يكفي أنها تُوحِّدُنا!
يكفي أنها تُوحِّدُنا!
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.
حتى وإن كانوا يعلمون يقيناً أنه ليس (بدعة)، فستجدهم يقولون أنه (بدعة)!
تعلمون لماذا؟!.
لأنهم ببساطة لا يريدوننا أن نتوحد..
هم يريدوننا فقط أن نظل دائماً شذر مذر وعلى مفترق طرق!
والاحتفالات بالمولد النبوي الشريف -وكما ترون- تثبت كل عامٍ قدرتها العجيبة على جمعنا وتوحيدنا أكثر من أي فعالية أو احتفائية أخرى!
ألا تلاحظون كيف أن أعداد المتفاعلين والمشاركين والمؤيدين للاحتفال بهذا المولد في اطرادٍ وازديادٍ مستمر كل عام ومن مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية والأطر السياسية والحزبية؟
يكفي أن نلقي نظرةٌ واحدةٌ فقط على مشهدٍ من المشاهد التي نراها أمامنا كل يوم وسيعرف الجميع كيف أن كثيراً من أولئك الذين كان لهم من قبل مواقف تحفظية من إحياء هذه الذكرى قد أصبحوا اليوم ينافسون ويسابقون إلى حضور هذه الفعاليات والمجالس والأمسيات،
بل ويتصدرون الصفوف!
ماذا يعني هذا؟!
ألا يعني أن معظم الناس قد بدأوا يدركون ويستوعبون الأهداف والمقاصد النبيلة من وراء إحياءنا لهذه المناسبة العظيمة والذكرى العطرة على صاحبها وعلى آله أزكي الصلاة والتسليم؟
ألا يشير إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس محصوراً على جماعةٍ بذاتها أو فئةٍ بعينها وإنما هو متاحٌ ومشروعٌ لعموم المسلمين؟
حتى أولئك الذين كان يمنعهم من الحضور والمشاركة مانعٌ سياسيٍ مثلاً أو أيديولوجيٍ هزيل أو عقيم، لم يعودوا يجدون اليوم بداً أو حرجاً من الحضور والمشاركة!
يدرك هذا جيداً ويلمسه صراحةً كل من عكف وواظب على حضور مثل هذه الفعاليات والأمسيات والمجالس طوال الأعوام السابقة.
لذلك، ومن هذا المنطلق، فقد كان لزاماً على بعض أولئك المتخمين والمترفين المحسوبين علينا والعائشين على حساب تفرق وشتات الأمة أن لا يروا فرصةً لها أو مساحةً تدعوها للالتقاء أو التوحد إلا ويطعنون فيها ويشككون في مشروعيتها ويضعون أمامها العراقيل والعقبات.
وهذا هو بالضبط ما يفسر مواقفهم الرافضة دائماً لقيامنا بإحياء مثل هذه الفعاليات والمهرجانات بذكرى مولد سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
قلك بدعة.. قال!