إسرائيل: علاقتنا بالدول العربية باتت أفضلَ من أوروبا.. نتنياهو يؤكد: السعودية ترى في إسرائيل حليفاً وليس تهديداً
متابعات../
حصَدَ الكيانُ الصهيوني ثماراً كثيرةً من وراء العُـدْوَان على الـيَـمَـن وقطعت الحكومة الإسرائيلية شوطاً كبيرا في علاقاتها مع الدول العربية وتحديداً دول التحالف السعودي، أي أن الكيانَ الصهيوني أنجز خلال العُـدْوَان ما لم يتمكن من إنجازه خلال العقود الفائتة، فشهدت شهورُ العُـدْوَان افتتاحَ قنصلية صهيوني في أبوظبي وبات رئيسُ الوزراء الإسرائيلي يؤكد أنه يتواصل مع معظم الدول العربية بسهولة، ناهيك عن قوله مؤخراً إن السعودية حليفة لإسرائيل على هامش منتدى دافوس الاقتصادي حتى أنه طالب الاتحاد الأوروبي بفهم إسرائيل كما تفهمها الدول العربي التي وصفها بالمعتدلة.
- رئيس حكومة إسرائيل: إسرائيل والدول العربية ليست على طرفَي نقيض
على هامش منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا قال بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة في الكيان الصهيوني واصفاً العلاقة القائمة مع السعودية، تحديداً، بالحليف والشريك. وقال: “يوجد تغيير دراماتيكي في العلاقات الخارجية لإسرائيل في المدة الأخيرة، وبينها وجيرانها العرب. السعودية كما هم كُثْرٌ في العالم العربي، ترى في إسرائيل حليفاً وليس تهديداً”.
حديثُ نتنياهو وَرَدَ في لقاء مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، من على مسرح مؤتمر “دافوس” الاقتصادي في سويسرا، وأورد فيه جملةً من المواقف تجاه الساحات العربية، رافعاً شعار العداء لإيران وسوريا وحزب الله، كرافعة شراكة وائتلاف مع “الاعتدال العربي”.
وقال إن الدوَلَ العربية المعتدلة “تواجه التهديد نفسه المتمثل بإيران وداعش، وهي تسأل (الدول العربية) عمَّن يمكنه مساعدتها؟ وبطبيعة الحال، إن إسرائيل والدول العربية السنية، ليست على طرفي نقيض”.
وللدلالة أكثر على حُسْن العلاقة مع الدول العربية، ذكر نتنياهو أنه التقى بعضَ المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، وطلب منهم أن يظهروا لإسرائيل الفهمَ نفسَه الذي يظهره لها “جيرانها العرب”، الذين (كانوا) هم الأعداء التقليديين “للدولة اليهودية”.
وأضاف: “لديّ طلب واحد، أن تعكسَ سياسة الاتحاد الأوروبي حيالَ إسرائيل والفلسطينيين، السياسةَ العربية السائدة تجاه إسرائيل والفلسطينيين»، معبّراً عن اعتقاده بأن إقامةَ علاقات بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة، “التي ترى في إسرائيل شريكاً لها لمواجَهة خطر الإسلام المتشدد، قد تؤدي إلى حلّ الصراع مع الفلسطينيين، وليس العكس”.
وعلى هامش المنتدى الاقتصادي أشار الإعلامُ الإسرائيلي إلى حُدُوثِ لقاءات بين نتنياهو وعدد من زعماء الدول العربية التي قالت إنها لا تربطها علاقات مباشرة مع إسرائيل.
وتوقفت القناةُ الأولى الإسرائيلية عند سؤال وُجّه لنتنياهو خلال المنتدى حول موعد لقائه مع زعماء عرب؟ فما كان مِن رئيس حكومة الاحتلال إلا أن أجاب “من قال إني لا ألتقي معهم؟”.
وسألت القناة الإسرائيلية “هل التقى رئيس الحكومة مع زعماء عرب في دافوس؟ زعماء لا يوجد لإسرائيل علاقاتٌ دبلوماسية معهم؟ مضيفةً أن إجابته تشير إلى أنه قامَ بذلك لكنه تجاهل الأمر عند تكرار السؤال عليه مرة ثانية، كما رفضوا في مكتبه التطرق إلى الأمر.
تلميحُ نتنياهو يأتي ليتوِّجَ تقاريرَ عديدة نشرت خلالَ الأيام الماضية في وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدَّثت بشكل مباشر وغير مباشر عن اتصالات سرية بين مسؤولين في تل أبيب ومسؤولين عرب وعن رغبة إسرائيلية باستمالة بعض الدول العربية لا سيما الخليجية التي تتشارك معها موقفَ العداء لطهران والرغبة بتقويض نفوذها في المنطقة.
قبل ذلك نقلت صحيفةُ “هآرتس” عن رئيسِ الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قوله إنه التقى من وراءِ الكواليس في مؤتمر المناخ في باريس عدداً من القادة العرب.
الصحيفة الإسرائيلية ذكرت أن نتنياهو أبلغ بعضَ الصحافيين أن قادةً عرباً توجَّهوا إليه وتحدثوا معه وصافحوه أمام أنظار المشاركين ومنهم مَن لا تربطه علاقة بإسرائيل.
وتابع نتنياهو وفق الصحيفة أن “أحَدَ الزعماء أبدى تقديره للخطاب الذي ألقاه في الأمم المتحدة”.
- مسؤول إسرائيلي رفيع: هناك انفتاحٌ عربي نحو إسرائيل وهناك اتصال مع معظم الدول العربية
نقلت وسائلُ إعلام إسرائيليةٌ عن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي دوري غولد خلال قوله إن “هناك اختلافاتٍ بالرأي مع دول مختلفة في العالم، ومؤخراً لدينا مشاكل مع أوروبا وهذا ليس سراً، وهناك دول كثيرة تفتح أبوابها اليوم أمام إسرائيل، من يقول إننا معزولون لا يعرف ما يقوله”.
وخلالَ مشاركَته في أعمال مؤتمر أبحاث الأمن القومي كشف غولد أن “ما تملكَه إسرائيل بشكل رئيس، وهذا ربما التغييرُ الدراماتيكي، هو انفتاح العالم العربي نحو العلاقات السرية مع إسرائيل”، وأضاف “يمكننا الاتصال اليوم تقريباً مع كُلّ دولة عربية”.
وكانت وسائلُ إعلام إسرائيلية كشفت عن زيارة سرية قام بها مؤخراً وزيرُ الاقتصاد الإسرائيلي يوفال شتاينتس لدولة الإمارات العربية وسط حماية مشددة.
وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية أن الوزيرَ الإسرائيلي التقى مجموعة من الجهات، مضيفة أن “أبو ظبي وعدداً من الدول العربية المعتدلة تجمعهما مصالح مع إسرائيل مقابل إيران، وإسرائيل تريد الشراكة مع هذه الدول” على حد تعبيرها.
- معهد واشنطن: العلاقات الإسرائيلية-الخليجية اقتصادية ودبلوماسية على حد سواء
أكد سايمون هندرسون، وهو زميلُ بيكر في معهد واشنطن ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، ومتخصِّصٌ في شؤون الطاقة والدول العربية المحافظة في الخليج، في دراسةٍ جديدة على أنّه لا بدّ من الإشارة إلى أنّ العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج هي دبلوماسيّة واقتصاديّة على حدٍّ سواء، ومن المؤكّد أنّ الاتصالاتِ السياسية تخضع لحركة مد وجزر، فمن الصعب أنْ نتصوَّرَ أنّ اغتيال جهاز “الموساد” الإسرائيليّ للقيادي في حركة “حماس” محمود المبحوح في دبي عام 2010 كان مجرد حدث بسيط، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً “لكنّ الروابط التجاريّة وتلك الخاصّة بالأعمال تنمو باطراد، وهي علاقات هامّة على الأقل مع بعض الدول، إذْ أنّ إحدى الإحصائيات التي أطلعني على نتائجها أحد المسؤولين الخليجيين هذا العام كانت مدهشة”.
- السعودية بعيون المسؤولين الإسرائيليين
تتوالى الاشادات الإسرائيلية بالدور السعودي بالمنطقة والذي تعتبره إسرائيل يصب في مصلحتها ورصدت إحدى الوسائل الإعلامية جانباً من تلك الاشادات البارز وهي كالتالي:
– مراسل الشؤون السياسية في القناة الأولى– يائيرفاينرف، عند سؤال لنتنياهو في ملتقى داموس: متى ستلتقي بزعماء عرب؟
أجاب: من قال إنني لم التقِ بهم؟
ثم يتساءل المراسل: “هل التقى رئيس الحكومة زعماء عرباً لدول ليس لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها؟ بحسب إجابته، يمكن فهم أنه قام بذلك”.
الحديث عن علاقات إسرائيلية مع دول عربية تصفها إسرائيل بالمعتدلة ليس بالأمر الجديد فنتنياهو ليس وحده من التقى زعماء عرباً وليس الوحيد الذي تحدث تطور العلاقات مع عدد من الدول العربية
- يقول موشيه يعالون – وزير الأمن الإسرائيلي:
“المعسكر الأكثرُ أهمية اليوم هو المعسكر الذي تقوده السعودية لإسرائيل مصالح مشتركة عديدة مع هذا المحور وهذا هو الأمر الأهم لتأسيس علاقات معه اليوم أكثر من السلام وأكثر من الاتفاقات والاحتفالات”.
الحديث عن العلاقات بين إسرائيل وبين دول عربية لم يبقَ كلاماً في الهواء بل ترجم على أفعال على الأرض.
-نير دفوري- مراسل الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية الثانية يقول:
“وزير الطاقة يوفالزتشاينز زار أبو ظبي سراً والتقى عدداً من الأشخاص هناك، ينبغي القول إن أبو ظبي وعدداً من الدول العربية المعتدلة تجمعهما مصالح مع إسرائيل مقابل إيران وإسرائيل تريد الشراكة مع هذه الدول”.
- المصدر: قناة الميادين، جريدة الأخبار اللبنانية، صحيفة رأي اليوم اللندنية