مراسلٌ عسكري إسرائيلي: حزبُ الله يعرفُ وجوهَنا عند الحدود
مراسلٌ عسكري إسرائيلي: حزبُ الله يعرفُ وجوهَنا عند الحدود
متابعات| تقرير*:
روى المراسل العسكري شاي ليفي، تجربة له خلال جولة صحفية على مواقع جيش الاحتلال عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، زاعمًا أن “حرب كاميرات” تدور هناك بين الجيش الاحتلال وحزب الله، فـ “في كل مرة توقفنا فيها عند معسكر ونزلنا من الحافلة، توقفوا على الجانب اللبناني من الحدود وصوروا جميع القادة بكاميرا احترافية وعدسة ضخمة.. وقال لنا ضابط إنّ صور وجوهكم هي لدى مخابرات حزب الله”.
وأضاف في مقاله في موقع “ماكو” العبري أنّ عناصر حزب الله ينجحون في التقاط صور لجنود في مواقف محرجة، عندما ينامون أثناء الحراسة أو ينسون أسلحة أو أي شيء من هذا القبيل، ويمررون الصور لمراسل “المنار” علي شعيب الذي ينشرها على الإنترنت”، مشيًرا الى أن “الوضع هناك خطير ومتفجر”.
المقال المترجم:
لقد جندت كمقاتل في لواء المظليين عام 1996 ومنذ عام 2000 أخدم في الاحتياط في قسم التخريب في الكتيبة 9263، مررت بجميع الجبهات والعمليات والحروب التي كانت في هذه الفترة الزمنية وأعرف أيضًا جبهة لبنان جيدًا، لكن ما رأيته في خدمة الاحتياط الأخيرة كان مفاجئًا لي كثيرًا”.
على الرغم من أن وظيفتي مراسل عسكري وأعرف المنطقة، إلا أن رؤية الوضع بأم عيني وسماع الإيجازات أخذني إلى مكان مفاجئ ويجب أن أذكر التخوف أيضًا. على الرغم من وجود تقارير حول هذا الموضوع من وقت لآخر إلا أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين لا يعرفون مدى حساسية الوضع ومدى انتشار حزب الله في منطقة الحدود.
هكذا يجمع حزب الله المعلومات الاستخباراتية
قبل أسبوعين من الخدمة وصلنا جميع القادة في جولة في المنطقة. لقد مررنا بمراجعة استخباراتية لن أتوسع فيها بالطبع، من هناك واصلنا بالحافلة إلى جميع المعسكرات في المنطقة، من المعسكر الأول رافقتنا سيارة بيك آب (تندر) بيضاء عليها عدد من النشطاء كما يُسمون عناصر حزب الله في الجيش. في كل مرة توقفنا فيها عند معسكر ونزلنا من الحافلة، توقفوا على الجانب اللبناني من الحدود وصوروا جميع القادة بكاميرا احترافية وعدسة ضخمة.
أوضح ضابط كان يخدم في المنطقة هناك حتى وقت قريب وقال، إنهم يعرفون متى تتغير الوحدات، ويعرفون كل القادة ويجمعون المعلومات عنهم، وبالفعل، رافقنا عناصر حزب الله مع السيارة البيضاء من الجانب اللبناني من الحدود، وتوقفوا في كل مرة توقفنا فيها والتقطوا الصور، وقال ضابط آخر “صور وجوهكم لدى مخابرات حزب الله”.
عندما ينجح عناصر حزب الله في التقاط صور لجنود في مواقف محرجة، على سبيل المثال عندما ينامون أثناء الحراسة أو ينسون أسلحة أو أي شيء من هذا القبيل، فإنهم يمررون الصور لمراسل “المنار” علي شعيب الذي ينشرها على الإنترنت، غالبًا ما أصادف هذه الصور على Twitter وهكذا خطرت لي فكرة “الرد بالمثل”. في هذه الجولة التمهيدية كان واضحًا لي أنه خلال فترة الخدمة كنت سأبدأ حرب الكاميرا مع حزب الله وأنشر صور النشطاء على موقعي على Twitter وFacebook. ولم أضطر إلى الانتظار طويلاً.
ثم بدأت حرب كاميرات شخصية مع حزب الله
بعد أسبوع من جولة القادة، توجهنا للخدمة، وتولت كتيبة المظليين الاحتياط التي أخدم فيها منطقة الحدود اللبنانية. وتولت السرية بقيادة الرائد احتياط راز روتمان معسكر “ياكينتون” الذي أغلق لمدة خمس سنوات وأعيد فتحه. وهذه هي المنطقة التي تسلل منها المسلح الذي وصل إلى مجيدو، هذه هي المنطقة في أحد الجيوب حيث فقد جندي من سلاح الهندسة قدمه عندما داس على لغم.
في أول نشاط لنا على السياج، وصل أيضًا عناصر حزب الله. البعض بسيارات والبعض الآخر على دراجة نارية، وصلوا إلى “الخط الأزرق” (الذي يرسم الحدود بين البلدين)، وفي بعض الأحيان عبروه إلى السياج الحدودي وقاموا بتصويرنا. جاء البعض منهم ملثمين لكن الغالبية كانوا واثقين من أنفسهم وجاءوا ووجوههم مكشوفة. وأخرجت الكاميرا على الفور وصورتهم في الوقت الفعلي تقريبًا قمت بتحميل صورهم على حسابي على Twitter.
عندما عبروا الخط الأزرق ألقينا عليهم قنابل الصوت، كما تعلمنا قبل أن نحضر للخدمة هناك. سرعان ما اكتشفنا أنه لا معنى لها. لم تحركهم قنابل الصوت ولم يكن ذلك ضروريًا، توقفنا عن ذلك وأتمنى ألا يستخدم من يأتي بدلنا قنابل الصوت أيضًا. واصل عناصر حزب الله الوقوف في مكانهم دون اي انفعال ولم يتأثروا، على الأقل بالنسبة لي، فقد ساعدني ذلك في تصويرهم بشكل صحيح.
في كل مرة كنت أقوم فيها بجولة أو كنت أقوم بنشاط على السياج، كنت آخذ الكاميرا معي. حتى عندما لم أكن في النشاط كنت أصل لالتقاط صور لهم، أقام حزب الله أبراج مراقبة على طول السياج، حيث يتنقلون من وقت لآخر لتصوير المنطقة الحدودية والقوات بعدسات عملاقة وثقنا نشطاءهم هناك أيضًا.
لقد كانت تلك خدمة طويلة وحساسة تسبب في قدر كبير من القلق بشأن ما قد يحدث على الحدود الشمالية، لنتذكر مرة أخرى، كنا جميعًا جنود احتياط أرباب عائلات. أخبرني المسؤول العسكري من القطاع الشمالي عندما تحدثت إليه فور انتهاء الخدمة. هناك شيء واحد واضح وهو أننا خرجنا من الحدود اللبنانية وعدنا لنصبح مدنيين، لكن الوضع هناك لا يزال خطيرًا ومتفجرًا. الحرب هناك يمكن أن تكون مسألة وقت فقط.
* المصدر: موقع ماكو- الكاتب: شاي ليفي