الإسرائيليون يرفُضون دَفْنَ بعض قتلاهم في المقابر اليهودية.. لهذا السبب (تفاصيل)
متابعات| تقرير*:
تناولت وسائلُ إعلام إسرائيلية، خلال الأسبوع الماضي قضيةً مثيرةً للجدل، داخل المجتمع الإسرائيلي، دارت مجرياتها في أروقة الكنيست وعلى منابر الإعلام والصحافة، تمثلت هذه القضية في رفض جهات دينية متشدّدة دفن أعداد من القتلى في المقابر اليهودية، على أَسَاس عنصري وتطرف ديني، تحرص حكومات الاحتلال دائماً على إخفائه خلف شعارات الديمقراطية والمساواة والحرية، وهي القيم التي يقتلونها بجرائمهم بحق الفلسطينيين، ولم تكن يوماً ممارسة وسلوكاً واقعاً داخل مجتمعاتهم.
وأثير الجدل بشأن رفض دفن قتلى إسرائيليين في مقابر يهودية، عندما قتلت الشابة الروسية الإسرائيلية “ألينا فالاهاتي” وآخرون، في السابع من أُكتوبر الماضي، خلال مهرجان موسيقي في مستوطنة ريعيم بغلاف قطاع غزة، رغم أن وسائل إعلام محلية أجرت تحقيقات تفيد بأن الإسرائيليين الذين قتلوا في ذلك المهرجان تم قصفهم بغارات نفذتها طائرات إسرائيلية ولم يكن مقاتلو حماس على علم بالاحتفال.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها صحيفتا “هآارتس” و”جيروزاليم” إن جدالاً كَبيراً نشب في الكنيست الإسرائيلي خلال مناقشة قضية دفن الشابة الروسية الإسرائيلية ألينا فالاهاتي، البالغة من العمر 23 عاماً، من سكان “بيت شان”، التي قُتلت خلال مهرجان موسيقي بالقرب من كيبوتس ريعيم، ولم يتم دفنها في مقبرة يهودية، حَيثُ انتقد عدد من أعضاء الكنيست التمييز بين القتلى الإسرائيليين.
وكان متطرفون إسرائيليون رفضوا دفن الشابة ألينا في مقبرة يهودية بحجّـة “أنها لم تكن قد أكملت عملية التحول إلى اليهودية”، وهي القضية التي تثير جدلاً واسعاً داخل إسرائيل.
والدة الشابة الروسية الإسرائيلية، ألينا فالاهاتي، أكّـدت، خلال جلسة الاستماع في البرلمان الإسرائيلي، أن ابنتها ماتت يهودية، مشيرةً إلى أنه لم يسمح لها بإلقاء نظرة أخيرة عليها، حَيثُ قالت: “ألينا ماتت يهودية، أطفالنا قتلوا معاً، أنا اليوم هنا حتى لا تُرتكب الأخطاء نفسها. ألينا احترقت ولم يسمحوا لي بالتعرف عليها. لم أستطع أن أعانقها مرةً أخيرة”، معبِّرةً عن اعتراضها الشديد على دفن ابنتها خارج المقابر اليهودية.
في السياق، قالت الصحيفة الإسرائيلية “جيروزاليم بوست” إن لجنة شؤون الهجرة والاستيعاب والشتات في الكنيست ناقشت أَيْـضاً قضية عائلة كابشيتر المكونة من 4 أفراد، قُتلوا جميعاً في السابع من أُكتوبر الماضي، أثناء عودتهم إلى منزلهم من عسقلان إلى بئر السبع.
وأكّـدت الصحيفة أن جمعية الدفن المحلية، رفضت السماح بدفن يفغيني داخل المقبرة، وهو ما أثار غضب بقية العائلة التي قرّرت دفن جميع أفراد الأسرة المتبقين بجانب من قتلوا، خارج المقبرة اليهودية.
عضو الكنيست، إليعازر شتيرن، عبّر عن اعتذاره نيابةً عن كُـلّ اليهود، مؤكّـداً: “هذه ليست اليهودية التي نحن جزء منها”، ومن جانبه قال العضو السابق في الكنيست، الحاخام حاييم أمسالم، إن “معاملة هذه العائلات تكاد تكون إجرامية”، مُشيراً إلى أنه “لا يوجد وصف يمكن أن يصور هذا الأمر الخاطئ للغاية”.
وجاء الرد المتطرف محاولاً تبرير التمييز العنصري بين الإسرائيليين حتى في مسألة دفن قتلاهم، حَيثُ قال رئيس المجلس الديني في بيت شيان، آفي فهيمة، إن “فالاهاتي تركت عملية التحول لليهودية في وقت مبكر، ما يعني أنها اختارت ألا تصبح يهودية. هذا جيد، إنه اختيارها. نحن نحترم كُـلّ شخص على طبيعته، ولكن يتم الدفن وفقاً للقانون اليهودي”.
في المقابل، ردَّ عوديد فورير، الذي يرأس لجنة شؤون الهجرة والاستيعاب والشتات في الكنيست، بالقول “أشعر بالخجل نيابة عن دولة إسرائيل”، معتبرًا معاملة فالاهاتي “أكبر إهانة لشخص قدس أرض إسرائيل بدمائه، وترك مكانه في المنفى ليأتي إلى هنا”.
وعبّر فورير عن رغبته في أن يدفن بجوار ألينا فالاهاتي، حتى لو كان ذلك يعني “أن أدفن خارج المقبرة اليهودية”.
* YNP / إبراهيم القانص