هل هاتفك مراقب؟ علامات تدل على وجود برامج تجسس وطرق فعّالة للتخلص منها
هل هاتفك مراقب؟ علامات تدل على وجود برامج تجسس وطرق فعّالة للتخلص منها
متابعات:
في ظل اعتمادنا المتزايد على الهواتف الذكية في حياتنا اليومية، باتت هذه الأجهزة هدفاً رئيسياً للمخترقين وعصابات القراصنة الذين يسعون لسرقة بياناتنا الشخصية والمعلومات الحساسة. لم يعد أثر برامج التجسس يقتصر على الحواسيب الشخصية فقط، بل امتد ليشمل الهواتف الذكية نظراً لاستخدامها بشكل مكثف طوال اليوم، مما يجعلها أكثر عرضة للاختراق والهجمات الإلكترونية.
يُدرك المخترقون هذه الثغرة جيداً، لذا أصبحوا يركزون جهودهم على تطوير برامج تجسس متطورة تُصمّم خصيصاً للهواتف الذكية. تعمل هذه البرامج في الخلفية دون علم المستخدم، وتُمكن المخترق من الوصول إلى مختلف البيانات الموجودة على الهاتف، بما في ذلك:
بيانات الهوية الشخصية: مثل الاسم والعنوان ورقم الهاتف وعنوان البريد الإلكتروني.
المعلومات المالية: مثل بيانات بطاقات الائتمان والحسابات المصرفية.
المحتوى الخاص: مثل الرسائل والصور ومقاطع الفيديو.
سجلات المكالمات والرسائل النصية.
معلومات الموقع الجغرافي.
وتُشكل هذه البرامج خطراً كبيراً على خصوصيتنا وأمننا، مما يجعل كشفها وإزالتها أمراً ضرورياً لحماية بياناتنا.
أنواع برامج التجسس على الهاتف
رغم أن مفهوم برامج التجسس يبدو واضحًا بما فيه الكفاية، فإن هناك العديد من البرامج التي لا تحاول سرقة بياناتك وبدلًا من ذلك تخترق خصوصية المستخدم وتجعل تجربة استخدام الهاتف أو التطبيقات بشكل عام مزعجة.
لذا يمكن تقسيم برامج التجسس على الهاتف إلى أكثر من نوع، في مقدمتهم تأتي برامج الإزعاج وعرض الإعلانات ثم تأتي برامج التجسس المعتادة التي تحاول سرقة بيانات المستخدم دون تتبعه أو ملاحقته، وأخيرًا تأتي برامج التتبع أو الملاحقة التي تعمل على جمع كافة البيانات الشخصية مثل المراسلات والمكالمات وحتى استخدام الكاميرا والمايكروفون لتتبع المستخدم في حياته الشخصية.
يستخدم كل نوع من برامج التجسس على الهاتف بشكل مختلف عن الآخر، إذ إن لكل نوع مزايا مختلفة.
فمثلاً برامج الإعلانات المزعجة لا تمثل خطراً حقيقياً على خصوصية المستخدم بقدر كونها أداة لتحقيق أرباح إضافية غير مستحقة، إذ تعرض هذه الأدوات الإعلانات وتجمع بيانات عن سلوك المستخدمين لبيعه للشركات.
وعلى النقيض تعد برامج التجسس وبرامج الملاحقة الرقمية الأخطر على سلامة المستخدم الشخصية وأمنه المالي، إذ تعمل هذه البرامج على الوصول إلى كافة بيانات المستخدم السرية ثم سرقتها بشكل مباشر.
ورغم اشتراكهما في النتيجة النهائية، فإن لكل نوع منها طريقة مختلفة، إذ تسرق برامج التجسس البيانات المخزنة في الهاتف بالفعل مثل كلمات المرور أو صور البطاقات البنكية وذلك طمعاً في سرقة الأموال من هذه الحسابات.
وتمثل برامج التجسس عبر الملاحقة النوع الأخطر بين جميع برامج التجسس، كونها تهدد سلامة المستخدمين بشكل مباشر وتتتبع حياتهم الشخصية بكافة تفاصيلها، حيث تستطيع هذه التطبيقات فتح الكاميرا والمايكروفون بشكل عشوائي دون إنذار المستخدم، كما يمكن لها تتبع حركة المستخدم في الشوارع ومراقبته بشكل كامل، وبعض البرامج تتيح عرض شاشة الهاتف.
طرق لكشف برامج التجسس على الهاتف
هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها بشكل مباشر من أجل كشف برامج التجسس على الهاتف، وتعد هذه الخطوات عامة بشكل كبير، إذ يصلح استخدامها مع جميع أنواع الهواتف وجميع برامج التجسس على الهاتف مهما كان نوعها وهدفها.
1- تصرفات غريبة في الهاتف
إحدى أبرز العلامات التي تؤكد أن الهاتف تم اختراقه هو التصرفات الغريبة التي قد تحدث في الهاتف، بدءًا من وجود تطبيقات غريبة تم تثبيتها دون معرفة المستخدم وحتى المكالمات والرسائل الغريبة فضلًا عن اختفاء الملفات والتطبيقات من الهاتف بشكل عشوائي.
تشير هذه العلامة إلى وجود برامج تجسس على الهاتف من عدة أنواع، إذ إنها ليست حكرًا على نوع واحد من البرامج، وفي حالة البرامج الإعلانية، قد تجد برامج غريبة مثبتة، أما برامج التجسس الأخرى فإنها تظهر على شكل رسائل ومكالمات غير معروفة.
2- ظهور الإعلانات في أوقات مختلفة
تعد هذه العلامة إشارة مباشرة لوجود برامج خبيثة إعلانية، وفي هذه الحالة تجد الإعلانات تظهر في هاتفك بشكل مباشر وفي أوقات لا يجب أن تظهر فيها، أثناء استخدام تطبيقات لا يجب أن تحتوي على الإعلانات بشكل خاص.
مثلًا عند إجراء مكالمة عبر تطبيق الهاتف أو محاولة إرسال رسالة، أو حتى الوصول إلى قائمة الإعدادات وحتى استعراض الصور والرسائل النصية.
لكن يجب التفريق بين الإعلانات التي تضعها شركات الهواتف وبين الإعلانات الخبيثة، وفي العادة تضع الشركات الصينية مثل شاومي إعلانات تطبيقات مباشرة وسط الهواتف أثناء استخدامه بشكل معتاد.
3- بطء الهاتف وضعف أدائه
تعد برامج التجسس بمختلف أنواعها برامج إضافية يتم تشغيلها على الهاتف، وذلك فضلًا عن البرامج الأساسية التي يتم تشغيلها في الهاتف، لذا فإن هذه البرامج تمثل حملًا إضافيًا على نظام الهاتف بشكل يجعله أضعف في الأداء بشكل كبير.
عند وجود برامج تجسس خبيثة مماثلة فإن الهاتف يصبح أبطأ من المعتاد كما تستغرق العمليات المعتادة الكثير من الوقت للاستجابة للأوامر الموجهة إليها، وفي بعض الحالات قد ترتفع درجة حرارة الهاتف بشكل كبير أثناء استخدامه بشكل معتاد.
4- أصوات ضوضاء أثناء المكالمات
تكون المكالمات المستخدمة في الهواتف المحمولة عبر غالبية التطبيقات الموثوق بها مشفرة بين الطرفين، وهذا يعني عدم وجود طرف ثالث يستمع للمكالمة، لذا فإن أي ضوضاء تحدث في المكالمة يجب أن تكون ناتجة عن أحد الطرفين.
في حالة وجود أصوات غريبة وغير معهودة داخل المكالمة فإن هذا يشير بقوة إلى وجود برنامج تجسس مثبت في الهاتف يقوم بتتبع المكالمة والاستماع إليها، ويعني ذلك أن هناك طرفًا ثالثًا يستمع إلى المكالمة بشكل مباشر، كما أن سماع أصوات الصفارات أثناء المكالمة قد يشير إلى أن المكالمة مسجلة.
5- الكاميرا والميكروفون يعملون بشكل عشوائي
تضيف جميع شركات الهواتف المحمولة الآن تحديثات جديدة في هواتفها، وبفضل هذه التحديثات تظهر أضواء تحذيرية عند استخدام الكاميرا أو الميكروفون في الهاتف، وفي حالة عمل تلك الأضواء بشكل عشوائي، فإن هذا يعني مباشرةً أن طرفًا خارجيًا قام بتشغيل الكاميرا أو الميكروفون.
6- استخدام برامج فحص الفيروسات
التطور الحادث في مجال التجسس على الهواتف جذب الشركات الأمنية مثل كاسبرسكاي (Kaspersky) وآفاست (Avast) لتطوير تطبيقات مضادة للفيروسات والتطبيقات الخبيثة للهواتف المحمولة تحديداً.
استخدام مثل هذه التطبيقات يساعد المستخدم على معرفة حالة برامج التجسس المستخدمة في الهاتف وإن كان يتعرض لمثل هذه البرامج، ولكن بالطبع يجب تثبيت برامج مضادة للفيروسات من جهات موثوق بها مثل مواقع الشركات الرسمية الشهيرة، وذلك حتى لا تضم هذه التطبيقات فيروسات في حد ذاتها.
كيفية الحماية من برامج التجسس على الهاتف
رغم وجود عدة طرق لكشف برامج التجسس على الهاتف، فإن الخيار الأفضل دائمًا يكون الحماية من هذه البرامج بدلاً من البحث عن طرق اكتشافها، وتوجد العديد من النصائح التي تساعد في الحماية من التطبيقات الخبيثة وتقلل من أثرها بشكل كبير، وإليكم بعضها:
1- عدم تثبيت التطبيقات من مصادر مجهولة
تثبيت التطبيقات من مصادر مجهولة هو السبب الأول في اختراق الهواتف المحمولة، ولأن “آبل” كمثال لا تتيح تثبيت التطبيقات من مصادر خارجية، فإن آيفون يظل أكثر أمنًا من هواتف أندرويد على اختلاف أنواعها.
2- عدم ترك الهاتف في أيدي الغرباء
إحدى الطرق الشهيرة لتثبيت برامج التجسس والمراقبة هو استخدام الهاتف من قبل الغرباء، إذ يستطيع هؤلاء تثبيت برامج التجسس دون أن ينتبه أحد إليهم، وهو الأمر الذي يعرض المستخدمين الأساسيين للهاتف للخطر.
وبدلاً من محاولة البحث عن طرق لاكتشاف تطبيقات التجسس هذه، فمن الأفضل حماية المستخدم منها ومنع تثبيتها منذ البداية، وتتضمن هذه الخطوة التعامل مع مراكز الصيانة المعتمدة والموثوق بها فقط.
3- عدم كسر حماية الهاتف
تنتشر العديد من التطبيقات التي تعتمد على كسر حماية نظام الهاتف، وذلك في الأندرويد والآيفون، ورغم كون مثل هذه الطرق تقدم مزايا إضافية قوية لكل نوع من الهواتف، فإنها إحدى بوابات تثبيت تطبيقات الاختراق بشكل مباشر.
لذلك ينصح دائماً بعدم كسر حماية الهاتف سواءً كان آيفون أو أندرويد من أجل حماية البيانات الحساسة لكل مستخدم وتأمينها بشكل كامل ومباشر.
4- الابتعاد عن الرسائل المشبوهة
هناك العديد من الرسائل المشبوهة التي تصل إلى المستخدمين عبر منصات التواصل الاجتماعي والرسائل المباشرة، وفي بعض الحالات، تضم هذه الرسائل روابط خارجية، ويفضل دومًا ألا يتم النقر على الروابط الخارجية التي تأتي من مستخدم لا تعرفه بشكل شخصي.
علامات تدل على وجود برامج تجسس على هاتفك:
– زيادة استهلاك البطارية بشكل ملحوظ: تُستهلك برامج التجسس قدرًا كبيرًا من طاقة البطارية بسبب تشغيلها المستمر في الخلفية ونقل البيانات.
– بطء أداء الهاتف: قد يؤدي وجود برامج التجسس إلى إبطاء أداء الهاتف بشكل ملحوظ، حيث تُستهلك موارد الجهاز.
– ارتفاع درجة حرارة الهاتف: قد يتسخن الهاتف بشكل غير طبيعي بسبب تشغيل برامج التجسس في الخلفية.
– ظهور إعلانات غريبة أو غير متوقعة: قد تُظهر بعض برامج التجسس إعلانات مزعجة أو تفتح صفحات ويب تلقائيًا.
– نقص في مساحة التخزين: قد تستهلك برامج التجسس مساحة تخزين كبيرة على الهاتف.
– صعوبة في إيقاف تشغيل الهاتف أو إعادة تشغيله: قد تمنع بعض برامج التجسس المستخدم من إيقاف تشغيل الهاتف أو إعادة تشغيله.
– سماع أصوات غريبة أثناء المكالمات: قد تُسجل بعض برامج التجسس المكالمات الهاتفية أو تُرسل رسائل SMS دون علم المستخدم.
– ظهور تطبيقات غير معروفة على الهاتف: قد يتم تثبيت برامج التجسس على الهاتف دون علم المستخدم.
– تغير سلوك الهاتف: قد يتصرف الهاتف بشكل غريب، مثل إعادة التشغيل تلقائيًا أو فقدان البيانات.
خطوات لكشف برامج التجسس على الهاتف:
– فحص الهاتف باستخدام مضاد فيروسات: تتوفر العديد من تطبيقات مكافحة الفيروسات المجانية التي يمكنها فحص الهاتف بحثًا عن برامج التجسس والبرامج الضارة الأخرى.
– البحث عن تطبيقات مشبوهة: قم بمراجعة قائمة التطبيقات المثبتة على هاتفك وابحث عن أي تطبيقات غير معروفة أو مشبوهة. إذا وجدت أيًا من هذه التطبيقات، فقم بإزالتها على الفور.
– التحقق من أذونات التطبيقات: تأكد من أن التطبيقات المثبتة على هاتفك لا تتمتع بأذونات أكثر مما هو ضروري. على سبيل المثال، لا ينبغي لتطبيق الكاميرا أن يكون لديه إذن للوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بك.
– تثبيت جدار حماية: يُساعد جدار الحماية على منع التطبيقات الضارة من الوصول إلى الإنترنت ونقل البيانات.
– الحفاظ على تحديث نظام التشغيل والبرامج: تأكد من تحديث نظام التشغيل والبرامج المثبتة على هاتفك بشكل دوري، حيث قد تحتوي التحديثات على إصلاحات أمنية تحمي من برامج التجسس الجديدة.
– النسخ الاحتياطي للبيانات: تأكد من نسخ بيانات هاتفك احتياطيًا بانتظام في حالة تمكنك من حذفها عن طريق الخطأ أثناء محاولة إزالة برامج التجسس.
نصائح إضافية:
– كن حذراً عند تنزيل التطبيقات: قم بتنزيل التطبيقات من متاجر موثوقة فقط، مثل Google Play Store أو Apple App Store.
– اقرأ مراجعات التطبيقات قبل تنزيلها: تأكد من قراءة مراجعات التطبيقات قبل تنزيلها للتأكد من أنها آمنة وموثوقة.
– لا تنقر على الروابط المشبوهة: لا تنقر على الروابط الموجودة في الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني من جهات غير معروفة، حيث قد تؤدي إلى تثبيت برامج التجسس.
– استخدم كلمة مرور قوية لحماية هاتفك: تأكد من استخدام كلمة مرور قوية لحماية هاتفك من الوصول غير المصرح به.
إذا كنت تعتقد أن هاتفك مصاب ببرامج تجسس، فمن المهم اتخاذ إجراءات فورية لإزالتها. اتبع الخطوات المذكورة أعلاه أو استشر خبيرًا في مجال الأمن السيبراني للحصول على المساعدة.
من المهم أيضًا أن تكون على دراية بمخاطر برامج التجسس وأن تتخذ الخطوات اللازمة لحماية هاتفك. باتباع النصائح المذكورة أعلاه، يمكنك تقليل خطر التعرض لبرامج التجسس والحفاظ على سلامة بياناتك.