كل ما يجري من حولك

“جيروزاليم بوست” عبرية تؤكدُ أن إسرائيلَ والإمارات تعدان عسكرياً في سقطرى لمواجهة الحوثيين

183

متابعات| رصد:

أكد موقع عبري، اليوم الإثنين، أن إسرائيل والإمارات يعدان لمشروع عسكري في محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية لمواجهة من أسماهم “إيران والحوثيين”، في تأكيد لما كان قد نشره موقع “يمن إيكو” من تقارير خلال الفترة الماضية، تفيد نقلاً عن مصادر دولية مختلفة استمرار الأعمال الإنشائية لقواعد عسكرية إماراتية توقع مراقبون حينها أنها لخدمة أمن إسرائيل.

وأوضح موقع “جيروزاليم بوست” الإسرائيلي في تقرير رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”: حالياً “ليس لإسرائيل وجود مباشر في أرخبيل سقطرى، لكن كل ما يحدث هناك يهدف إلى خدمة أمنها من خلال حليفتها الإمارات”. مؤكداً أنه منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن في عام 2015، سعت الإمارات إلى السيطرة على أرخبيل سقطرى الخاضع للسيادة اليمنية. حسب تعبير التقرير.

وشكلت جزر الأرخبيل إلى جانب الجزر والموانئ الأخرى في اليمن، نقطة محورية لمشاريع الحليف الرئيس لإسرائيل في الخليج، المتمثل في الإمارات العربية، وقواعدها العسكرية التي تأتي في سياق خدمة أمن إسرائيل وفق ما أكدته وسائل إعلام عربية.

وقال التقرير- نقلاً عن صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله، صباح الإثنين- إن تلك المساعي والتحركات الإماراتية جزء من مشروع طويل الأمد ضمن تحالف تأسس بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وخاصة في الخليج، تحت مظلة أمريكية.
وتم بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية على جزيرة عبد الكوري، ثاني أكبر جزيرة في أرخبيل سقطرى. وفي إطار هذا المشروع، التقى رئيس الأركان الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، مع قائد القيادة المركزية الأمريكية، مايكل كوريل، وقادة عسكريين من السعودية والبحرين ومصر والإمارات والأردن في البحرين في يونيو الماضي. وفق التقرير.

وحسب التقرير، فإن مقالاً نشره موقع مجتمع يهودي ناطق بالفرنسية عام 2020 زعم أن الإمارات وإسرائيل تخططان لإنشاء قاعدة في جزيرة سقطرى، وفي 9 سبتمبر 2020، أكد موقع “إنتيليجنس أونلاين” الاستخباراتي الفرنسي وصول ضباط من الاستخبارات الإماراتية والإسرائيلية إلى الجزيرة نهاية أغسطس 2020. موضحاً أن المجلس الانتقالي الجنوبي تلقى أمراً إماراتياً بالموافقة على إنشاء قاعدة استخباراتية إماراتية إسرائيلية مشتركة.

وبحسب تقرير نشره المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية في نوفمبر 2023، تضم جزيرة سقطرى قاعدة استخبارات إماراتية يمكن نشر أجهزة استشعار إسرائيلية الصنع فيها لتحديد مواقع الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية. حسب تعبيره.

وتوقع التقرير أن يكون مشروع القاعدة العسكرية في جزيرة عبد الكوري جزءاً من تكامل استخباراتي عسكري يشمل قواعد إماراتية وغربية تطل على خليج عدن ومضيق باب المندب، مؤكداً أن صوراً للأقمار الصناعية وثقت أعمال بناء جديدة في الميناء، الذي كان يستخدم غالباً لتخزين الأسلحة والمعدات الإماراتية تحت إشرافها المباشر من عام 2017 إلى عام 2022. كما تستخدم القوات ميناء المخا في اليمن لنقل الإمدادات العسكرية إلى الميليشيات التي تدعمها على الساحل الغربي لليمن.

وأشار التقرير إلى أنه وفي عام 2018 وخلال استمرار العمليات العسكرية للتحالف في اليمن، نزلت قوات عسكرية إماراتية على الجزيرة وسيطرت على نقاط رئيسية فيها. واليوم، تخضع الجزيرة فعلياً لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، مؤكداً أن الإمارات بذلت كل ما في وسعها لتحقيق السيطرة على الأرخبيل.

وذكر التقرير أن الإمارات “جندت 900 شاب من الجزيرة ونقلتهم إلى أبوظبي، أما إسرائيل فليس لها وجود مباشر في أرخبيل سقطرى، لكن كل ما يحدث هناك يهدف إلى خدمة أمنها من خلال حليفتها الإمارات، مع توفير غالبية المعلومات الاستخباراتية لها”.

هذه التطورات والتصريحات الإعلامية التي تشير إلى تصاعد المعركة مع إسرائيل، تؤكد ما كان قد نشره موقع “يمن إيكو” خلال الأعوام الماضية، من تقارير تفيد- نقلاً عن مصادر دولية مختلفة- باستمرار الأعمال الإنشائية لقواعد عسكرية إماراتية يتوقع أنها لخدمة أمن إسرائيل.

وأرخبيل سقطرى الذي يقع عبر التاريخ ضمن السيادة اليمنية، يتكون من 6 جزر كانت حتى نهاية 2013 تتبع حضرموت (شرقاً)، قبل تحويلها إلى محافظة، ويقع الأرخبيل في نهاية بحر العرب على مشارف المحيط الهندي، وعلى بعد حوالي 350 كيلومتراً جنوب اليمن، وحوالي 250 كيلومتراً شرق الصومال، وتصل مساحته إلى 3650 كيلومتراً مربعاً، وهذا الموقع الاستراتيجي جعل الإمارات تكثف أنشطتها الإنشائية العسكرية من وقت مبكر من سنوات حرب التحالف في اليمن، وضمن أجندة تتعلق بالتخادم الإماراتي الإسرائيلي.

ووفقاً لمصادر دولية، شرعت الإمارات- في نهاية مارس 2022م- في بناء لسان بحري لاستقبال السفن في جزيرة عبد الكوري بمحافظة أرخبيل سقطرى، وسط تحذيرات من تهجير سكان الجزيرة تمهيداً لتحويلها إلى مستعمرة موصولة بمصالح الإمارات وإسرائيل، وفق ما كشفته مصادر خاصة لوسائل الإعلام.

وأكدت المصادر أن البدء بإنشاء اللسان البحري للسفن جاء بعد إنشاء أبو ظبي مدرج مطار عسكري في الجزيرة، كما تقوم ببناء منازل لسكان الجزيرة في مدينة قصيعر التابعة لمحافظة حضرموت، استعداداً لإخلاء سكان الجزيرة، موضحين أن الإمارات بدأت منذُ شهر نوفمبر الماضي بإنشاء قاعدة عسكرية في الأرخبيل تحت إشراف خبراء إسرائيليين.
وفي سبتمبر 2022م نشر موقع “يمن إيكو” تقريراً أكد أن صور الأقمار الصناعية أظهرت استحداثات جديدة للقوات الإماراتية في مطار الريان بالمكلا، بدأت نهاية يوليو الماضي ولا تزال مستمرة حتى الآن، وفق البيانات المرصودة في القمر الصناعي الأوروبي “sentinel” والمزود الدولي لنظم المعلومات الجغرافية Esri” “، كما أظهرت الصور الجوية أن القوات الإماراتية أنشأت موقفاً موصولاً بمدرج المطار من الجهة الشمالية الشرقية باتجاه منطقة الشحر، ويبعد عن الموقف القديم نحو 300 متر، كما يجري التجهيز لبناء هناجر ومستودعات في الأجزاء الجنوبية الغربية من المطار.

وفي فبراير الماضي، نشر موقع “يمن إيكو” تقريراً يفيد بتسارع الاستحداثات الإماراتية لإنشاءاتها العسكرية في جزيرة عبد الكوري، في أرخبيل سقطرى، جرت غالبيتها بعد السابع من أكتوبر الماضي، مرجحة أن تكون إسرائيل المستفيدة من تلك التطورات.

وأكد التقرير أن منصة التحقيقات الدولية (إيكاد) أظهرت- في تحقيق تفصيلي مدعوم بصور الأقمار الصناعية الجديدة- تطورات متسارعة وسفناً مجهولة وإمدادات لا تتوقف لقاعدة إماراتية هامة على جزيرة يمنية، مشيرة إلى أن تلك التحركات ذات الأهداف التجارية تُخفي معها مكاسب عسكرية تخدم أطرافاً إقليمية، في ظل التوترات الجارية في البحر الأحمر، حيث ربطت إيكاد تسارع تلك الاستحداثات بتطورات الحرب على قطاع غــزة، التي تلت أحداث السابع من أكتوبر 2023م. مضيفة: “في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة وتصاعد تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر للسفن المرتبطة بإسرائيل، رصدنا تطورات متسارعة في القاعدة الإماراتية في جزيرة عبدالكوري اليمنية”.

وتابعت المنصة قائلة: “هذه المرة استطعنا التقاط طرف الخيط، من خلال تتبعنا المعتاد والمستمر لحركة الملاحة البحرية في الشرق الأوسط، التي زادت توتراً بعد 7 أكتوبر”، مشيرة إلى أن طرف الخيط هنا عبارة عن سفينة تُدعى ” Takreemتكريم” تحمل العلم الإماراتي، رصدناها وهي تتجه نحو جزيرة “عبدالكوري”. لافتة إلى أن السفينة من نوع سفن الإنزال البحرية التي تُستخدم لنقل الجنود والمعدات والمركبات ونشرها من السفينة إلى الشاطئ لإجراء العمليات العسكرية الهجومية.

You might also like