رفع العقوبات عن إيران.. العُرس في طهران، والعزاء عند “إسرائيل” وحلفائها العربان
رفع العقوبات عن إيران، وروحاني: لحظة تأريخية ويوم انتصار الشعب الإيراني
صدى المسيرة/ وكالات
أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الأحد، بالاتفاق النووي مع القوى العالمية قائلاً إنه يمثل “صفحة ذهبية” في تأريخ إيران، متطلعاً إلى مستقبل اقتصادي أقل اعتماداً على النفط مع خروج البلاد من سنوات طويلة من العقوبات والعزلة.
لكنه أشار في كلمة ألقاها أمام البرلمان إلى معارضة مريرة لقرار رفع العقوبات أمس السبت من جانب إسرائيل وبعض أعضاء الكونجرس الأمريكي ومن وصفهم بدعاة الحرب في المنطقة في إشارة فيما يبدو إلى بعض خصوم إيران من دول الخليج العربية.
وانتهت في إيران يوم السبت أعوامٌ من العزلة الاقتصادية عندما رفعت القوى العالمية عقوباتٍ أصابت طهران بالشلل مقابل التزامها بكبح طموحاتها النووية.
وقال روحاني في كلمة أمام البرلمان خلالَ عرضه مشروع موازنة السنة المالية الإيرانية المقبلة التي تبدأ في مارس آذار: إن الاتفاقَ النووي يمثِّلُ “نقطة تحول” لاقتصاد إيران، وهي منتجٌ كبيرٌ للنفط كانت أسواق العالم مغلقة أمامه فعليا على مدى السنوات الخمس الماضية.
وقال روحاني “المفاوضات النووية التي نجحت بتوجيهات الزعيم الأعلى ودعم دولتنا كانت بحق صفحة ذهبية في تأريخ إيران”.
وأضاف “الاتفاق النووي فرصة يجب أن نستغلها لتنمية بلادنا وتحسين رفاهية الأمة وإرساء الاستقرار والأمن في المنطقة.”
وفي خطوة مؤثرة تزامنت مع رفع العقوبات أعلنت طهران إطلاق سراح خمسة أمريكيين منهم جيسون رضائيان مراسل صحيفة واشنطن بوست في إطار اتفاق لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة.
ويساعد رفع العقوبات واتفاق تبادل السجناء على تخفيف العداء بين طهران وواشنطن الذي خيَّم على الشرق الأوسط منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
وسيُفَكُّ الآن تجميد أصول إيرانية بعشرات المليارات من الدولارات وستتمكن الشركات العالمية التي منعت في السابق من التعامل مع إيران من استغلال سوق متعطشة لكل شيء من السيارات إلى قطع غيار الطائرات.
وأصدرت وزارة النفط الإيْرَانية تعميماً إلَـى كلّ الشركات بمضاعفة إنتاج النفط وإعداد المحطات النفطية لتصدير النفط عبرها، ورفع مستوى التصدير بمقدار 500 ألف برميل يوميا بدءاً من أمس الأحد.
وكانت هناك قيود على تصدير النفط خلال فترة الحظر ولم يكن بوسع إيْرَان تصدير أكثر من مليون برميل في اليوم وكانت إيْرَان مضطرة إلَـى تصدير نفطها إلَـى الصين والهند وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية، ولكن أزيلت كلّ هذه القيود بالإعلان عن بدء تنفيذ الاتفاق النووي وقد أعلن المسؤولون الإيْرَانيون أنهم يعتزمون استعادة مكانة إيْرَان في السوق النفطية ومنظمة أوبك ورفع مستوي التصدير من مليون برميل في اليوم إلَـى مليونين.
ينظر الجمهوريون في الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط -ومنهم إسرائيل والسعودية- بتشكك كبير للتقارب الأمريكي الإيراني. وما زالت هناك جذور عميقة للتشكك بين البلدين.
وظهرت معارضة إسرائيل واضحة في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء السبت.
وقال البيان “حتى بعد توقيع الاتفاق النووي لم تتخل إيران عن طموحاتها في الحصول على أسلحة نووية وتواصل العمل على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ونشر الإرهاب في العالم وانتهاك التزاماتها الدولية”.
وعلّق روحاني على أصوات المنتقدين قائلاً “الكل سعيد باستثناء الصهاينة ودعاة الحرب الذين يشعلون الحرب الطائفية داخل الأمة الإسلامية والمتشددون في الكونجرس الأمريكي”.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت أن إيران التزمت باتفاق أبرم العام الماضي مع ست من القوى العالمية لتحجيم برنامجها النووي، ما أدى إلى رفع العقوبات.