كل ما يجري من حولك

هكذا يُخفِي جيشُ الاحتلال العددَ الحقيقي لقتلاه

355

متابعات| تقرير*:

يتألف جيش الاحتلال الإسرائيلي من 173 ألف جندي في الخدمة الفعلية، ونحو من 465 ألف جندي موزعين في القوات البرية والبحرية والجوية، فيما يتشكل الجيش من خمسة أفرع (الجيش الميداني- سلاح الجو -سلاح البحرية – الدفاع الجوي- الاحتياط) ويعتبر الجيش الميداني الفرع الأكبر في الجيش، ويتنوع الملتحقون في الجيش طبقا لتنوع البيئة المجتمعية التي تكون كيان الاحتلال (اليهود- والعرب ومنهم الدروز- آخرون مما ليس من اليهود أو العرب).

يحتل كيان الاحتلال المرتبة الثانية في العالم من حيث الإنفاق العسكري بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي بعد السعودية، وبلغت ميزانية الجيش لعام 2023 حوالي 58 مليار شيكل إسرائيلي، أي ما يعادل حوالي 17.6 مليار دولار أمريكي. وتمثل هذه الميزانية حوالي 17.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي، ويبرر هذا الانفاق العالي لاعتماد الاحتلال على الجيش وتطوير قدراته العسكرية نظراً للدور الذي يلعبه الجيش في حماية الكيان، حيث يعد الجيش الفرع الأكبر في الحكومة الصهيونية، وذلك لأنه كيان أقيم بحكم القوة العسكرية في المنطقة.

وفي معظم المعارك والعمليات يقوم الاحتلال بإخفاء العدد الحقيقي للقتلى؛ رغم أن الصور التي توثَق دائما من أرض المعارك تشير الى أن الأعداد أكبر بكثير مما يُعلن من الجهات الرسمية للاحتلال، وعادة ما يصدر من الأخبار يخضع للرقابة العسكرية، ويتبع الاحتلال لهذا الأسلوب من تقليل للخسائر البشرية لعدة أسباب، منها:
أولاً: الحفاظ على نفسية جنوده وعدم انهيارها أثناء المعارك في التشكيلات والجبهات المختلفة.
ثانياُ: الحفاظ على الجبهة الداخلية وعدم تشكيل حالة من الضغط على المؤسسة العسكرية والحكومة لتغيير توجهها أثناء المعارك أو غيرها من الأوقات.
ثالثاً: الحفاظ على القرار السياسي في الدولة، مما يؤثر على أي انتخابات قادمة.
رابعاً: عدم رفع معنويات المقاومين مما يشجعه على بذل المزيد من العمليات في حال كان الإعلان عن عدد كبير من القتلى.
خامساً: إضعاف حاضنة المقاومة وتفتيتها؛ وتعزيز وتنمية الجبهة المنتقدة للمقاومة ولعملياتها، مما يشكل حالة من الضغط على المقاومة تجعلها في حالة دفاع دائم عن نفسها.

ولكن كيف يستطيع الجيش تجاوز ذلك وإخفاء العدد الحقيقي للقتلى؟
نوضح من خلال ما ذكرناه سابقاً عن التركيبة المجتمعية في الكيان، وهي بيئة وتركيبة تساعد على ذلك، فما يُعلن من أسماء وأعداد للقتلى هو فقط لليهود الذين يعيشون داخل الكيان ولهم أسر تعيش مستقرة داخل اسرائيل، وأحيانا نادرة لأسباب سياسية أو غيرها من الأسباب التي تستفيد منها الحكومة على الصعيد الإقليمي أو الدولي ما يتم عن الإعلان عن أسماء قتلى لجنسيات أو ديانات أخرى في بعض العمليات الفدائية، وعادةً ما يتم ابلاغ تلك العائلات عن قتلاهم دون حصرهم ضمن الأعداد المذكورة بشكل رسمي، وأحيانا يتم الاعلان عن بعض من هؤلاء القتلى إما من خلال حوادث طرق أو وسائل أخرى، وحديثاً ما ساهم في ذلك وبالذات في الحرب الحالية على قطاع غزة والتي بدأت بعد معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول؛ وبدء العمليات البرية؛ هو وجود عدد من الجنود المرتزقة من عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية؛ والتقارير التي تشير على تعاقد الكيان مع شركتي “ريفن” و”غلوبال سي إس تي”، وهما شركتان للتعهد الأمني مقابل رواتب قُدّرت بآلاف الدولارات، وهذا ما يفسر السبب في التشويش على بعض وجوه الجنود وإظهار أخرى عندما يعرض الجيش فيديوهات لجنوده في ساحات المعارك، وكذلك في القصف العنيف الذي تتعرض له مناطق الاشتباك وكمائن المقاومة التي يقع فيها جنود الاحتلال أو استخدام نظام هنيبعل وذلك لسحب الجنود القتلى وعدم الكشف عن هوياتهم أو جنسياتهم، أو منع وقوعهم أسرى بأيدي المقاومة.

لذلك فإن المقاومة في المعارك ومن خلال ما تظهره من فيديوهات يؤكد على أن المقاومة قد أعدّت نفسها جيداً لمثل هذه الحرب على الصعيد العسكري والصعيد الإعلامي؛ وأن مقاتلي القسام يتمتعون بقدرات قتالية عالية، وأن هذا الفيديوهات تضحد وتؤكد زيف روايات الجيش الصهيوني فيما يتعلق بالعدد الحقيقي لقتلاه.

* فادي رمضان – كاتب صحفي فلسطيني

 

You might also like