الحوثي يدعو إسرائيل لـ«القلق».. بوادرُ لاقتراب الردِّ اليمني
متابعات| تقرير*:
تزامناً مع إطلاق ناشطين يمنيّين وسماً على منصة «إكس» يشير إلى اقتراب الرد اليمني على العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة، جدّد قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، أمس، تهديده إسرائيل بأن الرد اليمني آت لا محالة، وعلى العدو والمستوطنين أن يقلقوا منه، معلناً أن صنعاء تستعد لتنفيذ سلسلة هجمات أوسع من عملية «يافا»، لاستهداف عمق الكيان. وأشار إلى أن عمليات الرد لا حدود جغرافية لها، بل أصبح الكيان، بمختلف المدن الفلسطينية المحتلة، هدفاً مشروعاً للقوات اليمنية.وأكد الحوثي، في خطابه الأسبوعي، أن العمليات العسكرية المشتركة مع المقاومة العراقية ستتصاعد خلال الفترة المقبلة، على نطاق أوسع. ورأى أن تنفيذ عملية «يافا»، في قلب الكيان، الأسبوع الماضي، من دون اعتراض للطائرة اليمنية التي قطعت 2200 كيلومتر حتى وصلت إلى عمق تل أبيب، فضلاً عمّا كشفته مشاهد طائرة «الهدهد 3»، التي أرسلها «حزب الله» ورصدت قاعدة «رامات دافيد» الجوية في شمال فلسطين، يؤكد انتهاء عصر «السماء النظيفة» للكيان. كما أكد أن كل الهجمات المعادية التي ينفّذها العدوان الأميركي والبريطاني والإسرائيلي لن يكون لها أيّ أثر على العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني جواً وبحراً، وأن العدوان الإسرائيلي على اليمن سيمثّل حافزاً إضافياً، إلى جانب إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، للانتقام من العدو، وسيدفع نحو تطوير أكبر للقدرات العسكرية لتكون أكثر إضراراً بالعدو.
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن الرد اليمني على الكيان لن يقتصر على عملية أو عمليتين، بل سيكون حرباً مفتوحة لا خطوط حمراء فيها، ولن تتوقف إلا بتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفع الحصار عنه.
وخلال الساعات الماضية، أطلق ناشطون يمنيون، بينهم قيادات من «أنصار الله»، وسماً يتضمن تلميحاً إلى اقتراب الرد على العدوان الإسرائيلي على الحديدة، وحمل عبارة «واقترب الوعد الحق». وتزامن ذلك مع استمرار حالة الاستنفار في الكيان الإسرائيلي وفقاً لوسائل إعلام عبرية منذ أيام، في انتظار الرد اليمني.
صنعاء تتهم واشنطن بتقديم معلومات استخباريّة لإسرائيل قبل العدوان على الحديدة
وفي حصيلة جديدة للعدوان على ميناء الحديدة، ارتفع عدد الشهداء إلى تسعة من عمال الميناء، فيما أدت الغارات إلى تدمير 28 خزاناً للمشتقات النفطية، معظمها بشكل كلي والبعض الآخر بشكل جزئي. كما دُمّرت المضخات الخاصة بنقل المشتقات النفطية من السفن إلى الميناء، وخطوط النقل الرئيسة من رصيف الناقلات إلى الخزانات، وخزانات المطافئ والمضخات الخاصة بها، وجزء كبير من إمداداتها في الموقع الخاص بنظام السلامة، ومبنى المختبر الخاص بفحص المشتقات النفطية المستوردة، ومبنى القسم البحري. وتعرّض عدد من المباني الإدارية الخاصة بالميناء، أيضاً، لأضرار جزئية، بما في ذلك عدد من مكاتب شركة النفط، فضلاً عن تضرر إحدى الرافعات الخاصة بالمناولة في الميناء.
وقدّرت مصادر، تحدثت إلى «الأخبار»، قيمة الأضرار بعشرات ملايين الدولارات. وأوضحت أن تفاقمها ناتج من الحرائق التي اندلعت في خزانات النفط التي استهدفها الطيران الإسرائيلي، وتطلّبت من السلطات اليمنية جهوداً كبيرة للسيطرة عليها خلال الأيام الماضية. وعلى رغم محاولة واشنطن تبرئة نفسها من المشاركة في الهجوم، إلا أن صنعاء اتهمت، على لسان عدد من قادتها، أميركا بتقديم معلومات استخبارية لإسرائيل بشأن المصالح الاقتصادية في ميناء الحديدة. ووفقاً لمصادر سياسية في صنعاء، فإن الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة كان معدّاً مسبقاً، وجرى بإيعاز أميركي واضح.
من جهتها، أكدت وسائل إعلام عبرية، منها «القناة 13»، أن التحضير الإسرائيلي للهجوم استغرق 36 ساعة، وأشارت الى أن إسرائيل كانت تهدف إلى تعطيل الحركة الملاحية في الميناء الذي يستقبل نحو 75% من احتياجات البلاد من الغذاء والدواء والوقود لأشهر، ولذلك استخدم جيش الاحتلال قنابل خاصة لضمان تعطيل الرافعتين الرئيسيتين اللتين تشكّلان محور الإمداد الرئيسيّ في الميناء، وتتولّيان مهمة تفريغ البضائع من السفن إلى الأرصفة.
* الأخبار اللبنانية