معلومات تكشف كواليس الدعم الاستخباري والتكنولوجي بين الدول الغربية والاحتلال الإسرائيلي
متابعات /
شهدت العلاقات الاستخباراتية بين الدول الغربية و”إسرائيل” تطوراً واضحاً خلال الحرب الأخيرة على غزة لبنان، بحيث قدمت دول مثل ألمانيا، فرنسا، وبريطانيا دعماً عسكرياً واستخباراتياً كبيراً.
تعدّ الولايات المتحدة والدول الغربية شريكاً استخبارياً رئيسياً لـ”إسرائيل” في حربها على غزة ولبنان. وعززت واشنطن تعاونها الاستخباري مع الاحتلال الإسرائيلي في الفترة التي تلت الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، حيث أعلن الرئيس جو بايدن تقديم مستشارين مختصين وتوفير معلومات دقيقة لدعم “إسرائيل”.
التعاون الاستخباري بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن تعاونٍ استخباري أميركي-إسرائيلي بدأ مباشرة مع بدء الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة. بينما أقرّ السكرتير الصحفي للبنتاغون، بات رايدر في آب/أغسطس الماضي، أنّ التعاون الاستخباري مع كيان الاحتلال، لم يقتصر في غزّة فحسب، بل شمل لبنان أيضاً، قائلاً: “لقد قدمنا بعض الدعم الاستخباري والمراقبة والاستطلاع، في ما يتعلق بتتبع هجمات حزب الله اللبناني القادمة”.
لدى الولايات المتحدة طائرات متعددة شاركت في مهمات استطلاع فوق غزة مثل طائرات MQ-9 Reaper، التي تستخدم عادة للمراقبة والمعلومات الاستخبارية،وتُعدّ سلاحاً هجومياً واستطلاعياً قوياً،حيث تقدم إمكانية تتبع المواقع المستهدفة على مدار الساعة، وتم استخدام ما لا يقل عن ست طائرات منها، وتركزت مسارات طيرانها على جنوبي غزة بحسب ما ذكرته “رويترز”. إضافة إلى ذلك، ساهمت طائرة “RC-135 Rivet Joint” الأميركية في دعم العمليات الإسرائيلية من خلال التحليق في قطاع غزّة وتوفير معلومات حول التحركات والأهداف المحتملة.
التعاون الاستخباري بين بريطانيا، فرنسا وألمانيا مع “إسرائيل”
هذا وشهدت العلاقات الاستخبارية بين الدول الغربية و”إسرائيل” تطوراً واضحاً خلال الحرب الأخيرة على غزة لبنان، بحيث قدمت دول مثل ألمانيا، فرنسا، وبريطانيا دعماً عسكرياً واستخبارياً كبيراً.
فقد زوّدت ألمانيا، كيان الاحتلال بطائرتين مسيّرتين من طراز “هيرون تي بي” لتعزيز الاستطلاع فوق سماء غزّة. بدورها، أعلنت فرنسا في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أنها ستقدم معلومات استخبارية لـ”إسرائيل” ضمن شراكتها الأمنية التقليدية.
وعلى الرغم من تهرّب وزير الدفاع البريطاني في شباط/فبراير الماضي، من الكشف عن عدد مهمات التجسس التي قامت بها بلاده فوق غزة لأسباب تتعلق بـ”الأمن العملياتي” وفق تعبيره، فإن حكومة بريطانيا نشرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، 12 طائرة عسكرية في منطقة شرقي البحر الأبيض المتوسط في مهمات استطلاعية خدمة لـ”إسرائيل” عبر إجراء رحلات فوق سواحل مصر وغزة وفلسطين المحتلّة، مع تعزيز السرية من خلال إطفاء أجهزة التتبع عند التحليق. وتستفيد هذه الطائرات من قاعدتين بريطانيتين في قبرص، أبرزها قاعدة “أكروتيري”، والتي تضم طائرات مراقبة من طراز ‘P8’ وطائرة ‘Shadow R1’، اللتين شاركتا بشكل رئيسي في عمليات الاستطلاع فوق سماء غزة، بحسب مجلّة “القوات الجويّة والفضائية” المخصصة للاستطلاع.
ما قدّمته الدول الغربية في عمليات الاستطلاع
تشير تقارير نشرها موقع “ديكلاسيفيد” البريطاني، عن 200 رحلة على الأقل قامت بها طائرات الاستطلاع البريطانية فوق قطاع غزة.
وتضافرت جهود بريطانيا بشكل أساسي من بين كل الدول الغربية، مع الولايات المتحدة لتوفير تغطية استخبارية متكاملة عبر المنطقة، بحيث يمكن القول إنّ دورها في هذه الحرب كان جوهرياً وأساسياً من خلال تنفيذ طائراتها الاستطلاعية، وخاصة طائرات “Rivet Joint RC-135″ و”P-8 Poseidon” غالبية عمليات الاستطلاع والمراقبة الجوية.
وتشمل الطائرات الغربية المشاركة طرازات عدة مثل “بوينغ 707″، و”سي 130″، و”سيسنا 208” متعددة الاستخدامات، إضافة إلى طائرة “شادو آر1” البريطانية المتطورة والمسيّرة الألمانية “هيرون تي بي”، التي تعدّ من أهم الطائرات المستخدمة في جمع المعلومات الميدانية.
ووفّرت الطائرات الاستطلاعية التي قدّمتها الدول الغربيّة، صوراً حية وبيانات حساسة من خلال أجهزة استشعار متطورة، ما ساعد على متابعة تحركات الأهداف الأرضية بدقة، بما في ذلك أماكن التجمعات وأي تحركات محتملة. كما سمحت لـ”إسرائيل” برصد الترددات والاتصالات وتحليلها.
التعاون بين شركات التكنولوجيا و”إسرائيل”
توالت زيارات رجال الأعمال الأميركيين والغربيين إلى “إسرائيل”، وكان أبرزهم رجل الأعمال ومالك منصّة “إكس”، الذي كشف موقع “غلوبز” الإسرائيلي في 12 كانون الأول/ديسمبر الماضي، عن اجتماع سرّي حضره منظم جولة ماسك، عمري كاسبي، مع مجموعة من الشخصيات البارزة، بمن في ذلك رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تمحور حول دور التكنولوجيا في تعزيز قدرات “إسرائيل” الدفاعية، ومكافحة المحتوى “المعادي لإسرائيل”. وكان الحل الذي اقترحه ماسك هو الاستعانة بخدمات “تشيك”، شركة أمن إلكتروني أسسها عميل الاستخبارات الإسرائيلية السابق غي تيتونوفيتش، للمساعدة في ذلك.
أيضاً، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي الأميركية، “Palantir”، أليكس كارب، زار كيان الاحتلال في كانون الثاني/يناير 2024 لتوقيع اتفاقية تعاون مع وزارة الأمن الإسرائيلية، وذلك لتوفير أدوات تحليل تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتحديد التهديدات وتسهيل التخطيط العملياتي، بالإضافة إلى تقديم حلول تحليل البيانات الضخمة للحكومات والشركات.