يُريدون استعبادنا ونأبى ذلك.. مقاومة الغزو والاحتلال والهيمنة الاستعمارية، واجب إنساني قبل كُلّ شيء
– الديمقراطية الأَمريكية مجرد لعبة انتخابية ترتكز على التفرقة والصراعات بين الأحزاب وتمزيق المجتمعات
– مقاومة الغزو والاحتلال والهيمنة الاستعمارية، واجب إنساني قبل كُلّ شيء، ودينُ الحرية الذي تعلمنا فيه ونتعلم منه أن لا نقبل أبداً بأن نُستعبد لأحد وأن لا نكونَ عبيداً إلَّا لله سُبْحَانَهُ
– لماذا الاستعباد؟ لتأبيد الهيمنة والسيطرة على الدول؛ لتأبيد تدفق الأموال لبنوك الرأسماليين بزعامة اللوبي الصهيوني أَوْ سموه المحفل الماسوني أَوْ سموه الطغمة الإمبريالية لا فرق، مِن جوعنا يُتخمون، وبأموالنا يصنعون الحروب.
– الجامعة العربية وأخواتها، لا تملك حريتها وإرادتها وقرارها لتتحرك في الموقف الذي يمليه عليها واجبها القومي والإسْلَامي والإنساني، والذي يلبي تطلعات الشعوب العربية في نُصرة المقاومة العربية، والشعب الفلسطيني، وتحرير الأراضي المحتلة، لكنها تحركت بدعم أَمريكي في العلن للعدوان على الـيَـمَـن، وهذا هو الاستعباد بعينه.
ـــــــــــــ
أنس القاضي
دولُ الاستعمار والتوسُّع كأَمريكا وإسْرَائيْل ومملكة بني سعود، التي قامت على أساس الاحتلال والاستيطان وإبادة السُكان الأصليين، وإفقار الشعوب ونهب الثروات، ذات التأريخ الإجْـرَامي الذي ما زالَ ملموساً ومنظوراً في فلسطين والعراق وأفغانستان وليبيا، وأفريقيا، لا يُمكن بأي حال مِن الاحوال أن تحمل قضية عادلة ومشروعاً إنسانياً، أَوْ أَن يكون لتدخلها العسكري في الـيَـمَـن أي معنى إيجابي بجانب أي طرف، فهي شر استعماري محض، ومجرد موقف مساند منها لأي طرف تجعله غير وطني ولا ديمقراطي ولا ثوري ولا إنساني حتى، فما مِن مكان مرَّ مِنهُ الأَمريكان والصهاينة وبنو سعود إلا خلّفوا فيه الدمار والارهاب ونزَّ منهُ دماً، واستعبد الإنسان فيه.
الاستعباد هوَ مشروع الاستعماريين
يقول قائد الثورة: “ما يريده المشروع الأَمريكي الإسْرَائيْلي بأمتنا هو استعبادُها والتحكُّمُ في كُلّ شيء بثرواتها وقرارها السياسية وآرائها وتوجيهاتها ومناهجها، كُلُّ هذه الأشياء يحرص الأَمريكي أن تسير وفقاً لما يقرره هو لوتد سيطرته على البلدان العربية والإسْلَامية”.
هذا الاستعباد الاستعماري الذي تحدَّثَ عنهُ قائد الثورة هوَ سببُ الواقع البائس المفروض على الأمه العربية والإسْلَامية، وعلى بقية الأمم المُضطهدة في آسيا وأفريقيا وأَمريكا اللاتينية، فليس العيب بالإسْلَام ولا العرب، وليس ببقية الشعوب التي تعاني الفقر والحروب والإرهاب، بل العيب في منشأ هذا البؤس والذي يكمن في المشاريع الاستعمارية لدول الاستكبار العالمية الرأسمالية المُتجبرة، التي تتحكم بمصائر هذهِ الأمم، التي تأبّد الفقر والجوع بنهب الثروات، تأبد التخلف الاقتصادي والتقني عبر سيطرة الاحتكارات على التقانة الصنعية الحديثة وحِرمان الشعوب منها، وعبر احتكار مصادر المعرفة وتهجير الأدمغة واغتيال مُفكري ونوابغ هذه الأمم، وتغذية الاقتتال بإشاعة الصراعات داخل هذه الشعوب وتغذيتها، ودعم داعش والقاعدة، أَوْ بالتدخل العسكري المباشر كما في أفغانستان والعراق وليبيا والـيَـمَـن وسوريا. هذه هو الاستعباد. لماذا الاستعباد؟ لتأبيد الهيمنة والسيطرة على الدول، لتأبيد تدفق الأموال لبنوك الرأسماليين بزعامة اللوبي الصهيوني أَوْ سموه المحفل الماسوني أَوْ سموه الطغمة المالية الإمبريالية لا فرق، مِن جوعنا يُتخمون، وبأموالنا يصنعون الحروب، وليس علينا أن تعاتب أنفسنا ونبحث عن العيوب في عرقنا العربي وديننا الإسْلَامي وهويتنا الـيَـمَـنية، البؤس ليس في جيناتنا ولم يولد معنا بل في عدو شعبنا في عدو الشعب الـيَـمَـني والأمة العربية وعدو شعوب وأمم العالم.. وغد الأممية يوحد البشر.
الديمقراطية الغربية، صناديق الإقراض، واستعباد الشعوب
يقول قائد الثورة: “الاستعباد أن يفرضَ عليكم ثقافتَه وسياستَه، وأن يتحكمَ بك في كُلّ شأنك، لا تفعل إلَّا ما يريد ولا تتَحَـرّك إلَّا بما يريد، وأن يحكم حياتك، أن يحكم واقعك، أن يتحكم بكل شأنك”.
وهذا ما تفعلهُ الدولُ الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة الأَمريكية وإسْرَائيْل، أنها تحارِبُ كُلَّ الثقافات القومية والشعبية لمختلف البُلدان وليس فقط للبلدان العربية والإسْلَامية، وتُعمم عليها النمط الأَمريكي في الحياة نمط المظاهر والقشور والاستهلاك، لتشعر هذه الشعوب بأفضلية أَمريكا وتظل تابعة لها، تُعمم أَمريكا ديمقراطيتها الغربية على هذه الشعوب عبر صندوق دعم الديمقراطيات، ولماذا على العالم أن تكون ديمقراطيتهُ تشبه الديمقراطية الأَمريكية؟، أليس من الطبيعي أَن يكون لكل شعب ديمقراطيته الخاصة التي تعكس واقعه وتعكس مستوى تطوره الاقتصادي والعلمي والثقافي وتطور الوعي الاجتماعي فيه؟
تفرض أَمريكا ديمقراطيتها؛ لأنها ليست ديمقراطية شعبية ولا ديمقراطية اجتماعية، بل ديمقراطية سياسية مجرد لعبه انتخابية على الصندوق، تجعل الصراعات بين الأحزاب، فتمزق المجتمع وتجعل المعركة بين فقراء الشعب فيما بينهم وليس بين الشعب الكادح والسُّلطة المُترفة، وهذه الديمقراطية الغربية التي لا تغير الواقع الاقتصادي وتحرّرنا من التبعية الاقتصادية والسياسية ولا توفر لقمة العيش وفرص العمل، لا نريدها، ولنكُنْ كفاراً في عيون أَمريكا، وتكفر أَمريكا كُلّ الديمقراطيات الشعبية، فلا تعترف بالديمقراطية في كوريا الشعبية ولا بالديمقراطية في الصين ولا بالديمقراطية في كوبا ولا في فنزولا وتشيلي وبوليفار ولا في سوريا ولا في روسيا ولا في أي الدول الاشتراكية، والدول الوطنية التي تشق لنفسها طريقَها الخاصَّ في التقدم، وكل الدول المستقلة اليوم والحُرَّة هي الدول التي ليس لها علاقة بالديمقراطية الغربية، الدول التي يقرّر الشعب بها حكامَه ويعزلهم وينصبهم كما يُريد ويفرض برنامجَه السياسي والاقتصادي، يزرعُ ما يريد ويصنع ما يريد، وينقب عن ثرواته في المنطقة التي يريد وبالكمية التي يريد ويبيعه بالسعر الذي يريد، دون تحكم أَمريكا وأوروبا والرأسمالية العالمية، فمن يعطي الحقَّ لأَمريكا أن تفرض ديمقراطيتها وأن تمنح هذا البلد شهادة الديمقراطية أَوْ تقوم بغزوه وتغير حكامه أَوْ فرض حكام عليه، من أعطاها هذا الحق غير إفقارها لهذه الدول وتركيعها وتخويفها بالموت جوعاً بالقروض والمنح المالية، تسليط داعش عليها.
مظاهر الاستعباد: الجامعة العربية، مجلس التعاون الخليجي، المؤتمر الإسْلَامي
الجامعةُ العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الإسْلَامي، كُلّ هذه المنظمات تعكس حال الاستعباد الأَمريكي الصهيوني الذي وصلت إليه الأمه، هل تملك حريتها في التحرك كما تريد وكما تريد شعوبها وكما يملي عليها الموقف القومي العربي والموقف الثوري الإسْلَامي تجاه القضية الفلسطينية قضية تحرير الاحتلال للأراضي العربية والمقدسات الإسْلَامية والوقوف مع الشعب العربي الفلسطيني ضد الإجْـرَام الصهيوني؟؛ لأنها تتحرك بما يُريده الأَمريكان والصهاينة؛ للتدمير وفقط، وليس بما تريده الشعوب العربية والإسْلَامية التي ترى في القضية الفلسطينية قضيتها الأولى.
لكن هذه الدول والمنظمات تحركت بكل الأساطيل والقوة العسكرية للحرْب على الـيَـمَـن، فهل كان تحركها هذا حراً ويُعبر عَن موقف عربي وإرادة حرة، بقصف مهد العروبة، وموقف إسْلَامي بقصف المسلمين الـيَـمَـنيين وموقف إنساني بقصفِ النساء والأطفال والأبرياء، وبدعم أَمريكي مباشر مُصرّح به علناً، أم كان موقفاً أَمريكيا إسْرَائيْلياً ضدَّ الدول التي تريدُ التحرُّرَ من الفلك الأَمريكي ضد الـيَـمَـن، كما يشنون عدواناً ضد سوريا الحرة الدولة العربية الوحيدة التي تدعَمُ المقاومة الفلسطينية، أم صدق الأغبياء، إن ما في سوريا ثورة ودعم للشعب السوري وسوريا الدولة العربية الوحيدة المكتفية ذاتياً، زراعياً وصناعياً وتعليمياً وصحياً، والتي ليس لديها دين لدى بنوك الرأسمالية الغربية.
الحُرية.. مقصد الدين وحاجة البشرية
مقاوَمة الغزو والاحتلال والهيمنة الاستعمارية، واجب إنساني قبل كُلّ شيء، تطورت البشريةُ في صراع مرير مع الطبيعة حتى روضتها، والإنسان الذي استطاع أن يسيطرَ على كوارث الطبيعة وعلى طاقتها الكبيرة من البرق والرياح والزلازل إلَى الطاقة النووية، هوَ قادر أَيْضاً على التحرر من الأنظمة الاجتماعي والاقتصادية والسياسية الظالمة التي تُريد استعباده وإعادتهُ إلَى الحيوانية، التحرر من القوى الاستعمارية حاجة بشرية لكل شعوب العالم المضطهدة كما هي حاجه لنا، وهي غاية الإنسانية ومقصد الدين والفِطرة والسليمة، لا يرضى بالعبودية إلا مَن شوهت فطرته الإنسانية إلا عبد، يقول قائد المسيرة القرآنية: “هو دينُ الحرية الذي تعلمنا فيه ونتعلم منه أن لا نقبل أبداً بأن نُستعبد لأحد وأن لا نكونَ عبيداً إلَّا لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى فقال (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ)، والإسْلَام يعلّمنا كمسلمين أن لا نتجه نحن لاستعباد أحد وأن لا نستعبد بعضنا البعض وأن لا نقبل من أحد من البشرية أن يستعبدنا، لم يرضى الله لأحد أن يتخذ العبادَ أرباباً، أَوْ أن يجعل من العباد عبيداً له، وَأن يجعل من نفسه رباً لهم، حتى الملائكة ليس لها ذلك، وحتى الأنبياء ليس لهم ذلك، فما بالك بالمجرمين والمتوحشين والقوى الانتهازية والطامعة والمتجرب”.