لا أكثر، الهدف منها تحسين صورة أمريكا أمام العالم.

يعكس هذا التحول في المشهد “الإسرائيلي” – اللبناني، اتجاهين مهمين، الأول انتشال جيش الاحتلال من مأزق التورط في الحدود اللبنانية، عقب فشل الجيش في التوغل البري الذي وصفه بـ”المحدود” تحسبا لمراجعة الافتراضات الخاطئة التي قرر الاحتلال الإسرائيلي على أساسها خوض الحرب في لبنان.

الإدارة الأمريكية التي تُشرف على قرارات الاحتلال وتحركاته، أدركت مع تصاعد العمليات العسكرية، مخاطر المواجهة المباشرة مع قوات حزب الله رغم القصف العنيف المتواصل على العديد من البلدات اللبنانية، في ظل تخفي مقاتلي الحزب داخل الانفاق المحصنة، واعتمادهم بشكل كبير على عنصر المباغتة كـ “تكتيك” أسفر عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال.

لم تتوقع وزارة الحرب الإسرائيلية، أن تتصاعد حدة المواجهات بين جيشها ومقاتلي الحزب، بعد تحقيق “إسرائيل” ما تعتبره “إنجازات عسكرية”، بدأت بتفجيرات “البيجر” التي طالت منتسبي حزب الله، وانتهاء باغتيال الشخصية الأبرز في تاريخ الحزب حسن نصر الله، وما تلى ذلك من تبعات نتج عنها اغتيال هاشم صفي الدين الذي عده الكثيرين خلفًا للأمين العام نصر الله.
الاتجاه الأخر للمطالبة الأمريكية الصريحة عبر الرئيس الأمريكي جو بايدن بإنهاء الحرب على لبنان، لا تقتصر فقط على إنقاذ حليفه الرئيسي الأبرز في الشرق الأوسط، من استنساخ الخسارة التي تعرض لها جيش الاحتلال في لبنان عام 2006م، كما أن أمريكا لا تتبنى في دعوتها لإنهاء أي حرب الموقف الإنساني، أو انتصارًا لحقوق الإنسان.
تهدف الولايات المتحدة إلى التهدئة في الشرق الأوسط، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، التي من المقرر انطلاقها في الـ5 نوفمبر المقبل.

التسارع الأمريكي لإحراز تقدم في المفاوضات، يكشفه ارسال مستشارا الرئيس الأمريكي “هوكشتاين” و “وبريت ماكجورك”، والالتقاء برئيس وزراء الاحتلال نتنياهو ووزير الدفاع غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، حيث ترغب إدارة بايدن، بإظهار أن الجانب الإسرائيلي هو المتحكم في القرار، وتحميل حزب الله ما قد يترتب عليه فشل المفاوضات.

يقتضي اقتراح الهدنة المطروحة من قبل واشنطن، إيقاف إطلاق النار لمدة شهرين، شريطة انسحاب الاحتلال من حدود لبنان، يقابله تراجع مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني.

ستون يومًا تبدو كافية لأن تجري الولايات المتحدة الأمريكية انتخاباتها وسط أجواء شبه هادئة، ــ إذا ما اعتبرنا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بالنسبة لواشنطن مسألة خارج النقاشات ــ كما أنها فترة كافية لأن تُعيد القيادة الإسرائيلية ترتيب أوراقها، وتستعرض المشهد العسكري في الجنوب اللبناني، خلال الفترة الماضية، لإيجاد حلول عسكرية لما يتم التخطيط لها لاحقًا، يتفادى بها الاحتلال سيناريو الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بـه، جراء استنزافهم في حرب طويلة الأمد، أنهكت الاقتصاد الإسرائيلي، وشركات الصناعات العسكرية الأمريكية التي تواجه أزمة في زيادة حجم الصادرات لـ تل أبيب، واستمرار الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا التي تقاتل في الجانب الأخر روسيا.

You might also like