كل ما يجري من حولك

مساعٍ أوروبية لـ «حصر» الردّ الإيراني.. الهجمات تشملُ القوات والأُصُول الأمريكية

185

متابعات| تقرير*:

ارتفع مستوى التوتر في إسرائيل أكثر في انتظار الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، الشهيد إسماعيل هنية، في طهران، ولا سيما مع فشل حملة التهويل الأمريكية التي تستهدف استيعاب هذا الرد، من خلال التخويف من أنه قد يستدعي رداً إسرائيلياً يدفع إلى حرب شاملة.

وفي ظل انسداد الأفق أمام التحَرّك الأمريكي، سعت روسيا إلى القيام بدور؛ باعتبَارها طرفاً حيادياً، من طريق الاتصالات الدبلوماسية، أَو من خلال دعوة طهران إلى ضبط النفس. وحملت الحركة الأمريكية، منذ البداية، لواء تجنيب إسرائيل العقاب على اغتيالها هنية والقيادي الكبير في «حزب الله»، الشهيد فؤاد شكر.

ولذلك، اصطدمت برفض إيران وحلفائها المصرّين على القيام برد رادع، بغضّ النظر عن التداعيات.

لكن مع ذلك، واصلت واشنطن العمل لمحاولة حماية تل أبيب على خطين: الأول محاولة إقناع طهران بتخفيف ردها، والثاني الضغط على دول المنطقة الخائفة من التورّط، للمشاركة في حملة الدفاع عن إسرائيل.

وفي السياق، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تحدّث هاتفياً إلى أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لمناقشة الجهود المبذولة لتهدئة التوتر في الشرق الأوسط والتوصل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى.

كما أعلن البيت الأبيض، مساء، أمس، أن «إبرام الاتّفاق أولوية للرئيس الذي يريد أن تنتهي هذه الحرب».

وبغضّ النظر عما سيفعله قادة الدول العربية في الواقع حيال الضربة الإيرانية المتوقّعة، غير أن البيانات الصادرة بعد المكالمات مع بايدن، ومن بينها البيان المصري؛ عكست حرج هذه الدول، وفي الوقت نفسه خوفها من الوقوف في موقف الدفاع عن إسرائيل.

وفي الدوحة، أعلن الديوان الأميري، في بيان، أن الزعيمين بحثا العلاقات الاستراتيجية بين دولة قطر والولايات المتحدة، إضافة إلى آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلّة، وجهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على القطاع، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول قطري قوله إن الدوحة تجري مناقشات مُستمرّة مع طهران لتخفيف التوتر.

كما نقلت عن مسؤول أمريكي كبير مهتم بالشرق الأوسط القول إن «واشنطن تبذل كُـلّ ما في وسعها لمنع جميع الأطراف من الوصول إلى نقطة لا يمكنها الرجوع عنها»، ودعوته الدول الأُخرى في المنطقة وأُورُوبا إلى القيام بذلك.

التحَرّك الروسي الأَسَاسي جاء في اتّجاه طهران التي زارها رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، سيرغي شويغو

بدورها، كثّـفت روسيا تحَرّكاتها على خط الأزمة، وأجرى وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، اتصالاً هاتفياً بنظيره الأردني، أيمن الصفدي، ناقشا فيه الوضع في الشرق الأوسط، وشدّدا على ضرورة ضبط النفس من جميع الأطراف لتجنب عواقب كارثية، بحسب بيان وزارة الخارجية في موسكو.

على أن التحَرّك الروسي الأَسَاسي جاء في اتّجاه طهران التي زارها رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، سيرغي شويغو.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين إيرانيين كبيرين القول إن شويغو حمل رسالة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يطلب فيها من المرشد الإيراني، علي خامنئي، تجنب استهداف مدنيين خلال الرد على إسرائيل.

وأضافا أن طهران تضغط في المقابل على موسكو؛ مِن أجلِ تزويدها بطائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز «سوخوي سو-35»، مشيرين إلى أن الشرق الأوسط على شفا حرب كبرى، ومن الواضح أن من يقفون وراء اغتيال هنية يحاولون إشعال فتيل هذا الصراع.

وفي السياق عينه، أجرى ملك الأردن، عبدالله الثاني، اتصالات هاتفية بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، ورئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، للتحذير من خطورة توسّع دائرة الصراع في الإقليم، مؤكّـداً، وفق بيان للديوان الملكي، «أهميّة الدفع في اتّجاه التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، ومنع تفاقم الكارثة الإنسانية».

أيضاً، أجرى الصفدي مشاورات هاتفية مع نظرائه الأمريكي، أنتوني بلينكن، والصيني، وانغ يي، والقطري، محمد آل ثاني.

* الأخبار البيروتية

You might also like