عدن تنزلقُ مجدداً في فوضى أمنية وانتهاكاتٍ حقوقية غير مسبوقة
متابعات| تقرير*:
من جديد عادت مدينة عدن إلى قلب دوامة الفوضى الأمنية، حيث ارتفعت وتيرة هذه الفوضى بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية، بجرائم بشعة أعادت المدينة إلى السياق الذي أرادته لها الإمارات منذ سيطرت عليها في النصف الثاني من عام 2025م، ولا تزال تتقلب في مستويات من الانفلات صادرت سكينة الأهالي.
الذين لم يعودوا يعرفون ماذا يقاسون، سواء على مستوى صعوبة الحياة المعيشية نتيجة الوضع الاقتصادي المنهار، أو الفوضى الأمنية التي تظهر في عمليات القتل والاختطاف والاغتصاب، حيث لم تعد حتى الطفلات الصغيرات في مأمن من المتربصين بطفولتهن، والذين غالباً ما يكونوا مسنودين ممن يفترض أنهم مسؤولون عن ضبط الأمن، كما تظل الحريات والحقوق في حالة انتهاك دائم، إذ لا تزال المعتقلات مليئة بالمختطفين والمعتقلين والمخفيين قسراً.
المدينة التي تحكمها فصائل مسلحة تابعة للإمارات، ولا وجود فيها لسلطات المجلس الرئاسي والحكومة التابعة له، شهدت جريمة تفوق التصور إذ بلغت من الوحشية ما لا يتخيله عقل، حيث تعرضت طفلة لم يبلغ عمرها سنتين لجريمة اغتصاب أودت بحياتها.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر حقوقية “أن مواطنين عثروا على الطفلة شمس خالد مسيب، الأربعاء الماضي، مقتولة بعد اختطافها من أمام منزل عائلتها في حي الروزميت بمنطقة كريتر.
وحسب المصادر، فقد تعرضت الطفلة للاختطاف على يد مختل عقلياً، من أبناء الحي الذي تقطنه عائلة الطفلة، ويبلغ من العمر 20 عاماً، مشيرةً إلى أنه اقتادها إلى خلف ملعب الهوكي أمام قصر السلطان العبدلي، ليقتلها بعد ذلك ويلقي بجثتها بجانب الطريق.
المصادر أوضحت أن كاميرات المراقبة رصدت الطفلة وهي بيد المختل عقلياً، لكنه بعد القبض عليه قال إنه لا يتذكر أين وضعها، وفقاً للمصادر، مشيرةً إلى أن المواطنين عثروا على الطفلة في منطقة السيلة جثة هامدة.
وجاءت جريمة قتل الطفلة شمس بعد يومين على تعرض طفلة صومالية داخل إحدى المدارس في مدينة عدن.
وقالت مصادر حقوقية في عدن أن طفلة من الجنسية الصومالية اغتُصبت داخل حمامات مدرسة البساتين في منطقة دار سعد، حيث دخل رجل مجهول متنكر بزي امرأة واستدرج الطفلة البالغة سبعة أعوام، إلى حمامات المدرسة، ليغتصبها ويتركها تنزف، وغادر ولم يشعر به أحد.
وأشارت المصادر إلى أن الجهات المعنية احتجزت حارس المدرسة وإبنه للتحقيق معهما، ولم يصدر حتى الآن أي تصريح بشأن نتائج التحقيقات، أو إذا ما كانت السلطات الأمنية تتبعت تحركات الرجل من خلال كاميرات المراقبة.
على صعيد الفوضى الأمنية والانتهاكات الحقوقية التي تعيشها مدينة عدن، قال رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري، فؤاد راشد المقيم في العاصمة المصرية القاهرة، إن قضايا المعتقلين السياسيين والصحافيين في سجون عدن التي تشرف عليها الإمارات تأتي في قائمة اهتمام الجهات الدولية التي يتم الالتقاء بها في مختلف المباحثات عن الجنوب ومستقبله.
وأشار راشد، في منشور على منصة إكس، الخميس الماضي، إلى أن الكثير من المعتقلين يتم الزج بهم في السجون لفترات طويلة بدون محاكمة، وذكر راشد مثالاً على ذلك يتمثل في ثلاثة من المعتقلين الذين لم تتم محاكمتهم حتى الآن، وهم: أسعد سكينة، أمان عبدالجبار، والصحافي أحمد ماهر، حسب قوله.
وأكد أن الملف الحقوقي للمعتقلين يكشف صورة قاتمة للواقع في عدن والمحافظات الجنوبية، التي قال إن حقوق الإنسان تنتهك فيها بأبشع صورة، وفق تعبيره.
في السياق، لا تزال عائلات المختطفين والمخفيين قسراً تبحث عن مصير أبنائها، حيث طالبت رابطة أمهات المختطفين، بالكشف عن مصير 60 من أبنائهن المخفيين قسراً، في السجون السرية التي تديرها الفصائل التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات والمدعوم منها، في عدن.
وجددت الرابطة مطالبتها بالكشف عن مصير المخفيين قسراً، مع قدوم شهر رمضان، حيث قالت في بيان أصدرته الخميس الماضي: “الأعوام تمر ويقبل رمضان المبارك بموسمه الثامن وما زال 60 مخفياً قسراً من أبنائنا لدى الأجهزة الأمنية في عدن مسلوبة حريتهم، ويسلب أهاليهم وأطفالهم فرحة قدوم الشهر المبارك واجتماعهم على مائدة واحدة، بل يحرمون من الزيارة ولا يعلمون عن مصير ذويهم المخفيين شيئاً”.
* YNP / إبراهيم القانص