إسرائيل ومطار الجبور السري في لبنان: إنَّه زمنُ معادلاتِ ردع حزب الله
متابعات| تقرير*:
لم تكن حرباً نفسية ً حينما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في أحد خطاباته الأخيرة: “نصبنا الخيم في أرض لبنانية انشالله بدنا نعمّر برج، انشالله بدنا نعمل مطار، ما إلن علينا”، بل كانت تأكيداً على معادلة ردع باتت واضحة للجميع وبالأخص للإسرائيليين، وهي أن الكيان المؤقت مردوع في لبنان، حتى لو أرادت المقاومة فعل أي أمر. ولو كان هذا الأمر عبارة عن بناء مطار لا يبعد سوى 20 كيلومتراً عن حدود لبنان مع فلسطين المحتلة.
ففي زمن معادلات حزب الله، لم تعد الطائرات الإسرائيلية باستطاعتها استباحة سيادة لبنان بسهولة، لتنفيذ غارات مفاجئة تستهدف من خلالها منشآت نوعية، كتلك التي حصلت سابقاً واستهدفت فيها منشآت في دول عربية من المحيط الى الخليج (ولم تلقّ رداً على اعتداءاتها حينها مثلما حصل في العراق والسودان وغيرهم)، لأنها تعلم بأن لدى قادة ومقاومي الحزب إيعازاً واضحاً ومحسوماً ومسبقاً من السيد نصر الله، بالردّ على أي اعتداء إسرائيلي يطال الأراضي اللبنانية بشكل مناسب ومتناسب. وبالتالي فإن صحت المزاعم الإسرائيلية الأخيرة حول مطار الجبور في جنوب لبنان، فإن أي استهداف إسرائيلي لهذا المطار، سيكون هنالك استهداف مناسب ومتناسب يقابله من المقاومة، لا يقل عن مطار عسكري لدى الكيان.
وهذا ما أكّدت عليه العديد من وسائل الإعلام في كيان الاحتلال، حينما قالت إحداها، بأنه “لا يمكن لإسرائيل التحرك ضد ما كشف عنه وزير الحرب يؤاف غالانت عن مدرج للطائرات جنوب لبنان، بسبب معادلة الردع التي يقيمها حزب الله”.
وبالعودة الى الإعلان الإسرائيلي، كشف وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت، بالأمس الإثنين 11 أيلول / سبتمبر 2023، عن مطار جديد في منطقة جبل قلعة جبور جنوب لبنان، زاعماً بأن الجمهورية الإسلامية في إيران أنشأته لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل. واستعرض غالانت في مؤتمر معهد سياسات مكافحة الإرهاب التابع لجامعة رايخمان، صورا جوية وأخرى من الأقمار الصناعية للمطار (مخصصّ للطائرات دون طيّار)، بيّنت بأنه يبعد حوالي 20 كيلو متراً من حدود شمال فلسطين المحتلة. كما أظهرت إحدى الصور منشآت تابعة للمطار بالإضافة الى مدرج لطائرات الهيلوكوبتر. واستغل غالالنت ارتفاع علم إيراني، وآخر لحزب الله يرفرفان في المكان، ليدّعي بأن السيطرة على هذا المطار هي بيد إيران (في سعي منه لتأليب الرأي العام اللبناني على حزب الله) قائلاً: “الأرض لبنانية، والسيطرة إيرانية، والوجهة هي إسرائيل”. وهدد حزب الله ولبنان قائلاً: “إذا وصلنا إلى صراع، فلن نتردد في استخدام القوة المميتة للجيش الإسرائيلي. حزب الله ولبنان سيدفعان ثمنًا باهظًا ومؤلمًا”.
معلومات حول المطار بحسب قناة كان الإسرائيلية
بحسب قناة كان أظهرت صور الأقمار الصناعية ما يلي:
_أن الأعمال بدأت في تشرين الثاني / نوفمبر 2022، وبدأ وضع الأسفلت في تموز / يوليو من العام 2023.
_خلال شهر آب / أغسطس، انتهت أعمال رصف المدرج وبناء مهبط للطائرات العمودية.
_تم طلاء المدرج بعلامات الطيران منذ أسبوعين فقط.
_تقديرات جهات امنية إسرائيلية ان المطار سيتم استخدامه ضد الكيان في اي مواجهة قادمة من خلال إطلاق طائرات مسيرة. (إدعى البعض في الكيان أنه في هذه المرحلة، يتم استخدام المطار لإطلاق طائرات بدون طيار، لكن الخطة الأكبر هي إنشاء طريق بديل لتهريب الأسلحة من سوريا، والذي وفقاً لزعمهم تمكن جيش الاحتلال من إحباطه بضربات جوية دقيقة على مدى أكثر من عقد من الزمن ضمن المعركة بين الحروب).
_يمكن للطائرات بدون طيار أن تنطلق منها للقيام بمهام استطلاعية أو هجومية.
* الخنادق