موجةٌ جديدةٌ لـ ”الكوليرا“.. تحذيراتٌ لليمنيين من عودة الوباء
302
Share
متابعات| رصد:
كشفت مصادر طبية مسؤولة عن عودة تفشي وباء الكوليرا في عدد من المحافظات اليمنية، تتصدرها أمانة العاصمة، التي تشهد حالياً, وفقاً للمصدر , أنتشار واسع للمرض لا سيما في أحياء منطقة بني الحارث حيث يقال بأن المياه الملوثة بالصرف الصحي تروي مزارع الخضروات.
وحذرت مصادر من توسع مساحة انتشار الوباء وارتفاع عدد الحالات, في ظل اتباع وزارة الصحة بصنعاء سياسة (لا تهويل ولا تهاون) وهو ما قد يجعل المجتمع عرضة للإصابة دون الوقاية أو الوعي المناسبين.
وأكدت المصادر أن هناك حالات تتوافد إلى طوارئ المستشفيات الخاصة، بينما أغلب الحالات تعتبر أعراض الإصابة “تسمم غذائي” وتكتفي بمعالجتها في عيادات الإسعافات الأولية المنتشرة في الأحياء.
وفي ظل خروج ما يقارب 50% من منشآت الرعاية الصحية عن الخدمة بفعل الحرب الدائرة منذ 2015, ينذر التفشي الجديد للوباء بحالة وبائية طارئه, لاسيما بعد إعلان منظمة الصحة العالمية، مطلع الأسبوع الجاري عن تسجيل أكثر من 500 إصابة جديدة بالكوليرا في اليمن ووفاة حالتين خلال يناير وفبراير الماضيين.
المنظمة ذاتها أعلنت منتصف فبراير الماضي ارتفاع عدد حالات الإصابة بالكوليرا التي تم تسجيلها في اليمن إلى أكثر من 8 آلاف و426 حالة اشتباه بالإصابة، و21 حالة وفاة مرتبطة بالمرض، خلال الفترة بين 1 يناير وحتى 15 ديسمبر 2023.
الكوليرا، وهو مرض معوي شديد العدوى، ينتشر بسرعة من خلال الأطعمة والمياه الملوثة بـ “بكتيريا ضمة الكوليرا “. و يتطلب رعاية طبية مناسبة, وبدون الحصول عليها يواجه المرضى الجفاف الشديد والوفاة في غضون ساعات. وعلى الرغم من طبيعتها التي يمكن الوقاية منها، إلا أن الكوليرا لا تزال تشكل خطراً مميتا لليمنيين في ظل نظام الرعاية الصحية الهش.
و يتسبب المرض في إصابة الأطفال والبالغين على حد سواء, بإسهال مائي حاد، ويستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص, وتكون في الأغلبية أعراضاً خفيفة أو معتدلة، بينما تُصاب أقلية منهم بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد. ويمكن الوقاية من الكوليرا من خلال توفير المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي, إلى جانب التأكد من سلامة الطعام من التلوث قبل تناوله.
ويلوح شبح الكوليرا بشكل كبير بأزمة صحية جديدة، ويلقي بالمعاناة على مجتمع أوقعته الحرب والصراع في أزمة اقتصادية قد تجعله عاجزاً أمام توفير ثمن الأدوية العلاجية الخاصة بالمرض في ظل غياب خدمات الرعاية الطبية والعلاج المجانية والتي كانت في السنوات السابقة مدعومة .
وتعد اليمن من بين 8 بلدان في إقليم شرق المتوسط، التي لا تزال تشهد تفشيا بالإصابة بهذا المرض, وفق بيان للمكتب الإقليمي للصحة العالمية.
وكان مكتب الصحة في محافظة حضرموت قد أعلن عن رصد 262 حالة اشتباه بالكوليرا خلال الشهرين الأخيرين من العام 2023 إلى جانب تسجيل حالة وفاة مرتبطة بالمرض، و22 حالة مؤكدة بالفحص الزراعي.
المنظمات الدولية والمحلية تحذر من عودة تفشي المرض, بعد أن لاحظت ارتفاع عدد الحالات المشتبه بها خلال الربع الاخير من 2023, إذ عبرت منظمة أوكسفام، منتصف ديسمبر الماضي عن قلقها من الارتفاع المقلق في عدد حالات الكوليرا المسجلة في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة، محذرة من أن المرض قد يتحول إلى وباء، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة.
وقالت أوكسفام في بيانها آنذاك ، أن الأسابيع الأخيرة شهدت تسجيل حالات إصابة بالكوليرا في ست محافظات في جنوب وشرق اليمن، وكذلك في محافظتين في الشمال. حيث تم الإبلاغ خلال الفترة من 2 أكتوبر إلى 3 ديسمبر، عن 1336 حالة مشتبه بها و11 حالة وفاة مرتبطة بها في جنوب البلاد، منوهة إلى أن عدم وجود تقارير يرجح أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى من ذلك بكثير.
ارتفاع عدد الحالات، يثير المخاوف من احتمال العودة إلى مستويات انتشار الكوليرا التي شهدتها اليمن منذ 2016-2021، عندما تم تسجيل 2.5 مليون حالة إصابة و4000 حالة وفاة مرتبطة بها، وفي عام 2019.. وفقاً لأوكسفام التي أكدت أنه تم تسجيل 93 % من جميع حالات الكوليرا في العالم في اليمن.
وكان قد شهد البلد انخفاض عدد الحالات بشكل كبير في 2021، ، بفضل برنامج التطعيم الناجح الذي حصن مئات الآلاف من اليمنيين، لكن نقص التمويل، وخاصة فيما يتعلق بتوفير اللقاح، يهدد بإبطال ذلك العمل الجيد, بحسب بيان منظمة أوكسفام, التي ناشدة المجتمع الدولي بسرعة توفير التمويل الكافي للمساعدات المنقذة للحياة، وخاصة لبرامج الصحة والقدرة على الصمود وسبل العيش، وزيادة الجهود للتفاوض على سلام دائم وشامل في اليمن.
ويتسبب الكوليرا، كل عام، في وقوع ما يتراوح من 3 إلى 5 ملايين حالة إصابة، وما يتراوح من 100 ألف إلى 120 ألف حالة وفاة على مستوى العالم كما أن فترة الحضانة القصيرة (التي تتراوح من ساعتين إلى 5 أيام) تزيد من قابلية فاشيات الكوليرا للانفجار, حسبما توضح الصحة
ويحذر الاخصائيون من التساهل وعدم التدخل السريع من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الصحية لتوفير التمويل والدعم الأساسيين لمكافحة هذا المرض الفتاك ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، منوهين الى أن ذلك قد يعرض اليمن لخطر الانزلاق مرة أخرى إلى قبضة وباء الكوليرا، مما يؤدي إلى تراجع سنوات من مكافحة الوباء والحد من أنتشاره.