كل ما يجري من حولك

عطوان : إذا كان ملك السعودية يرفض التدخل في شئون الآخرين فماذا نسمي الحرب على اليمن ودعم المسلحين في سوريا؟!

466
لندن-متابعات:
استغرب رئيس تحرير صحيفة (رأي اليوم) الإعلامي/ عبد الباري عطوان المنطق الذي تحدث به ملك السعودية سلمان بأن المملكة لا تتدخل في شئون الآخرين في الوقت الذي يشن فيه حرباً على اليمن ويدعم المسلحين في سوريا ويستضيف مقرهم ويستعد لإرسال قوات إلى الأراضي السورية .. محذراً بالقول : هذا الهوس ستدفع الشعوب العربية والشعب السعودي أيضاً ثمنه الأكبر والأيام بيننا.

وقال الصحفي الفلسطيني البارز في مقال على صدر صحيفته الإلكترونية إن العاهل السعودي أعلن أمس الأحد أثناء إستقباله ضيوف مهرجان الجنادرية إن “السعودية لا تتدخل في شئون الآخرين، ومن حقها الدفاع عن نفسها، ونطالب الآخرين بعدم التدخل في شئوننا”..

وأضاف إن “كلام العاهل السعودي هذا يأتي في وقت تستعد فيه بلاده لإرسال 150 ألف جندي إلى سورية، وتجري مناورات عسكرية مع دول أخرى مثل مصر والسودان إستعدادا لهذا التدخل، تحت إسم (رعد الشمال) وتخوض حربا في اليمن، ومن المتوقع أن تكون تركيا البوابة لدخول هذه القوات إلى الأراضي السورية”.

وتابع قائلاً “واللافت من كل ما تقدم، إن العاهل السعودي يؤكد إن بلاده لا تتدخل في شئون الآخرين وتطالبهم بعدم التدخل في شئونها، فإذا كان هذا التدخل العسكري الوشيك، وخمس سنوات من دعم المعارضة السورية المسلحة عسكرياً ومالياً، وإستضافة مقرها في مدينة الرياض، وخوض حرب في اليمن ومقتل 10 آلاف من أبنائه، لا يعتبر تدخلاً، فما هو التدخل إذاً؟ أفيدونا.. أفادكم الله”.

وأوضح عطوان إن “الهدف الرئيسي المعلن لهذا التدخل، هو القضاء على تنظيم (الدولة الاسلامية) ولكن الهدف الحقيقي غير المعلن، هو تعزيز ومساندة قوات المعارضة السورية المسلحة في قتالها لإسقاط النظام في دمشق، وتغيير موازين القوى على الأرض، بعد التقدم الكبير الذي حققته قوات الجيش العربي السوري في ريف حلب الشمالي والشرقي وفي محافظة درعا جنوبا بغطاء من الطيران الروسي”.

وأكد إن “السعودية باتت تعيش هذه الأيام حالة من الهوس على صعيدين:

الأول: تجنب أي هزيمة سياسية أو معنوية في سورية، والثأر من النظام الحاكم بعد أن أستثمرت المليارات وخمس سنوات من الجهود السياسية والعسكرية لإطاحته..
والثاني: تشكيل تحالفات سياسية وعسكرية (سنية) في مواجهة (المحور الإيراني)” .

وبين رئيس تحرير (رأي اليوم) إن إرسال قوات سعودية وتركية وخليجية إلى سورية يأتي في إطار خطة أمريكية محكمة، أعلن عنها السناتور/ لينزي غراهام في مؤتمر صحافي في سبتمبر الماضي، عندما قال إن الإستعدادات تجري لدخول 100 ألف مقاتل إلى سورية لمحاربة (الدولة الإسلامية) 90 ألفاً منها من دول عربية، أما الـ 10 آلاف الباقية فستكون أمريكية وغربية.

ولفت إلى ما توقعته مصادر سعودية بإن يبدأ هذا التدخل العسكري الشهر المقبل، ومن غير المستبعد أن تكون الأردن أحد بواباته، إلى جانب البوابة التركية، بإعتبار إن المسافة بين حدود الأردن والعاصمة دمشق لا تزيد عن 90 كيلومتراً.

قال الإعلامي عطوان: “لا نعرف ما إذا كان من الحكمة، وحسب القواعد العسكرية المعروفة، الدخول في حربين، واحدة في اليمن، والثانية في سورية في الوقت نفسه، ودون حسم الأولى، مثلما تفعل القيادة السعودية”..

وأضاف متسائلاً: “هل ستنجح القوات السعودية وحلفاؤها، مثلما يروج خبراؤها في دخول صنعاء مع نهاية هذا الشهر ! وإذا نجحت هل ستسيطر عليها وتفرض الأمن وتنهي الحرب؟ وبما يمكن القوات السعودية وطائرات “عاصفة الحزم” للتفرغ للجبهة الجدية في سورية؟”.

وتابع :” كماونتساءل في الوقت نفسه عما إذا كانت السعودية دولة عظمى ثالثة ونحن لا نعلم؟ وأين كانت هذه العزيمة القتالية طوال 60 عاماً من الحروب العربية ضد الإحتلال الإسرائيلي؟”.

وأعتبر رئيس تحرير صحيفة (القدس العربي) السابق إن القيادة السعودية في حال من الإندفاع الثأري غير المسبوق، ومحفوف بالمخاطر، وأبرزها السقوط في حفرة حرب من الصعب أن تخرج منها”.

وتسائل في هذا الصدد قائلاً :”فإذا كان التورط في حرب اليمن، البلد الفقير دخلت شهرها الـ 11 دون أي (حسم أو حزم)، فكيف سيكون الحال عندما تواجه هذه القوات السعودية الطائرات الروسية الحديثة، وجيش سوري تمرس في حرب عصابات، وأخرى تقليدية لأكثر من خمس سنوات، ويمتلك أسلحة روسية حديثة، ويحظى بدعم إيران وروسيا وحزب الله؟”.

كما أشار إلى ما قاله الصحافي الأمريكي/ توماس فريدمان في لقاء مصور على موقع الصحيفة (نيويورك تايمز) بعد عودته من الرياض قبل شهرين بـ “ان أكثر ما يخافه المسئولون السعوديون الذين التقيتهم هو هجوم الدولة الإسلامية على إسرائيل لأن هذا يعني إنهيار التحالف السني الذي يريدون إقامته، وإنهيار إستراتيجيتهم”.

ولفت إلى أن فريدمان أكد بإن المسئولين السعوديين الذين التقاهم (محمد بن نايف ومحمد بن سلمان) لم يذكروا كلمة الصراع العربي – الإسرائيلي، ولو مرة واحدة، وتحدثوا عن وجود 200 ألف مبتعث سعودي في الجامعات الأمريكية والأوروبية يعود منهم 20 ألفاً سنوياً، يمكن أن يشكلوا خطراً من نوع آخر.

وأكد عبدالباري عطوان قائلاً :”ان ما نستخلصه من أقوال الكاتب فريدمان الذي أتهم السعودية بأنها أخطر من إيران لتصديرها الإرهاب الوهابي إلى العالم، إن السعودية إذا حاربت الدولة الإسلامية وقضت عليها فمن أجل إزالة أي أخطار يمكن أن تهدد المملكة وإسرائيل معاً”.

وختم رئيس تحرير صحيفة (رأي اليوم) مقالة بالقول “أيامنا المقبلة صعبة جداً.. ودموية جداً.. وحروب مفتوحة على كل الإحتمالات.. وشعوبنا، ومن ضمنها الشعب السعودي أيضاً سيدفع الثمن الأكبر من دمائها وأرواحها وثرواتها، ووحدتها الترابية، نقولها والمرارة في حلوقنا.. والأيام بيننا”.

* سبأ

You might also like