كل ما يجري من حولك

تحذير لمن اطمأنوا بصداقتهم لأَمريكا: الأَمريكيون ليسوا أوفياء عبر التأريخ وسينبذون كُلَّ عهد وكل اتفاقية وراء ظهورهم .. على الجميع مواجهة الأَمريكيين وأذنابهم قبل أن يدوسوهم بأقدامهم

438
  • يُحْدِثُ الأَمريكيون قلاقلَ دائماً لتبرر لهم تواجُدَهم بصورة مستمرة
  • المفروضُ أن الناسَ يكون لهم موقفٌ واحدٌ، هو أن يغضبوا لماذا دخل الأَمريكيون الـيَـمَـن
  • على المواطنين أن يتحركوا، وعلى العلماء أن يتحركوا، ويرفعوا صرختهم ضد أَمريكا وإسرائيل
  • يجب أن يكون للمواطنين موقف باعتبارهم مسلمين، وأولئك يهود ونصارى دخلوا بلادهم، وأن يكون للعلماء موقف، وأن يكون للدولة موقف، وأن يكونَ للجميع موقف، هو ما يمليه عليهم دينهم ووطنيتهم.
  • يكون كلامُنا مع بعضنا البعض أنه لماذا دخلوا بلادنا؟ ومن الذي سمح لهم أن يدخلوا بلادنا؟ هل دخلوا كتجار؟
  • الموقفُ الصحيح هو أن نسألَ: لماذا دخل الأَمريكيون الـيَـمَـن؟.
  • يجبُ على الـيَـمَـنيين أن لا يرضوا بدخولِ الأَمريكيين وأن يغضبوا، وأن يخرجوهم، تحت أي مبرر كان دخولهم

صدى المسيرة/ خاص

استشعَـرَ الشهيدُ القائدُ خطورةَ المؤامرة الأَمريكية الإسرائيلية على تدمير الإسلام وتشويهه، وكذا تقسيم البلدان العربية وتجزئتها، وجعلها ساحةً للفوضى والصراعات ليسهلَ عليهم نهْبُ ثرواتها، حينها انطلَقَ بمشروعه التوعوي النهضوي القُـرْآني لإصلاح هذه الأمة، وتصحيح الثقافات المغلوطة التي استطاع أعداء الأمة الإسلامية تدجين الشعوب العربية بها.

الـيَـمَـنُ كانت إحدى الدول التي تحاكُ المؤامرةُ عليها، وقد كان الشهيد القائد يدركُ أهميةَ الموقع الاستراتيجي للـيَـمَـن، وأهمية الصفات التي يتميز بها أهل الـيَـمَـن، فكان يحذّر أَبْنَـاء الشعب الـيَـمَـني من خطورة دخول أَمريكا الـيَـمَـن، وقال في هذه المحاضرة: (نقول للجميع: إذاً وصَلَ الأَمريكيون الـيَـمَـن هل سنبصر ونسمع؟ هل أبصرنا وسمعنا أم لا؟!. وعندما يأتي الأَمريكيون الـيَـمَـن هل جاءوا ليطّلعوا على الأوضاع؟ لينظروا ما هي المشاريع أَوْ الخدمات التي نحتاج إليها؟ أَوْ جاءوا ليحرثوا ويزرعوا الأراضي البيضاء، أَوْ جاءوا ليعملوا مزارع نَحْل؛ لأنهم عندهم مزارع نحل، وعندهم مزارع قمح؟ هل جاءوا يشتغلون معنا، أَوْ جاءوا من أجل ماذا؟).

هكذا تكون بداية الخطر

وعندما سمحت الدولة لدخولِ بعض الجنود الأَمريكيين إلى الـيَـمَـن تساءل الشهيد القائد: (لماذا يسمحون للأَمريكيين أن يدخلوا؟ وما الذي يحوج الناس إلى أن يدخل الأَمريكيون الـيَـمَـن؟ هل أن الـيَـمَـنيين قليل؟ أَوْ أن الـيَـمَـن يتعرض لخطورة من أيَّة جهةٍ أخرى غير أَمريكا؟ فهم يأتون ليساعدوا الـيَـمَـنيين!؟).

ويعتبر الشهيد القائد أن الأَمريكيين بدأوا من خلال محاولتهم تحميَل الرئيس صالح مسؤوليةَ الشباب الـيَـمَـنيين الذي ذهبوا إلى أفغانستان، حينها بدأ صالح يتنصّل ويقول إنهم كانوا يسافرون بطرُق غير شرعية.

ووجّه الشهيد القائد رسالةً إلى كافة أَبْنَـاء الشعب الـيَـمَـني الذين يظنون أنه لا خطرَ محدقاً بهم، الذين لا يفهمون الأشياءَ ولا يفهمون الخطرَ إلا بعد أن يداهمَهم، نقول للجميع سواءٌ أكانوا كباراً أم صغاراً: الآن ماذا ستعملون؟

ما يجب علينا تجاه الخطر الأَمريكي

ومنذُ وقت مبكر كان الشهيدُ القائدُ يحُثُّ الناسَ جميعاً على ضرورة أن يعملوا شيئاً ضد دخول الأَمريكيين الـيَـمَـن، ولاستشعاره بالمسؤولية قال: الآن يجب أن تعملوا كُلّ شيء، العلماء أنفسُهم يجب أن يتحركوا، والمواطنون كلهم يجب أن يتحركوا، وأن يرفعوا جميعاً صوتهم بالصرخة ضد أَمريكا وضد إسرائيل، وأن يعلنوا عن سخطهم لتواجُد الأَمريكيين في الـيَـمَـن، الدولة نفسها، الرئيس نفسه يجب أن يحذر، ما يجري على عرفات، ما جرى على صدام، ما جرى على آخرين يُحتملُ أن يجريَ عليه هو، إنَّ الخطرَ عليهم هو من أولئك، الخطر عليهم هو من الأَمريكيين، الخطر عليهم هو من اليهود، على الحكومات وعلى الشعوب، على الزعماء.

وحذّر من يظُنُّ أنه صديقٌ لأَمريكا قائلاً: (وحتى مَن يظنون أنهم قد اطمأنوا بصداقتهم لأَمريكا عليهم أن يحذروا؛ لأن أولئك ليسوا أوفياء أبداً، الله ذكر عنهم في القُـرْآن الكريم أنهم نبذوا كتابَ الله وراء ظهورهم، ومَن نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً سينبذون كُلَّ عهد وكل اتفاقية، وكل مواثيق مع الآخرين، أَوْ أن المواثيقَ ستكون لديهم أهمَّ من كتاب الله الذي نبذوه؟ سينبذونه، واللهُ حكى عنهم هذه الصفة: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} (البقرة: من الآية 100).

ويؤكد السيدُ حسين الحوثي أنه آن الوقتُ لأن نرفعَ صوتنا وأن يعد الجميع أنفسهم، لكي لا يدوسهم الأَمريكيون بأقدامهم، مشيراً أن علينا جميعاً أن نذكِّرَ أَبْنَـاءَ الشعب الـيَـمَـني بشكلٍ متتابعٍ ومتكرر بخطورة الأَمريكيين وأطماعهم بهذا البلد.

وَأمامِ إنكار الدولة بتواجُد الأَمريكيين في الـيَـمَـن خلال تلك الفترة قال السيد حسين الحوثي: (في البداية تنكر الدولة أن هناك وجوداً للأَمريكيين، ثم بعد فترة يضعون مبرراً لوجود الأَمريكيين، ثم يتحرك الأَمريكيون والمبّررات دائماً أمامهم، كما عملوا في أفغانستان كانت المبرراتُ دائماً أمامهم، ونحن بطبيعتنا الـيَـمَـنيين نشتغل بالمجان إعلامياً فننقُلُ التبريرات بالمجان ونعمّمُها على أوساط الناس، وكل واحد ينقل الخبر إلى أن يترك أثره).

ومن شعوره بالمسؤولية وإدراكه للخطر المحدِق بالـيَـمَـن كان الشهيدُ القائدُ ينذر أَبْنَـاء الشعب الـيَـمَـني ويحذّرهم: (لا يجوزُ لك أن تنقلَ أي تبرير أبداً تسمعه ولو من رئيس الجمهورية يبرر وجودَ أَمريكيين، أَوْ يبرر القيامَ بعمل هو خدمة للأَمريكيين من أيَّة جهة كان، لا يتداول الناس التبريرات، هذه أول قضية يجب أن نحذر منها).

وعن تهديد الأَمريكيين بالحصار على بعض الدول العربية المناوئة لها قال السيد حسين الحوثي: نحن نقول الآن: قضية الحصار قد جُرِب الحصار للعراق، وجربوا الحصار ضد إيران ولم يعمل شيئاً، الدنيا مفتوحة من كُلّ الجهات، ويحصل حتى تهريب دولي.

وأضاف: لا تعتقد أن أَمريكا تستطيعُ إلى درجة أن تُقفِلَ عليك داخلَ غُرفة، ثم لا يدخل إليك لقمة من الطعام ولا حبة دواء، ولا أيّ شيء. فلا داعي أن يخافَ الناسُ من حصار أَوْ ما حصار أَوْ يخافوا أَوْ يتحدثوا هم يقولوا [البُر با يغلى با يجي علينا كذا] يسكتوا، هناك دولٌ أخرى ستتسابَقُ هي إلى أن تحل منتجاتها، أَوْ يحل التعامل معها مع الـيَـمَـنيين بدل التعامل من قِبَل الأَمريكيين أَوْ الدول التي لها علاقة بهم.

المطلوب موقفٌ واحدٌ، لا تحليلات وتبريرات
المفروضُ أن الناسَ يكون لهم موقفٌ واحدٌ، هو أن يغضبوا لماذا دخل الأَمريكيون الـيَـمَـن، وإلى هُنا انتهى الموضوع. تحليلات تبريرات كلها، لا، الموقفُ الصحيح، والذي يحلُّ حتى كُلّ التساؤلات الأخرى التي تقلقك هو أنه: لماذا دخل الأَمريكيون الـيَـمَـن؟ ويجب على الـيَـمَـنيين أن لا يرضوا بهذا وأن يغضبوا، وأن يخرجوهم، تحت أي مبرر كان دخولهم. أليس في هذا ما يكفي؟.

وأشار السيد حسين الحوثي إلى ضرورة أن يكونَ كلامنا مع بعضنا البعض أنه لماذا دخلوا بلادنا؟ ومن الذي سمح لهم أن يدخلوا بلادنا؟ هل دخلوا كتجار؟ هناك شركات أَمريكية تعمل وهي التي تستولي على نسبة كبيرة من بترول الـيَـمَـن، لكن أن يدخل جنود أَمريكيون ويحتلوا مواقع،.. يصيحُ الناس جميعاً: أين هي الدولة؟ من الذي سمح لهم؟ أين هو الجيش الذي ينهك اقتصاد هذا الشعب بنفقاته الباهظة؟.

وفي ذات السياق قال السيد حسين الحوثي: يجب ألا يسمحَ الناس لأنفسهم أبداً أن يقولوا هذه قضية تخص الدولة؛ لأن الدولة نفسها ليس لها مبرر أن تسمح، ولا الدستور نفسه يعطي مسؤول أن يسمح بدخول الأَمريكيين إلى الـيَـمَـن.

مثالٌ على دخول أمريكا البلدان

وأعطى السيد حسين الحوثي مثَلاً واقعياً للبلدان التي دخلتها أَمريكا تحت مبررات واهية ثم قامت باحتلالها وهي أفغانستان فقال: (وإذا ما دخلوا.. لاحظوا كيف كان دخولهم إلى أفغانستان، دخلوا إلى أفغانستان وأوهموا الأفغانيين أنهم يريدون أن يضعوا، أَوْ أن يصنعوا حكومةً حديثةً وعصرية، وتستقر في ظلها أوضاع البلاد).

ولو نظرتَ أخي القارئ إلى ما حدث بعد دخولهم أفغانستان هل أحدثوا أيَّة تنمية فيها، هل بنوا دولاً مؤسسية تَرسُو فيها العدالة والمساواة، ستجدُ النتيجةَ أن الأَمريكيين لم يدعوا البلاد تستقر، وبدأت الخلافاتُ التي يعمَلُ الأَمريكيون على تغذيتها، وبدأت حرب الفصائل، ولم تستطع الحكومة أن تحكم أكثر من داخل (كابول) ولا يتجاوز نفوذها خارج المدينة.

وهنا أشار السيدُ حسين الحوثي أن الأَمريكيين يعملون دائماً على وجود (قلاقل دائماً لتبرِّرَ لهم تواجُدَهم، بصورة مستمرة، وإذا دخلوا الـيَـمَـن وكما قال الله: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً} (النمل: من الآية 34).

مضيفاً (لا تدخل الشركات الأَمريكية بلداً إلا وتنهب ثرواتِه، إلا وتستذل أهلَه، لا يدخل الأَمريكيون بلداً إلا ويستذلون أهله. لكن بأيَّة طريقة؟ عن طريق الخداع لحكوماتهم ولشعوبهم، تبريرات يصنعونها، ونصدّقها بسرعة، ونوصلها إلى بعضنا بعض، نوصلها بشكل من يريد أن يقبلَ منه الآخر ما يقول، أي نحاولُ أن نقنع الآخرين بهذا المبرر، هذا ما يحصل، تتحرك أنت لتقنع الآخر بالتبرير!

ويؤكد السيد حسين الحوثي أنه ليس هناك أيُّ مبرر لوجودهم، وهذا هو الأصل، فكل المبررات هي فرعٌ على أصل فاسد، وإذا كان في الواقع ليس هناك أيّ مبرر لوجودهم، فأيّ مبرر لأيّ عمل يعملونه، أَوْ يصطنعونه لوجودهم فهو فرع على أصل فاسد، نحن على يقين منه.

والحقيقة أنهم جاءوا ليستذلوا الـيَـمَـنيين، جاءوا ليضربوا الـيَـمَـنيين، وهنا يوضّح السيد حسين الحوثي الموقف الذي ينبغي على مواطن أن يقومَ به فيقول: (إذاً يجبُ أن يكونَ للمواطنين موقفٌ باعتبارهم مسلمين، وأولئك يهود ونصارى دخلوا بلادهم، وأن يكونَ للعلماء موقف، وأن يكون للدولة موقف، وأن يكون للجميع موقف، هو ما يمليه عليهم دينهم ووطنيتهم.

فهم الناس للخطر

ومن خلال متابعته لتأثير تحذيره من الخطَر القادم على الـيَـمَـن المتمثل بالأَمريكيين وبعد كُلّ النشاط التي تحرك به لمواجهة المشروع الأَمريكي والإسرائيلي في المنطقة، وبعد تقييمه لمدى فهْم الناس خلال تلك الفترة قال السيد حسين الحوثي: (والذي كنتُ ألمسُه أنا عندما أتحدَّثُ مع الناس – مع أنكم فعلاً من أكثر الناس وعياً، وأكثر الناس فهْماً – لكن كنتُ ألمس أن الناس بعد لم ينظروا للقضية بأنها فعلاً قضية واقعية وخطيرة فعلاً، وأنه يجبُ أن يكون لهم موقف، ما استطعت أن ألمسَ إلى الدرجة التي أطمئن إليها فعلاً، يبدو لي وكأن القضية هي تعاطُفُ من جهة، وصداقة من جهة، واحترام من جهة، وتصديق أيضاً من جهة، لكن في الداخل لا ألمسُ بأنه فعلاً أصبح مستقراً في قرارة أنفسنا أننا نواجِهُ خطراً، وأن مواجَهةَ الخطر هي أن تعمل ضده، لا أن تسكت، وتدس رأسَك في التراب كالنعامة).

إذاً نحنُ بعد هذا الخبر، هل استطعنا أن نفهَمَ؟ هل فهمنا الآن؟ هل تيقنّا؟ هل تأكدنا؟ إذاً هذا هو المطلوبُ {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا} (السجدة: من الآية 12).

  • صدى المسيرة
You might also like