كل ما يجري من حولك

هذا ما ميَّزَ خطابَ نصرالله في تموز هذا العام.. و”إسرائيل”: ننتظرُ صدمةً عميقة

هذا ما ميّز خطاب تموز للسيد نصرالله هذا العام

458

متابعات| تقرير*:

في ضوء طبيعة المواقف الحساسة والمعادلة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حصل ما كان متوقعًا، أن تحتلّ هذه المواقف صدارة الاهتمام الإعلامي والسياسي في الكيان المؤقت. وقد برز خطاب الأمين العام من خلال تحوّله إلى مادة تحليلية في وسائل الإعلام الإسرائيلية. حيث أطلق المعلقون والخبراء الإسرائليون العديد من المواقف التي حاولت مقاربة التحليلات بما يطمئن الجمهور الإسرائيلي، ولكنها في الوقت نفسه أقرت بأن العدو “يكبر ويتضخم”، وأنّ “نصر الله ذكرنا بما يجب الانشغال به”.

من أبرز ما تحدثت عنه التحليلات هو حجم الثقة التي اتسم بها الأمين العام عند إطلاق هذه المواقف، إذ تمتلك تصريحاته بعدًا جوهريًا يكشف عن حجم القدرة التي تجعل السيد نصر الله متفائلًا إلى هذا الحدّ، وهو حدّ إعادة الإسرائيلي إلى العصر الحجري وصولًا إلى الدفع به نحو الفناء. أما الأمر الآخر التي تصدّر مشهد التحليلات فهو الإقرار بمتابعة السيد نصر الله التفصيلية لكل ما يجري في الداخل الإسرائيلي، وبأنه الأكثر خبرة في واقع إسرائيل. وهو أمر مقلق للأمن القومي الإسرائيلي لناحية تشخيص نقاط الضعف والتعامل مع الأحداث كفرصة للمحور على الانقضاض على المشروع الصهيوني المتهالك.

ما الذي يميّز خطاب تموز هذا العام؟

ما ميّز هذا الخطاب السنوي في ذكرى انتصار تموز لهذا العام، هو أنه جاء على خلفية الأزمة الداخلية في الكيان المؤقت، والتي لا شكّ تؤثر على المؤسسة الأمنية والجيش. وبالتوازي، تزداد ثقة السيد نصرالله بالصواريخ الدقيقة التي تثقل الميزان الاستراتيجي لصالح محور المقاومة في ظل التصدّع المتزايد للكيان طبعًا بالإضافة إلى المسيرات. وفي هذا العام أيضًا بدا تهديد وحدة الساحات أكثر جدية من أي وقت مضى.

عندما سأل المذيع في قناة الكنيست قائد الكليات العسكرية السابق إسحاق بريك: “هل نحن في خطر وجودي؟” أجاب بالتأكيد. “أنا أسميها حلقة خنق” وعدّد المخاطر بما يزيد عن 250 ألف صاروخ وقذيفة من كافة الاتجاهات حول إسرائيل، ومن ضمنها آلاف الصواريخ الدقيقة مع رؤوسٍ حربية من مئات الكيلوغرامات. بالإضافة إلى آلاف الطائرات المسيرة.

عندها سأله المذيع عما إذا كان الكيان مبنيًّا للتعامل مع هذا، أم يجب ضبط النفس بشكل دائم على الاستفزازات لتجنّب الحرب، فأجابه بريك، بأن خمسة رؤساء أركان خلال 20 سنة، لم يفهموا بأن التهديد يكبر ويتضخم، وقاموا بـاختزال الجيش انطلاقًا من رؤية بأن الحروب الكبرى قد انتهت. واليوم على إسرائيل أن تتعامل مع خمس ساحاتٍ بالتوازي، بدءً من حزب الله مع آلاف عناصر الكوماندوس الذين سيحاولون عبور الحدود مرورًا بالفصائل الموالية لإيران في سوريا والسوريون أنفسهم، حماس والجهاد في غزة، وانفجار في الضفة وانفلات على كل المستوطنات. واعترف بريك بأن الجزء الأكبر من الجيش غير كفؤ وغير قادر على ان يكون في عدة ساحات بالتوازي.

الإعجاب الواضح بالسيد نصر الله

لطالما عبّر المحللون الإسرائيليون عن إعجابهم بالسيد نصر الله، ولطالما اعترفوا بأن مجرّد هذا الإعجاب هو جزء من الحرب النفسية الناعمة على جماعات المستوطنين. أولًا وقبل أي تحليل، أشاد أمير بار شالوم وهو معلق الشؤون الأمنية والسياسية في القناة 12، بأن سيطرة السيد نصر الله “على التفاصيل مثيرة جدًا للإعجاب”، ثمّ تطرّق إلى التعامل مع الأمور التي لا تكون واضحة في هذه الخطابات على أنها تستدعي القلق، وأن ذلك قد أصبح فولكلورًا لدى المحللين السياسيين.

محاولة فاشلة لمواجهة استراتيجية السيد نصر الله الخطابية

رئيس مركز ديان في جامعة تل أبيب عوزي رابي على قناة كان، اعتقد أن خطاب السيد نصر الله لا يمكن فصله عن السياق اللبناني الداخلي بالإضافة إلى ما يحدث في الكيان. غامزًا من قناة أحداث الكحالة ومحاولًا استغلالها. فقد اعتبر أن السيد يحاول اغتنام فرصة نقطة الضعف الداخلية، فحاول في خطابه استخدام الاستراتيجية ذاتها لمواجهة خطاب الأمين العام لحزب الله.

جيشنا أصبح دفاعيا ونحتاج إلى صدمة عميقة

عندما سأل المذيع في القناة 13 العميد في الاحتياط أمير أفيفي: “إلى أيّ حدّ نحن في وضع معقّد في الشمال؟” أجابه أفيفي بأنه لا يتوقع حربًا، لكن أذهله ما قاله السيد نصر الله بأنه منذ العام 2006 وفي أعقاب تهديد الصواريخ، أن الجيش الإسرائيلي دخل في وضع دفاعي، وأن قدراته الهجومية ليست قوية بما فيه الكفاية. أما قائد سلاح البحر السابق إيلي عازر ميروم فقد بدا في غاية الإحباط على القناة 12، كما بدا يائسًا من إمكانية تصحيح الأمور، “لقد وصلنا إلى نقطة الفوضى التامة، ونحتاج إلى صدمة عميقة لتنتظم الأمور”.

وعندما سئل الرئيس السابق لأمان ومدير معهد دراسات الأمن القومي إيال بن رؤوفين بماذا ينصح الجيش وصناع القرار حول التعامل مع خيمة حزب الله في مزارع شبعا، قال إنه من الخطأ الذهاب إلى الحرب، وإنه من الأفضل حلّ الأزمة من خلال الطرق الدبلوماسية، خاصة أنهم في موسم سياحة ولا يمكن إدخال الشمال في الملاجئ لمدة شهرين بسبب خيمة.

* الخنادق

You might also like