الأممُ المتحدة تتهمُ إسرائيلَ بتدمر النظام الغذائي في غزة واستخدامه كسلاح حرب
متابعات| رصد:
اتهم مسؤولون بالأمم المتحدة إسرائيل بتدمر النظام الغذائي في غزة، وأنها تستخدم التجويع كسلاح حرب، مشيرين إلى أن سكان غزة أصبحوا يمثلون الآن 80% من جميع الأشخاص ف ي العالم الذين يواجهون الجوع الكارثي، في ظل استمرار القصف والحصار الإسرائيلي.
ووفق مركز إعلام الأمم المتحدة، قال 8 خبراء أمميون لحقوق الإنسان في بيان، “إن جميع الأشخاص في غزة يعانون حالياً من الجوع، و25% من سكان القطاع يواجهون مستويات كارثية من الجوع الشديد ويكافحون لإيجاد الغذاء ومياه الشرب، وأن المجاعة أصبحت وشيكة”.
وبينوا أن النساء الحوامل لا يجدن التغذية والرعاية الصحية اللازمة، مما يعرض حياتهن للخطر، لافتين إلى أن جميع الأطفال تحت سن الخامسة، البالغ عددهم 335 ألفا، يتعرضون لخطر الإصابة بسوء التغذية الحاد مع زيادة الظروف المؤدية للمجاعة، ما يعرض جيلا بأكمله للتقزم والإعاقات البدنية والعقلية التي لا يمكن علاجها، الأمر الذي سيُقوض القدرة التعليمية لجيل بأكمله.
وأشار الخبراء الأمميون، في بيانهم، إلى أن إسرائيل تدمر وتمنع الوصول إلى المناطق الزراعية، حيث جرفت قواتها العسكرية- حتى الآن – نحو 22% من الأراضي الزراعية في غزة، بما فيها البساتين، كما دمرت 70% من قوارب الصيد في القطاع، في وقت يفتقر الناس للغذاء وتتضور الماشية جوعاً، كما دمرت أيضاً 60% من المنازل في غزة، لافتين إلى انهيار الرعاية الصحية بعد تدمير المستشفيات والحرمان من الوقود الأمر الذي أدى إلى انتشار الأمراض المعدية.
وأكد الخبراء عدم وجود مكان آمن في غزة، حيث قالوا إن إسرائيل فرضت “حصارا كاملا على غزة منذ الـ 9 من أكتوبر 2023 مما حرم 2.3 مليون فلسطيني من الماء والغذاء والوقود والإمدادات الطبية. وهذا على خلفية 17 عاما من الإغلاق الإسرائيلي الذي ترك- قبل هذه الحرب- نحو نصف سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي وأكثر من 80% منهم معتمدين على المساعدات الإنسانية”.
وأضافوا “من غير المسبوق جعل سكان مدنيين بأسرهم يعانون من الجوع بهذا الشكل الكامل والسريع”، مؤكدين “أن إسرائيل تدمر النظام الغذائي في غزة وتستخدم الغذاء كسلاح ضد الشعب الفلسطيني”، كما أوضحوا أن إسرائيل تتعمد رفع معدل الأمراض وسوء التغذية ولفترات طويلة من خلال تدميرها للبنية التحتية المدنية.
وقال الخبراء إنهم دقوا ناقوس الخطر عدة مرات بشأن خطر حدوث إبادة جماعية، مُذكرين جميع الحكومات بواجبها لمنع وقوعها، وأضافوا أن “إسرائيل لا تقدم فقط على قتل المدنيين الفلسطينيين وإلحاق ضرر بهم لا يمكن إصلاحه، بقصفها العشوائي، لكنها تتسبب أيضا- عن علم وقصد- في المعدلات العالية من الأمراض وسوء التغذية طويل الأمد والجفاف والتجويع، من خلال تدمير البنية التحتية المدنية”.
وشدد خبراء الأمم المتحدة على ضرورة توصيل المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة فورا وبدون أي عوائق لمنع المجاعة. وقالوا إن تحذيرهم من وقوع الإبادة الجماعية لا يرتبط فقط بالقصف الراهن لغزة، ولكنه يتعلق أيضا “بالمعاناة والموت بشكل بطيء بسبب الاحتلال الطويل والحصار”، مشيرين إلى أن الإبادة تتطور عبر عملية مستمرة وليست حدثا منفردا.
ودعا الخبراء الأمميون، في بيانهم، إلى ضرورة الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية لسكان القطاع، والوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، حسب مركز إعلام الأمم المتحدة.
وتُقدر الأمم المتحدة أن ما يقرب من 85%- أي 1.9 مليون شخص- من سكان غزة نازحون، وقد هُجر الكثيرون منهم عدة مرات إذ تُضطر الأسر إلى الانتقال عدة مرات بحثا عن الأمان.
وقد ذُيل البيان بأسماء الخبراء الأمميين الموقعين عليه وهم:
– المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري
– المقررة الخاصة بالحق في التعليم فريدة شهيد
– المقررة الخاصة بالحق في الرعاية الصحية تلالينغ موفوكينغ
– والمقرر الخاص بالحق في السكن اللائق بالاكريشنان راجاجوبال
– المقررة الخاصة بحقوق المشردين داخلياً باولا جافيريا بيتانكور
– المقررة الخاصة بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 فرانشيسكا ألبانيز
– المقررة الخاصة بحقوق المرأة والعنف ضد النساء ريم السالم
– المقرر الخاص بالحق في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي بيدرو أروجو أغودو.