«توتال» أوّلُ المغادرين.. عمليةُ الضبة «تطفِّشُ» الشركاتِ النفطية
«توتال» أوّلُ المغادرين.. عمليةُ الضبة «تطفِّشُ» الشركاتِ النفطية
متابعات| تقرير*:
يبدو أن إقدامَ قوّات صنعاء على استهداف ميناء الضبة، سيكون له مفعوله في عرقلة المساعي الأميركية والأوروبية لاستئناف إنتاج الغاز اليمني المسال وتصديره. وبعدما كثّفت شركة «توتال» تحرّكاتها على هذا الصعيد خلال فترة الهدنة، وتَوقّع رئيسها تصدير 7.2 مليون طنّ من الغاز اليمني سنوياً خلال الأشهر المقبلة، أفادت مصادر محلّية في محافظة شبوة بمغادرة عدد من موظّفي الشركة منشأة التسييل والميناء في منطقة بلحاف في محافظة شبوة، يوم الأحد، عقب عملية الضبة، وتلقّيهم بلاغاً بوجود تهديدات أمنية. وكانت الأشهر الماضية شهدت تحرّكات لافتة للسفيرَين الأميركي ستيفن فاجن، والفرنسي جان ماريا صافا، نحو محافظتَي حضرموت وشبوة الغنيتَين بالنفط والغاز، فيما وصل الاهتمام الأميركي بمصادر الطاقة اليمنية إلى حدود التدخّل في الصراع المحلّي عليها، بهدف إبعاد الميليشيات المتصارعة عنها، والتي أدّت المواجهات في ما بينها إلى احتراق سبعة آبار نفطية، ونهْب مخازن الشركات النفطية والمعدّات التابعة لها في عدد من القطاعات. وأجبر التدخّل الأميركي، ميليشيات «المجلس الانتقالي الجنوبي»، الموالية لأبو ظبي، على التراجع عن مناطق النفط، وتسليم حمايتها للتشكيلات التابعة لعضو «المجلس الرئاسي» طارق صالح، و«ألوية العمالقة» السلفية. وبالتزامن مع ذلك، عزّزت الولايات المتحدة حضورها العسكري في محافظة حضرموت، وخصوصاً في مطار الريان، فيما رُصد انتشار لجنودها تُرافقهم كلاب بوليسية ومدرّعات، في شوارع مديريتَي غيل باوزير وبروم، وهو ما أثار موجة استياء شعبي.
وصل الاهتمام الأميركي بمصادر الطاقة اليمنية إلى حدود التدخّل في الصراع المحلّي عليها
وعلى إثر تلك التطوّرات، خاطبت حكومة صنعاء، مطلع الشهر الجاري، الشركات الأميركية والفرنسية والنمسوية والكندية والبريطانية، التي تعمل في إنتاج النفط وفق عقود شراكة، بضرورة وقف الإنتاج، عادّةً إيّاها شريكة في «عملية نهب النفط». وعلى رغم استجابة عدد من الشركات لتلك الدعوة، إلّا أن أخرى لم توقف أنشطتها ولم تُخلِ موظفيها حتى الآن، كـ«كاليفالي» الكندية العاملة في «القطاع 9» في حضرموت، وشركات نمسوية أخرى. وفي هذا الصدد، توقّعت مصادر نفطية أن تتوقّف بقيّة الشركات «بشكل تلقائي»، في ظلّ تمكّن قوات صنعاء من إيقاف التصدير في أعقاب عملية الضبة. والجدير ذكره، هنا، أن قطاع المسيلة في حضرموت يحتلّ المركز الأول بين القطاعات النفطية في البلاد لناحية كمّية الإنتاج، يليه قطاع جنة في مديرية عسيلان في شبوة. كما تحوي المحافظتان نحو 25 قطاعاً نفطياً استكشافياً، 12 منها في حوض المسيلة وسيئون، و9 في حوض السبعين والحجر، إضافة إلى 4 في حوض المكلا وسيحوت.
* الأخبار