كل ما يجري من حولك

كشفُ مفاجآت جديدة حول اغتيال “نصر الله”.. هذا الشخصُ صافحه ولطّخ يدَيه بمادة ساعدت “إسرائيل” في تعقُّبه (تفاصيل)

الرواياتُ تعددت وأغلبُها لم يكن دقيقاً، أو تخللها تبنّي الكثير من الرواية الإسرائيلية، التي ستحاولُ إبرازَ تفوُّق أجهزة الكيان

1٬977

متابعات..|

كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية تفاصيل جديدة عن اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت مؤخَّرًا.

وزعمت صحيفةُ “معاريف” إن رجلا التقى بنصر الله صافحه ولطخ يديه بمادة سمحت لإسرائيل بتعقبه، مشيرة إلى أن إسرائيل استغرقت دقيقتين لتحديد موقع نصر الله والتأكد من وجوده في مقر بالضاحية الجنوبية في بيروت.

وذكرت أنه بعد ذلك بدقائق، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية على المقر وأسقطت ما يقدر بـ80 طنا من القنابل على الموقع، مما أدى إلى اغتيال نصر الله وكبار قيادات الحزب، مشيرة إلى أن نصر الله استشهد نتيجة الاختناق بعد اختبائه في غرفة غير مهواة في المقر، حيث تسربت الغازات السامة الناتجة عن القصف.

وقد شنت إسرائيل عملية “سهام الشمال” العسكرية على لبنان في 23 سبتمبر، نفذت خلالها غارات جوية واسعة النطاق. والهدف المعلن هو خلق ظروف آمنة في مناطق الحدود الشمالية لإسرائيل حتى يتمكن عشرات الآلاف من السكان من العودة إلى هناك.

ونتيجة إحدى الغارات التي وقعت في 27 سبتمبر في بيروت، قُتل نصر الله، وأكد الحزب مقتله وتعهد بمواصلة قصف إسرائيل حتى وقف إطلاق النار في غزة.

*     *      *

وفي الآونة الأخيرة، تعددت الروايات التي تحدثت عن عملية اغتيال السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وأغلبها لم يكن دقيقاً، أو تخللها تبني الكثير من الرواية الإسرائيلية، التي بطبيعة الحال ستحاول إبراز تفوق أجهزة الكيان المؤقت الاستخباراتية والعسكرية.

أمّا هذه الرواية، فهي تعتمد بشكل أساسي على الوقائع والمعطيات الدقيقة للحادثة، وستؤكّد التفاصيل مرّةً أخرى، بأن الكيان المؤقت تعمّد بجريمته الكبرى استهداف مجمع أبنية سكنية مدنية، فقط من أجل القضاء على قائد المقاومة السيد نصر الله والقادة برفقته.

فعند الساعة 18:22 قبيل غروب يوم الجمعة 27-9-2024 صب تشكيل حربي صهيوني من الطائرات نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات تزن طناً من المتفجرات، بحسب ما أعلنته إذاعة الجيش الإسرائيلي على مجمع سكني في حارة حريك مما أدى إلى تدمير 6 مبان تدميراً كاملاً، واستشهاد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وعدد من مساعديه والعميد عباس نيلوفروشان من حرس الثورة الإسلامية.

هكذا خُطط للعملية وهكذا تم تنفيذها

حددت الاستخبارات الاسرائيلية – تحديدًا وحدة 8200 – قبل 3 ساعات من تنفيذ العملية، مكان الاجتماع الأمني لحزب الله تحت الارض من خلال معلومات استخباراتية تقول إنها حصلت عليها كمعلومة ذهبية، ولكن دون تحديد موقعه بدقة، بل أدركت أنه موجود ضمن مربع فيه عشر أبنية في حارة حريك. لذلك، قررت قيادة الكيان ضرب الأبنية العشرة معا بنفس الوقت، واتصلت بنتنياهو بمقر الامم المتحدة وأخبرته بالمعلومات الموثوقة، فأعطى قراره عبر الاتصال.

عندها انطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية وألقت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات تزن الواحدة طناً من المتفجرات، بحسب ما أعلنته إذاعة الجيش الإسرائيلي فوق منطقة محددة في حارة حريك ووزعتها على المباني العشر، واطلقت باقي المتفجرات بقوة في الوسط، لتضمن عدم خروج أحياء من المكان.

في ذلك الوقت كان ثمة اجتماع لمناقشة التطورات الميدانية والمرحلة المقبلة، بين الأمين العام لحزب الله والقائد الإيراني والحاج علي كركي، الذي يخضع لنفس الاجراءات الأمنية لحماية السيد نصر الله، وإلى جانب الحاضرين كان متواجداً الحاج سمير توفيق ديب ومسؤول حماية الأمين العام الحاج ابراهيم جزيني، وعدد من المرافقين.

السياق التقني

عند الساعة 18:00 من غروب يوم الجمعة 27-9-2024 أقلع تشكيل من 10 طائرات من طراز F-151 Thunder (Ream) من السرب 69 المعروف باسم “سرب المطارق” من مطار حتساريم الجوي المعروف بالقاعدة السادسة.

ليلتحق بمجموعة من عدد مماثل من طائرات مقاتلة متعددة المهام من طراز F35) ADIR) وطائرات حماية جوية من طراز (2 F15 STRIKE EAGLE) تؤازرهم طائرة استخبارات اشارة وسطع واستطلاع من نوع “غولفستريم نحشون أورون” والتي تعتبر من أحدث أنواع طائرات السطع في السرب 122 المعروف بسرب نحشون، كانت أقلعت الساعة 17:00 من عصر نفس اليوم الجمعة من قاعدة نيفاتيم الجوية المعروفة بالمطار العسكري رقم 28.

فور وصول تشكيل “رعيم” إلى الواجهة البحرية للضاحية الجنوبية انقسمت طائراته إلى قسمين، كل قسم من 5 طائرات اتخذت كل مجموعة وضعية القصف، فأغارت المجموعة الأولى، ثم تبعتها المجموعة الثانية ملقية على دفعتين بفاصل زمني من ثانيتين، 81 قنبلة من طراز 109-BLU الخارقة للتحصينات، والتي تزن كل واحدة منها 960 كيلوغراماً، على المجمع المذكور. فدمرت 6 مبان على الفور، بينها بناية حوت مقراً قيادياً تحت الأرض، كان يتواجد فيه السيد حسن نصر الله ومجموعة من معاونيه والعميد عباس نيلوفروشان.

بعد تنفيذ الضربة الجوية، انسحبت الطائرات العشر والمجموعة التي تحميها والتي تتكون من 10 طائرات مقاتلة – قاذفة فيما بقيت طائرة “نحشون – اورون” 8 دقائق بعد الغارة، ربما لتأكيد نجاح العملية قبل أن تعاود المغادرة إلى قاعدة نيفاتيم عند الساعة 18:30.

موقع عملية الاغتيال

موقع عملية الاغتيال

تفسيرُ الوقائع:

في لبنان الذي لا يبعد أكثر من 300 إلى 350 كيلومتر عن القواعد الجوية الاسرائيلية الرئيسية، والتفوق الجوي الصهيوني مرتفع نسبياً، لذلك شعر جيش الاحتلال بالحرية في إرسال طائرات (F-151 Thunder (Ream إلى مهمات الاغتيال الأخيرة، مثل اغتيال سماحة السيد نصر الله وقبل ذلك المعاون العملياتي وقائد قوة الرضوان إبراهيم عقيل “الحاج عبد القادر”، ومجموعة القيادة العسكرية الميدانية. وإذا كان العدو قد استخدم 8 صواريخ في عملية اغتيال الشهيد الحاج عبد القادر فقد استعمل 81 صاروخاً لاغتيال السيد نصر الله. وتتمتع طائرات (F-151 Thunder (Ream بميزة القدرة التسليحية العالية ويمكن للطائرة الواحدة منها حمل 8 صواريخ خارقة للتحصينات بحمولة تقارب الـ 8 طن مما يجعلها الخيار المثالي لتنفيذ المهمة.

من جانب آخر، هناك تقنيات عديدة مثل تقنيتي الـ GPR و الـ LIDAR يمكن أن تستخدما في الكشف عن الملاجئ وعن الأنقاض وعن تسرب انابيب النفط وعن الكنوز والآثار، بعضها اليدوي يصل مداه إلى عمق 18 متراً، وبعضها احترافي يمكن أن يستكشف عمقاً يصل إلى 60 متراً. وهما تقنيتان تستخدمان في طائرات هيرمس وهيرون بدون طيار، وقد استخدمتا وطورتا خلال معارك الاشهر الـ 11 الماضية في غزة للكشف عن الأنفاق وبعضها بأعماق كبيرة. كما أن بعض طائرات السطع الالكتروني والاقمار الاصطناعية العسكرية تمتلكان تقنيات مسح الاعماق. حيث أن معظم المؤشرات تؤكد أن الاحتلال الذي يعلن بفخر تفوقه في كشف الأنفاق والتحصينات، فإن ذلك يعود إلى المساعدة التكنولوجية الكبيرة من الجيش الأمريكي، الذي وضع جميع خبراته في هذا المجال في افغانستان والعراق بتصرف الاحتلال، والتي طورها أيضًا بعد عملية طوفان الأقصى. ويبدو أن معظم طلعات الاستطلاع والمسح الجوي التي تركزت على الضاحية خلال السنوات والاشهر الماضية، كانت تجمع معطيات عن جميع ملاجئ الابنية والمواقف العديدة الطبقات الكائنة تحت البنايات والمجمعات السكنية في الضاحية الجنوبية. حيث أنها استهدفت بعد ساعات من عملية اغتيال سماحة السيد عدداً من الملاجئ في أكثر من منطقة تم استهدافها ليلة 28/27 أيلول 2024 بنفس الطريقة وأكد ذلك مدير الدفاع المدني اللبناني العميد ريمون خطار، كما اكتشف المعنيون عدد غير محدد من الصواريخ غير منفجرة في الليلكي ومنطقة الاجنحة الخمسة في العمروسية من نوعي 39-GBU و109-BLU الخارقة للتحصينات، التي استخدمت في عمليتي اغتيال السيد نصر الله والحاج عبد القادر، مما يقوي الترجيح بأن تلك الملاجئ كانت أهدافاً تم تأكيدها بوسائل استخبارية متعددة أو أهدافاً غير مكتملة الملف تم استهدافها ليلة الجمعة السبت الماضي.

كيف يجمع العدو الداتا التي يدرجها في بنك أهدافه؟

يستخدم الاحتلال أسلوب التجريف المعلوماتي، اي جمع ما يمكنه من معلومات. ويعتمد في المراحل الاولية على البرامج الحاسوبية المتخصصة المعتمدة على الذكاء الصناعي وعلى معالجة الداتا الضخمة لاستخلاص وتفنيد المعلومات بعد تقييمها، ويستخدم أساليب الربط والتشبيك في تنمية المعلومات كل ذلك يتم في المراحل الاولية التي تتطلب استخداماً يكاد يكون كاملاً للذكاء الاصطناعي، ونتيجة لهذا التعارض بين الـ BIG DATA التي يجمعها والقدرة غير المتلائمة معه من البرامج المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التي تتميز بالبطء في المعالجة رغم أنها توفر الكثير من الوقت على الجهات التي تصنف وتبني المدار المعلوماتي، إلا أن ميزة الذكاء الاصطناعي تفيد العدو بالسرعة في رسم الصورة وبناء الموقف في الوقت شبه الحقيقي. مما يعجل عملية استكمال الصورة وربطها بالأولويات التي تفيد صانع القرار وتسمح له بالتصرف.

بالنسبة للاحتلال، فإن طرق الجمع “التجريفية” كما أسلفنا تختلف في اعطاء النتيجة بين بيئة وأخرى وبين الاهداف القليلة الجودة وعالية الجودة. فالأهداف عالية الجودة تحتاج إلى اختصاص اكبر وتتطلب أكثر من مصدر ويمكن إعطاء لمحة مختصرة جداً عن منهجية الاحتلال في جمع الداتا من خلال نوع الداتا التي يزود بها بنك أهدافه:

_أهداف أولية تحتاج للتدقيق والتقييم تجمع بوسائط تجسسية جوية بشكل تجريفي عشوائي، ولكن وفق معايير تضعها الاستخبارات العسكرية.

_أهداف مشبوهة ومشكوك بطبيعتها تجمعها أيضاً الوسائط التجسسية الجوية، وغالباً ما تقوم بها طائرات التجسس غير المأهولة كالهيرمس (450-950) والهيرون (1) و 2 و TP وشوفال، من خلال استطلاع الهدف جوياً لعدة مرات وعلى عدة جولات مراقبة وفي حال لم يتم حسم نوع وطبيعة الهدف المستطلع يتم إرسال مصادر بشرية للفحص والتأكد وفي حال عدم العثور على مؤشرات لأهمية الهدف يدرج في بنك الأهداف كهدف ذو أولوية منخفضة.

_أهداف “ذات أولوية” وهي أهداف تجمع من عدة وسائط استخبارية جوية – ارضية – فنية – بشرية وتختص بالأهداف البشرية بنسبة 90% والمراكز والمقرات ذات الاهمية والحساسية العالية وتدرج كأهداف ذات مصداقية متوسطة بسبب افتقاد ملف الهدف إلى عنصر من عناصر الجمع كعدم وجود تأكيد معلوماتي بشري للهدف أو عدم وجود مشخصات فنية للهدف (هاتف خليوي – بصمة صوتية … الخ).

_أهداف ذات أولوية عالية وهي أهداف تخضع لجهد استخباري متعدد وطويل الأمد وتشارك فيه جميع أفرع الاستخبارات (الاستخبارات البصرية – استخبارات الاشارة – الاستخبارات البشرية – الاستطلاع الجوي – استخبارات الطيف … الخ) وتختص بالأهداف القيادية وجميع مختصاتها الشكل – بصمة الصوت – أماكن التردد – طرق التردد الشبكة المحيطة عملياً واجتماعياً – العادات والروتين – الوظيفة – التأثير التنظيمي ….. الخ).

المهم في هذا العرض هو المنهجية التي يعتمدها في جمع الداتا و التصنيف الذي يعتمده الاحتلال في بناء بنك أهدافه حيث يركز في حملات القصف البري والجوي على البندين 1 و 2 فيما يعهد بالأهداف المرتكزين على البندين 3 و 4 إلى وحدات متخصصة تسعى إلى تنمية الملفات وجمع الداتا من عدة أطراف (الموساد – الاستخبارات العسكرية بجميع فروعها الاستخبارية – السي آي إي – الـ DIA – أجهزة الاستخبارات الحليفة ويتم استكمال الملف ليصل إلى درجة التشبع وعند استهداف القائد المطلوب يوضع بتصرف الوحدة الخاصة بالاغتيالات إضافة إلى بنك أهدافها عالي الدقة والمشبع معلوماتياً) موارد بشرية وفنية عالية الدقة والجودة:

1)مجموعات رصد فني وبشري.

2)مجموعات تأكيد وتسديد لايزري على الهدف.

3)مجموعات تأكيد تحييد الهدف.

لذا فإن الاحتلال نادراً ما أخطأ في تحييد واستهداف الأهداف ذات الأولوية العالية بسبب الاشباع المعلوماتي لملفاتها الأسباب عديدة أهمها (عدد الاهداف القليل في هذه الحالة – الموارد الهائلة المسخرة لإنماء واستكمال ملف الهدف – الموارد الكبيرة المستخدمة في تحييد الهدف). وعليه فإن اغتيال أي قائد يخضع من قبل العدو استخبارياً ومعلوماتياً لكم كبير من الاستعلام مع تسخير موارد ضخمة في ملاحقة أهدافه واستهدافها .

تعتبر عملية جمع الداتا الأولية اللازمة لبنك الأهداف عملية معقدة فهي:

1)تحمل العديد من الأخطار والمحاذير أهمها انكشاف الهدف الذي تسعى استخبارات العدو وراءه.

2)تحتاج إلى عدة روافد للجمع المعلوماتي والاستخباري.

3)تتطلب صبراً في تنمية الاهداف والبناء الكامل للملف.

4)تستلزم تسخير موارد بشرية وتكنولوجية كبيرة لإغلاق المدار المعلوماتي.

5)قد تحتاج إلى تعاون عدة أجهزة داخل وخارج أي جسم مخابراتي مما يجعل المعلومات التي يتم تبادلها بين الأجهزة المتنافسة موضع شك مما يحتاج جهداً مضاعفاً لتأكيد المعلومات.

6)تحتاج إلى موارد بشرية وفنية متعددة للجمع أهمها الوسائل الفنية الجوية التي تتمتع بقدرة كبيرة على المعالجة والجمع الرقمي وتمتلك القدرة على تصنيف المعلومات بناء على برامج حاسوبية خاصة.

الدور الأمريكي

قال عضو بمجلس الشيوخ الأميركي، إن القنبلة التي استخدمتها إسرائيل كانت قنبلة موجهة أميركية الصنع. وقال مارك كيلي، رئيس لجنة الشؤون الجوية الفرعية التابعة للجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، خلال مقابلة مع شبكة “إن. بي. سي” إن إسرائيل استخدمت القنبلة “مارك 84 زنة ألفي رطل (900 كيلوغرام). وهذا هو أول تصريح أميركي عن نوع السلاح المستخدم في الهجوم. وأضاف كيلي: نرصد تزايد استخدام الذخائر الموجهة.. ذخائر الهجوم المباشر المشترك.. ونواصل توفير هذه الأسلحة.. تلك القنبلة التي تزن ألفي رطل والتي استخدمت لتصفية نصر الله هي قنبلة من طراز مارك 84.

ونشير هنا إلى أن هذا النوع تحديدًا من الأسلحة الأمريكية تشترط الادارة الأمريكية على إسرائيل بطلب الموافقة منها قبل استخدامها في أي هجوم عسكري. يعني ان الإدارة الأمريكية كانت على علم بعملية الاغتيال وأعطت الضوء الأخضر للكيان باستخدام هكذا نوع من القنابل.

خلاصة

استغرق الاحتلال سنوات طويلة من الجهد الاستخباري ليصل إلى تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، وقد ساهمت الطفرة التكنولوجية المتعددة الطبقات، ومن بينها الذكاء الاصطناعي، في تفكيك خطوط الدفاع المستحكمة التي تحيط بالسيد الشهيد، والتي حرسته طوال عقود من محاولات الاغتيال، وهذا تحدي جديد ومتقدم يوازي التحديات التكنولوجية والتكتيكية التي واجهتها المقاومة في السابق مقابل عدو يستفيد من تظافر جهود الدول الغربية الأكثر تقدماً في المجال التكنولوجي، ليقوم بهذا الاختراق المعقد، وإن اعترافه بأن هذه العملية استغرقت سنوات طويلة من الجهد يؤكد مدى الجهود التي قامت بها المقاومة لحراسة أمينها العام، وحتى في مجال التحصين لم تستطع 81 طناً من المتفجرات أن تخترق الغرفة المحصنة التي كان السيد الشهيد يقيم جلسته فيها، غير أن كثافة القصف سدت كل المنافذ، وهذا بعد جديد من أبعاد الجهد الذي بذلته المقاومة لحراسته.

* الخنادق

You might also like