إسرائيلُ في الحرب الكبرى: لن تنفعَها حُفَرُها
متابعات| تقرير*:
لمن لا يعلم، تخشى القيادتان العسكرية والسياسية في الكيان المؤقت طوال السنوات التي مرّت، منذ تأسيس الكيان عام 1948، من أن يتم استهدافهما من قبل “الأعداء” أو استهداف وزارة الحرب ومبنى رئاسة أركان جيش الاحتلال، لا سيما خلال الحروب والمعارك والعمليات. وقد تضاعف خوفهما وخشيتهما من ذلك، بعد عقود مواجهاتها مع حركات المقاومة، ما دفعهم الى إنشاء مركز للقيادة العليا تحت الأرض مرتين، أسموه “ميتزفاه” أي الحفرة والبعض يسمي الحفرة الجديدة بـ “قلعة صهيون”.
فما هي أبرز المعلومات حول مركز الحفرة؟
_ هي مركز قيادة تحت الأرض لجيش الاحتلال الإسرائيلي، يقع في معسكر رابين في كيريا في عاصمة الكيان تل أبيب.
_ تم استخدام الحفرة القديمة (الخمسينيات – 2018) أما الحفرة الجديدة فخلال فترة (2018 – الوقت الحاضر).
_ تبلغ مساحة الحفرة الجديدة أكثر من 10 ألاف متر مربع (أي أكبر من مساحة ملعب كرة القدم).
_يستخدم رئيس الأركان هذا المركز في أوقات الطوارئ لما يعرف بالقيادة والسيطرة على الجيش. وقد وصف تقرير لجنة فينوغراد الغرض من هذا المركز بالقول: ” هو النقطة المحورية التي تسمح بالإدماج الأمثل للتشاور، وصياغة الأوامر، ونقل المعلومات، والتحديث، وتقييم الوضع ومراقبة التنفيذ أثناء الحرب (أو حدث طارئ معقد)”.
_ تم استخدام هذا المركز في حرب النكسة عام 1967، وحرب تشرين التحريرية عام 1973، وحرب اجتياح لبنان عام 1982، وفي عمليات مختلفة بما في ذلك الحروب على قطاع غزة في الأعوام 2008 و2014.
_في أوائل الخمسينيات، تقرر إنشاء هذا المركز ليكون بمثابة منشأة مراقبة آمنة وسرية منفصلة عن مقر هيئة الأركان. وفي 26 حزيران / يونيو 1950، أعلنت إدارة التخطيط في الكيان عن ضرورة إنشاء مركز تحت الأرض، بعيدًا عن المقر العام لهيئة الأركان، ليتمركز فيه جميع المسؤولين اللازمين لإدارة الحرب في حالة الطوارئ.
_ في حرب تشرين 73، كان الاستخدام الفعلي الأول له، وكانت المعلومات من الجبهة تستغرق وقتًا طويلاً للوصول إليه. لذا بعد الحرب تم توسيعها وربطها بحفر القوات الجوية والجيش والبحر في الكيريا، وتم تحديث البنية التحتية للاتصالات الخاصة بها.
وقد تم إنشائه على عمق عشرات الأمتار تحت سطح الأرض، وكان الوصول إليها عن طريق درج من مبنى مكون من طابق واحد في وسط الكيريا. وأقيم فيها العديد من الممرات التي تمر من خلالها كابلات الاتصالات والكهرباء، كما مُنع إدخال الهواتف المحمولة إليها. وكانت الحفرة تضم حينها المقر المركزي للجيش الإسرائيلي، ومكاتب الطوارئ لرئيس الأركان، ولكبار مسؤولي الجيش ولرئيس الوزراء ووزير الدفاع، وغرفة مناقشة لمجلس الوزراء السياسي الأمني.
_ تم تدشين الحفرة الجديدة “قلعة صهيون” في العام 2018، قبيل عملية مكافحة الأنفاق جنوبي لبنان، خشية من ردود المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، لعلمهم بأنها باتت تمتلك في حينه صواريخ دقيقة ومدمرة.
_تقع “قلعة صهيون” تحت الأرض بعمق عشرات الأمتار (هناك من يزعم بأنها محمية ضد الهجمات النووية)، مع عدة طوابق متصلة بواسطة المصاعد، وبمساحة تزيد عن 10.000 متر مربع.
أما المدخل إليها فهو من خلال موقف للسيارات تحت الأرض في كيريا ومؤمن بحراسة دائمة. ولا يُسمح بالهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية في الحفرة الجديدة أيضا، ويتم الحفاظ على أمن المعلومات، وخلال حالات الطوارئ، تضم أكثر من ألف جندي وضابط.
وتتميز الحفرة الجديدة بأنها أكثر تكنولوجية وحداثة من سابقتها. بحيث تتيح أنظمة الاتصالات الخاصة بها إمكانية مواكبة معرفة الوضع المباشر في الميدان من خلال الوصول إلى أي تقارير اتصال خاصة بالكاميرا أو الأقمار الصناعية.
وتضم الحفرة الجديدة المقر المركزي للجيش، وغرفة مناقشة لرئيس الأركان، ومقر استخباراتي ومقر مشترك للقوات الجوية والبحرية والوحدات الخاصة والموساد والشاباك. ويضم مكاتب وغرف لكبار مسؤولي الكيان العسكريين والسياسيين. والجنود الذين يعملون في الحفرة لديهم أماكن للاستحمام ومنطقة للنوم، كما يوجد أيضًا صالة ألعاب رياضية وغرفة طعام مركزية ومقهى.
كما أن الحفرة قادرة على العمل بشكل مستقل في حالات الحرب والطوارئ، ولديها تموين غذائي ومولدات ومعدات كافية لتشغيلها لفترة من الزمن.
* الخنادق