كل ما يجري من حولك

الصواريخُ غير المنفجرة مصدراً للعُبوات: المقاومة تصنِّع السلاح.. في عزّ الحرب

89

متابعات| تقرير*:

تقصّد «الإعلام العسكري» التابع لـ«كتائب القسّام» الإشارة إلى أن العبوة المضادّة للأفراد، المستخدمة في كمين «الفراحين 2» الذي نُشرت مشاهد منه، أول من، أمس، هي من صنع مقاومي «لواء خانيونس».

وأشَارَ مصدر في «القسّام» إلى أن العبوة التي تحمل اسم «سجّيل»، صُنعت من مخلفات القنابل الإسرائيلية التي لم تنفجر، وتحتوي على 750 شظية، علماً أن تلك هي المرة الثالثة التي تنشر فيها المقاومة خلال الحرب المُستمرّة على القطاع معلومات تؤكّـد استمرار مسار تصنيع السلاح والعبوات الناسفة.

وفي المرتين السابقتين، أظهرت مشاهد لـ«القسام» تصنيع المقاومين عدداً كَبيراً من عبوات «العمل الفدائي».

كما نشر «الإعلام الحربي» التابع لـ«سرايا القدس» مشاهد مماثلة، تضمّنت تصنيع عبوات من نوع «ثاقب».

العبوة المستخدمة في الكمين الذي تسبّب بمقتل وإصابة نحو 5 جنود إسرائيليين، زُرعت في منطقة متطرّفة أعلنها جيش العدوّ منطقة عازلة، وبدأ منذ أربعة أشهر التعاطي معها على أنها آمنة لجنوده.

على أن المقاومة قدّمت في المشاهد التي عرضتها ملخّصاً لشاكلة من الصراع لا يمكن أن تتأثّر بطول مدة الحرب.

فماذا في كمين الفراحين؟ يقوم الكمين النوعي على ثلاثة عناصر، الأول هو القائد الذي يخطّط له جيِّدًا ويتوقّع خطوة العدوّ التالية، والثاني هو المقاتل الذي لديه ما يكفي من الجرأة للتقدم إلى أكثر المناطق خطورة لزرع عبوة ناسفة، والثالث هو الأدَاة المستخدمة، وتلك لم تكن سوى عبوة شديدة البساطة، مصنوعة كما يبدو من هياكل معدنية لمعلبات طعام فارغة، ومواد متفجرة، حصل عليها المقاومون من قنبلة إسرائيلية لم تنفجر، وكميات كبيرة من الشظايا المعدنية.

وهكذا، تريد المقاومة أن تقول إن العناصر التي يحتاج إليها استمرار العمل المقاوم في القطاع لا يمكن أن تنفد مع تقادم مدة الحرب، وإن الرهان على وصولها إلى مرحلة النضوب اللوجستي دونه قدر هائل من الديناميكية والخبرة في الاستفادة من أقل الإمْكَانات المتاحة، في تنفيذ عمليات جريئة ومؤلمة على صعيد الخسائر البشرية.

عبوة كمين «الفراحين 2» من صنع مقاومي «لواء خانيونس»

والجدير بالذكر، هنا، أن الإحصائيات التي نشرها الإعلام الإسرائيلي أفادت بأنه منذ بداية الحرب، قُصفت غزة بنحو 100 ألف طن من المتفجرات، 5 % من مجموع تلك الذخائر لم تنفجر، ما يعني أن خمسة آلاف طن من المواد المتفجرة لا تزال موجودة في القطاع، وقد وصل جزء كبير منها إلى أيادي المقاومين.

وإذا كانت صناعة عبوة أفراد أَو قذيفة «الياسين 105» أَو عبوة «العمل الفدائي»، لا تحتاج إلى أكثر من 5 كيلوغرامات من المواد المتفجرة، فَــإنَّ السيطرة على صاروخ واحد زنة 500 كيلوغرام، تكفي لإنتاج 100 قذيفة أَو عبوة ناسفة، هذا إذَا كانت مخازن المقاومة التي استمر تزويدها بالأسلحة لنحو 15 عاماً من العمل الدؤوب نفد ما فيها من سلاح أصلاً.

* الأخبار اللبنانية

You might also like