لماذا سخرت الصين من استهداف قوات صنعاء حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور” (تفاصيل مثيرة)
متابعات /
لم تعترف الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن باستهداف أنصار الله الحوثيين مفخرة قواتها البحرية حاملة الطائرات “أيزنهاور” في البحر الأحمر، لكنها في الوقت نفسه لم تتمكن من إثبات العكس، بل إن ما حاولت نفيه أثبت أن حاملة الطائرات هوجمت بالفعل، فالقبطان نشر تسجيلاً مرئياً لإثبات سلامتها، لكن اتضح أنه قديم ويعود إلى شهر مارس الماضي، ليتحول ما أراد نفيه إلى إثبات، والثابت الوحيد في الأمر هو أن الولايات المتحدة أهينت بشكل كبير وفقدت ما كانت تظن أنه هيمنة مطلقة على مستوى العالم، وفي المقابل تغيرت صورة الحوثيين في نظر العالم وحصدوا مرحلة متقدمة من الإعجاب والاعتراف بالتفوق لكسرهم أسطورة الهيمنة المطلقة للولايات المتحدة، في وقت لم يجرؤ على ذلك أحد، وهذا ما تناولته وسائل الإعلام الأجنبية، خصوصاً الصينية.
الإعلام الصيني سخر من استهداف قوات صنعاء حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور”، واعتبر ذلك إهانة كبيرة وصفعة مهينة للولايات المتحدة.
موقع “غوانتشا” الصيني، نشر تقريراً بشأن استهداف الحوثيين حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور”، أشار فيه إلى أن الهجوم تسبب في تراجع مكانة الولايات المتحدة على مستوى العالم، موضحاً أن “أيزنهاور” حتى ولو لم تغرق أو تفقد قدرتها القتالية فمجرد استهدافها يعني تدمير صورة الهيمنة الأمريكية في العالم.
وأوضح التقرير أن أي دولة أو كيان لم يجرؤ، منذ الحرب العالمية الثانية، على استهداف حاملة طائرات أمريكية بهجوم مفتوح، معتبراً ما فعله الحوثيون بـ”أيزنهاور” إهانة كبيرة للولايات المتحدة، وقال: “لقد ثقب الحوثيون الطوطم الروحي للولايات المتحدة، تماماً كما يوخز البالون بإبرة”.
وبشأن محاولة إثبات قائد حاملة الطائرات “يو إس إس أيزنهاور”، أنها لم تتعرض لأي هجوم من قوات صنعاء، قال التقرير إن تشودا هيل، نشر لأول مرة صوراً لحاملة الطائرات على مواقع التواصل، لكن الصور لم تقنع مستخدمي الإنترنت الأمريكيين، رغم أنه ظهر فيها الكثير من الطعام في المطبخ، وفتاة سوداء مبتسمة، وظهر حتى كلب القبطان، مؤكداً أن ذلك لم يقنعهم، بل طلبوا منه نشر صورة على سطح السفينة، معتبرين ما نشره مجرد هروب كونه رداً جانبياً لا يعني شيئاً، مشيراً إلى أن أفضل طريقة لإثبات أن “أيزنهاور” لم تتعرض للهجوم هي “عقد يوم مفتوح لحاملة الطائرات والسماح للصحافيين من مختلف البلدان بالصعود وإلقاء نظرة”.
التقرير قال إن استهداف الحوثيين حاملة الطائرات “أيزنهاور” جعل الولايات المتحدة أشبه برجل عصابة تلقى صفعة على وجهه بالنعال، ثم قام الشخص الذي صفعه بالتجوّل والتشهير به.
وتطرق التقرير إلى أنه وبعد 20 عاماً من غزو الولايات المتحدة للعراق وفرض هيبتها بالقوة تمكن الحوثيون “من لمس مؤخرة النمر مراراً وتكراراً، بل إنهم بصقوا أيضاً في وجه الولايات المتحدة”، مؤكداً أن نظرة العالم تغيرت تماماً تجاه الحوثيين “فلم يعد الاعتقاد بأنهم عبارة عن جماعات تملك شباشب وشاحنات صغيرة ومدافع رشاشة، فقد تحولوا إلى كيان سياسي يسعى لتوحيد اليمن”، لافتاً إلى أنهم عندما يسيطرون على البلد ستفقد الولايات المتحدة تاريخياً السيطرة على البحر الأحمر.
كما تحدث التقرير عن الخبرة القتالية التي اكتسبها الحوثيون من خلال مواجهتهم لقوات التحالف بقيادة السعودية، بقوله إن “القوات المسلحة الحوثية نشأت في الحرب وواجهت مئات الآلاف من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، الذين تدعمهم الولايات المتحدة عسكرياً بشكل كامل من خلف الكواليس”.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة أصبحت هدفاً مباشراً للحوثيين لأنها تدعم إسرائيل في حربها على قطاع غزة، وأن الولايات المتحدة لن تجد وكلاء لخوض هذه الحرب، ولا يمكنها استخدام الوسائل الاقتصادية والمالية في مواجهة الحوثيين، لذلك يتعين عليها مواجهتهم مباشرةً، في إشارة إلى رفض الرياض استخدام أراضيها لشن غارات أمريكية بريطانية على اليمن.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لن تجرؤ على نشر قوات برية في اليمن، لأنها ستقع في مستنقع أكثر رعباً من أفغانستان، مؤكداً أنها نتيجة لذلك ستضطر إلى تغيير موقفها الاستراتيجي على مستوى العالم.