عاجل : انقسام داخل حلفاء واشنطن الغربيين في ’’الشرق الأوسط’’ وهذا ما فعلته السعودية
متابعات /
شهد ملف باب المندب، السبت، سباق دولي واقليمي ، فهل يعكس خلافات أم محاولات للتهدئة؟
عشية فتح وزير الخارجية الأمريكي قنوات اتصال مع حلفاء بلاده الغربيين بشان التحالف الجديد، بدأ وزير الخارجية السعودي حراك غربيا للتهدئة .. انتوني بلينكن الذي يقود جناح الصقور في إدارة بايدن ويشرف على الحرب على غزة اجرى اتصال بوزير الخارجية الألمانية لمناقشة تشكيل التحالف الجديد الذي ترتب له بلاده في البحر الأحمر وهو بذلك يحاول استغلال الغضب الألماني الناتج عن استهداف سفينة شحن تتبع شركة المانية في البحر الأحمر وقرار الشركة تعليق كافة عملياتها عبر البحر الاحمر.
ومع أن المانيا تعد من أبرز حلفاء واشنطن واكثر الدول الغربية تطرفا في العدوان على غزة، الا ان الاتصال الأمريكي يكشف انقسام داخل حلفاء واشنطن الغربيين بشان التحالف الجديد في الشرق الأوسط خصوصا في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تعانيها الدول الغربية في ظل حرب أوكرانيا وإسرائيل.. في المقابل وصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى العاصمة النرويجية والتي تعرضت إحدى سفنها هي الأخرى لهجوم في البحر الأحمر، لكن على النقيض بدأ حديث الوزير السعودي يعكس رفض بلاده أي تصعيد جديد في البحر الأحمر في إشارة واضحة للتحشيد الأمريكي لإنشاء تحالف رداً على الهجمات اليمنية ضد السفن الإسرائيلية. الوزير السعودي كان استبق جولته الخارجية ببيان مشترك مع الصين وايران يعد الأول ويطالب بوقف فوري للحرب على غزة وإدخال المساعدات. والبيان جاء بعد تلويح وزير الدفاع الإيراني بمنع واشنطن عسكرة البحر الأحمر لصالح اجندتها وتعريض مصالح الدول الأخرى للخطر. وبالتوازي مع الحراك السعودي بدأت الامارات ابرز حلفاء واشنطن وإسرائيل حراك على جبهة خصوم الرياض فقرعت تركيا التي تتوق لتصدر المشهد بغية دفعها لقيادة التحالف الجديد .
هذه التطورات تعكس حجم القلق الدولي والإقليمي من تطورات الأوضاع في البحر الأحمر وباب المندب، ويشير أيضا إلى حجم الخلافات بين واشنطن والدول الأخرى بمن فيهم حلفائها في المنطقة، فواشنطن ترى بأن الوضع الان مناسب للتحكم بمجريات الملاحة في البحر الأحمر الذي يعد شريان امدادات النفط الخليجية خصوصا السعودية إلى السوق الاسيوية وتحديدا الصينية، وهذا لا لهدف سوى ضمن مخطط خنق بكين من ناحية والتحكم بأسعار النفط السعودية في السوق العالمية مع قدوم الانتخابات التي تشكل أسعار النفط هاجسا لدى الناخب الأمريكي، اضف إلى ذلك عامل التوقيت اذ تخشى الدول العربية الحليفة لواشنطن، وفق خبراء، ان يتم فهم انخراطها بتحالف جديد تقودها إسرائيل بمثابة تامين للمصالح الإسرائيلية والاهم هو ان يقود التحالف الجديد نحو تفجير للوضع في باب المندب والبحر الأحمر والذي قد لا تقتصر نيرانه على اغلاق البحر الأحمر وباب المندب بل قد تصل إلى حقول ومنشات النفط الخليجية.