الإماراتُ تنسحبُ من جنوب اليمن.. هل تصدُقُ هذه المرة؟ وما مناسبة التوقيت؟
الإماراتُ تنسحبُ من جنوب اليمن.. هل تصدُقُ هذه المرة؟ وما مناسبة التوقيت؟
متابعات| تقرير*:
مع أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن سحب دولة الإمارات العربية المتحدة لقواتها من اليمن، إلا أن الإعلان هذه المرة جاء في ظل ظروف وتطورات محلية ودولية مختلفة .
يوم أمس الأول، أكدت مصادر عدة أن الإمارات أبلغت صنعاء اعتزامها سحب لقواتها من شبوة وحضرموت وغيرها من المحافظات اليمنية، بعد ثمان سنين من العبث.
قرار أبوظبي بالانسحاب جاء بالتزامن مع حراك إقليمي ودولي غير مسبوق لإنهاء الحرب في اليمن، على إثر وساطة عمانية بين السعودية وأنصار الله انتهت باتفاق سيتم الإعلان عن تفاصيله قريبا.
كما جاء القرار الإماراتي بعد أيام من إعلان السعودية وجمهورية إيران عن التوقيع على اتفاق تاريخي برعاية صينية لإنهاء القطيعة الدبلوماسية بين البلدين، بما يعنيه ذلك من انعكاس إيجابي على الملف اليمني.
وبعيدا عن تأثر القرار الإماراتي بالمستجدات المحلية والإقليمية من عدمه، يثار سؤال حول جديتها في الانسحاب هذه المرة، وأيضا رفعها ليدها عن الملف اليمني على كافة المستويات.
ـ انسحاب حقيقي:
في السياق، يعتقد المحلل السياسي عادل الحسني، أن الانسحاب الإماراتي حقيقي، وقد بدأ عمليا بالفعل من بعض المحافظات.
ويقول الحسني، في حديث خاص إلى “عرب جورنال”: سبق للإمارات وأن أعلنت انسحابها من اليمن، لكنها بقيت في قواعد عسكرية، مثل بلحاف، ومطار الريان، والضبة، ومعسكر مرة، وأماكن في جزيرة سقطرى، وفي عبد الكوري، غير أنها حاليا، ومع تسارع الأحداث والمفاوضات بين حكومة صنعاء والمملكة العربية السعودية، وجدت الإمارات نفسها وكأنها في معزل عن هذا، فاستبقت الأحداث بالانسحاب.
ويتابع الحسني: خطوة الإمارات استباقية، مع أن عملية السلام ستمر بمراحل، ابتداء من عمليات تبادل الأسرى، إلى دفع المرتبات، إلى رفع الحصار عن الموانئ والمطارات، وإعادة تصدير النفط.
ويضيف الحسني: مع أن هذه الخطوة بصراحة كانت مفاجئة إلا أنها حقيقية، حيث بدأت الإمارات سحب قواتها في منطقة الضبة، ومنطقة الريان، حيث سحبت الكثير من معداتها وحملتها بسفينة من ميناء المكلا في حضرموت.
وحول لماذا أبلغت بالتحديد حكومة صنعاء؟، يعتقد الحسني أن للأمر علاقة بالسباق بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على التفاوض مع الحكومة في العاصمة صنعاء.
ويختم الحسني حديثه إلى “عرب جورنال” بالقول: هذا الذي أعتقده، والأيام ستبين لنا الكثير من الأمور، ومن المهم الإشارة إلى أن الإمارات حتى وإن انسحبت إلا أن لها أذرعا في اليمن، ومازال لها وجود عسكري بجزيرة عبد الكوري، وتسحب قواتها إلى هناك.
ـ أدوات محلية:
وعلى الرغم من سحب الإمارات لقواتها ـ إن كانت قد قامت بذلك فعلا ـ إلا أن نفوذها الحقيقي في اليمن كان من خلال أدواتها المحلية التي تتحرك وفقا لمشاريع ومصالح أبوظبي. غير أن الأسباب التي أجبرتها على إنهاء وجودها المباشر في اليمني، ستجبرها على إنهاء وجودها من خلال الوكلاء، على اعتبار أنها أضعف من مجابهة أي رد رادع يمس اقتصادها أو يؤثر عليه، أما الدور الذي لعبته خلال المرحلة الماضية، فقد سمحت بها ظروف غير طبيعية.
ـ انتصار لـ صنعاء:
وأيا كانت الدوافع وراء قرار الإمارات الأخير، يبقى الانسحاب جزءا من انتصار صمود صنعاء، تماما كلجوء الأطراف الأخرى إلى خيار التفاوض من أجل إحلال السلام في اليمن، بعدما كان الحديث عن الحسم العسكري هو المسيطر على لغة تلك الأطراف خلال الأعوام الماضية.
وعلى الأرجح، لا تبدو هذه خطوة الانسحاب على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة إلى حكومة صنعاء، لأن أمر الإمارات ليس صعبا، لكن الخطوة مؤشر هام على جدية الترتيبات القادمة.
YNP / عرب جورنال – عبدالرزاق علي