سِباقُ النفوذ والسيطرة: ثلاثةُ مشاريع تتنازعُ حضرموت
سِباقُ النفوذ والسيطرة: ثلاثةُ مشاريع تتنازعُ حضرموت
التطورات العسكرية في حضرموت دفعت إلى سباق إقليمي ودولي صوب المحافظة
وعلى الرغم من أن أيّاً من تلك المشاريع لم يَجِد سبيله إلى التنفيذ بعد، إلّا أن كلّ طرف يسعى إلى الدفْع بمختلف الوسائل لتحقيق أهدافه الخاصة. فالإمارات تلوّح بين الحين والآخر بالحسم العسكري في مواجهة قوّات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، غير أن هذا السيناريو يصطدم أوّلاً برفض سعودي قاطع، وثانياً بصعوبة تحقيق انتصار خاطف، على غِرار ما فعلتْه في شبوة، خصوصاً وأن «المنطقة الأولى» تمتلك قوّة مشكَّلة من عدد من الألوية لديها مضادّات للطيران، وراجمات صواريخ «كاتيوشا»، وطيران مروحي، وعتاد ثقيل متنوع. ليس هذا فحسب، بل إن «الإصلاح» تمكّن من اختراق المجتمع القبَلي في حضرموت، وباتت لديه حاضنة شعبية هناك، ذاتُ مصلحة في بقاء «المنطقة الأولى»، خوفاً من الفراغ الأمني، وتشكُّل جماعات مسلّحة متعدّدة الولاءات والأهداف، كتلك التي تنشئها الإمارات في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها. في المقابل، تَقدّمت الرياض بمبادرة تقترح نقل «العسكرية الأولى» إلى مأرب، لكن قيادة المنطقة أبلغت اللجنة السعودية رفضها المقترح المذكور بوصْفه الخطوة الأولى لتدميرها، فجاء الردّ السعودي بتحويل مخصّصاتها إلى مأرب بدلاً من وادي حضرموت، في تَوجّه لفصل تلك القوّات مالياً وإدارياً.
وفي خضمّ هذا الصراع المحتدم، تبدو حضرموت في صُلب اهتمام القوّات الأميركية التي عزّزت حضورها هناك خلال الأشهر الماضية، وصارت تُمارس أنشطة أمنية واستخباراتية بشكل معلَن في مديريات المحافظة. وإذ ترتبط هذه الأنشطة باهتمام واشنطن بالمياه الإقليمية في البحر العربي، فهي تتّصل أيضاً بالرغبة في السيطرة على أهمّ محافظة يمنية من حيث المساحة والموقع والثروة والموانئ والمنافذ، وهذا ما يفسّر حجم القوات البرّية الأميركية المتمركزة فيها.