نوايا أمريكا تتكشَّفُ في اليمن: التفاوُضُ لضبط الصراع.. لا لإنهائه
نوايا أمريكا في اليمن: التفاوُضُ لضبط الصراع.. لا لإنهائه
متابعات| تقرير*:
على مرّ ثلاثة أيام، هي مدّة الزيارة الجديدة للوفد العماني إلى العاصمة صنعاء، لم تغادر التعليقات السياسية والإعلامية مربّع عدم التفاؤل، فيما لم يُبشّر أحد بانفراجة ما في ملفّات الحرب، ولم يُنشر حتى الآن أيّ خبر رسمي عن انعقاد لقاء ما بين طرفَي الصراع في إطار جولة تفاوض إضافية متّفق عليها. بالعودة إلى ما أعقب خطاب «اللاءات العشر» لقائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، في 12 آب الجاري، وتحديداً لناحية إعلان الإدارة الأميركية بعد يومين من الخطاب عن زيارة لمبعوثها إلى اليمن، تيم ليندركينغ، إلى منطقة الخليج، من أجل «العمل بشكل وثيق مع السعودية وسلطنة عُمان وشركاء آخرين على طريق إطلاق عملية سلام شاملة في اليمن»، فإن المؤشّرات لم تقدّم أيّ دليل جدّي على ما سوّق له بيان وزارة الخارجية الأميركية، لا بل إن ليندركينغ لم يلتقِ من يُفترض أن يكون صاحب قرار في الإمارات، واقتصر الأمر على تجاذبه الحديث مع المستشار الرئاسي الإماراتي، أنور قرقاش. وفي السعودية، لم يتجاوز جدول محادثاته حدود الاجتماع برئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، فيما كان مسؤولو المملكة مشغولين بضيفهم، وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، لينتهي الأمر بانطلاق طائرة وفد صنعاء المفاوض، برفقة الوفد العماني، إلى اليمن، حتى قبل أن تحطّ طائرة ليندركينغ في مسقط، أي قبل أيّ محادثات أو نقاشات بين ممثّلي «رباعية العدوان» وقناتها للمحادثات مع «أنصار الله».
الوفد العماني وصل أصلاً إلى صنعاء خالي الوفاض
عنى ذلك، بوضوح، أن الوفد العماني وصل أصلاً إلى صنعاء خالي الوفاض، وهو استنتاج يعزّزه قول مصدر مطّلع، لـ«الأخبار»، إن لقاءات الوفد مع المسؤولين اليمنيين لم تَغُص في تحديد ملامح ما بعد تلويح الحوثي بإنهاء مرحلة خفض التصعيد، وهو ما ينبئ بأن مسؤولي السلطنة لم يتلقّوا أيّ عروض جديدة من الولايات المتحدة في ما يخصّ الملفّات ذات الأولوية، وأن عودتهم إلى صنعاء إنّما سرّعتها الحاجة الأميركية – الخليجية إلى التأسيس لدوّامة جديدة من اللقاءات، تلافياً للجوء صنعاء إلى تنفيذ تهديداتها. وهكذا، يستمرّ استخدام التفاوض أداة لضبط الصراع لا لإنهائه، وهو ما دلّت عليه بوضوح لقاءات ليندركينغ الأخيرة في أبو ظبي والرياض ومسقط، ومن نواحٍ عدّة. ولعلّ في وراء ذلك هدفاً يتجاوز شراء الوقت، إلى فتح الباب أمام تدخّل أطراف من خارج إطار التفاوض لكسر الحلقة المفرغة على طريقة لا تتناسب تماماً مع الاستحقاقات اليمنية، وتحديداً ما تأمله واشنطن والرياض من تدخّل إيراني لمصلحتهما في هذا الملفّ. وعلى أيّ حال، يبقى احتمال هبوب عاصفة جديدة كبيرة انطلاقاً من اليمن قائماً، في انتظار ما ستكشف عنه الأيام القادمة.
* الأخبار