كل ما يجري من حولك

خطابٌ ناري لـ بوتين يُهدِّدٌ أمريكا بالسلاح النووي وحرب عالمية ثالثة لسعيها لتدمير بلاده.. وواشنطن تتخذُ بجدية وضعية الإطلاق وتعلنُ ساعة الصفر

يفتح جبهة تصعيد جديدة مع أوكرانيا ويعلن “التعبئة الجزئية” للقتال والصين تدعو للتعقُّل

1٬217

متابعات| رصد*:

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء استدعاء مئات آلاف الروس للقتال في أوكرانيا محذرا الغرب من أن موسكو “ستستخدم كل الوسائل” المتاحة لها للدفاع عن نفسها.

وأكد بوتين أن “الأمر ليس خدعة” متهما الدول الغربية بمحاولة “تدمير” روسيا واللجوء إلى “الابتزاز النووي” حيالها، ملمحًا بذلك إلى أنه مستعد لاستخدام السلاح النووي.

وأمام هجوم مضاد وخاطف للقوات الأوكرانية، اختار بوتين التعويل على تصعيد النزاع مع إجراء يفتح الباب أمام إرسال مزيد من الجنود الروس إلى أوكرانيا.

وبعد الاعلان الثلاثاء عن إجراء استفتاءات في أربع مناطق يحتلها الروس في شرق أوكرانيا وجنوبها اعتبارا من الجمعة بشأن ضمها لروسيا، يشكل قرار بوتين منعطفا في النزاع.

وأكد بوتين في كلمة متلفزة مسجلة مسبقا صباح الأربعاء “أعتبر أنه من الضروري دعم اقتراح (وزارة الدفاع) بالتعبئة الجزئية للمواطنين في الاحتياط، والذين سبق أن خدموا… ولديهم الخبرة المناسبة”.

وشدد بوتين “نحن نتحدث فقط عن تعبئة جزئية” في حين سرت شائعات في الساعات الأخيرة عن إعلان تعبئة عامة أثارت قلق الكثير من الروس.

وأوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن روسيا ستستدعي 300 ألف جندي احتياط “أي 1,1 % من القدرات التي يمكن استدعاؤها”.

وأوضح بوتين أن “مرسوم التعبئة الجزئية وقع” وسيدخل حيز التنفيذ “اليوم” الأربعاء.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة في أوكرانيا بريدجت برينك الأربعاء أن التعبئة الجزئية تشكل “مؤشر ضعف”. وكتبت في تغريدة “الاستفتاءات الزائفة والتعبئة هي مؤشرات ضعف وفشل روسي” مؤكدة أن بلادها ستستمر في “دعم أوكرانيا طالما اقتضت الضرورة”.

تعاني روسيا من نقص في عديد قواتها في أوكرانيا التي دخل النزاع فيها شهره الثامن.

ورأى وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن اعلان موسكو يشكل “اعترافا بالفشل”.

وأضاف أن تراجع الرئيس الروسي عن “تعهد شخصي بعدم استدعاء جزء من السكان يشكل اعترافا بالفشل” مشيرا إلى أن “أي تهديد أو دعاية لا يمكن أن يخفي حقيقة أن أوكرانيا بصدد كسب الحرب … و أن روسيا بصدد أن تصبح منبوذة على الساحة الدولية”.

وقالت ألمانيا من جانبها إن هذا القرار “خطأ” ووصفته بأنه “خطير”.

– “ليست خدعة” –

حمل بوتين مجددا على الدول الغربية بقوة متهما إياها ب”تجاوز كل الحدود في سياستها العدوانية” ومؤكدا أن “هدف الغرب هو اضعافنا وشق صفوفنا وتدمير روسيا”.

ومضى الرئيس الروسي يقول “يتم اللجوء أيضا إلى الابتزاز النووي … أود تذكير الذين يقومون بتصريحات كهذه بأن بلادنا تملك أيضا وسائل دمار مختلفة بينها وسائل أكثر تطورا من تلك التي تملكها دول حلف شمال الأطلسي”.

وقال وزير الدفاع الروسي إن روسيا “تحارب الغرب أكثر منه أوكرانيا”.

ويشكل تنظيم استفتاءات في مناطق خاضعة للسيطرة الروسية في أوكرانيا والإعلان عن تعبئة جزئية في روسيا منعطفا في الغزو الروسي الذي بدأ في 24 شباط/فبراير.

ويكتسي إجراء الاستفتاءات لضم هذه الأراضي إلى روسيا أهمية مضاعفة كون العقيدة العسكرية الروسية تنص على إمكان اللجوء إلى ضربات نووية في حال مهاجمة أراض تعتبرها موسكو روسية.

ويرى مراقبون أن موسكو استخفت بقدرات الأوكرانيين على المقاومة خصوصا أن كييف تتلقى أسلحة من الدول الغربية.

وأتى خطاب بوتين بعدما تكبد الجيش الروسي خسائر في إطار الهجومات المضادة التي تشنها القوات الأوكرانية في منطقتي خيرسون في جنوب البلاد وخاركيف في شمالها الشرقي حيث اضطرت موسكو إلى تنفيذ عمليات انسحاب.

وقال شويغو الأربعاء إن الجيش الروسي خسر 5937 جنديا منذ بدء الغزو، وهي حصيلة أقل بكثير من التقديرات الأوكرانية والغربية التي تشير إلى مقتل عشرات آلاف الروس.

– “استفتاءات زائفة” –

على الأرض، تتواصل المعارك وعمليات القصف. واتهمت السلطات الأوكرانية روسيا بقصف موقع محطة زابوريجيا النووية الأكبر في أوروبا مجددا.

وعشية خطاب بوتين، أعلنت سلطات المناطق الانفصالية أو الخاضعة للاحتلال الروسي في أوكرانيا عن إجراء “استفتاءات” لضمها إلى روسيا بين 23 أيلول/سبتمبر و27 منه.

وستجرى هذه الاقتراعات في دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا فضلا عن منطقتي خيرسون وزابوريجيا المحتلتين في الجنوب.

وقد تعرض هذا الاعلان سريعا لانتقادات من أوكرانيا حيث خفف الرئيس فولودومير زيلينسكي من أهمية هذه “الاستفتاءات الزائفة”.

وانتقدت الدول الغربية هذا التدبير واعتبرت برلين الاستفتاءات “وهمية” وواشنطن بأنها “زائفة”.

ويجرى الاعداد لهذه الاستفتاءات التي ستكون على شكل تلك التي أضفت طابعا رسميا على ضم شبه جزيرة القرم (جنوب) إلى روسيا في 2014.

وقد تم تسريع الجدول الزمني مع الهجوم الأوكراني المضاد. وكان مسؤولون روس يتحدثون حتى الآن عن موعد الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر تزامنا مع يوم الوحدة الوطنية الروسية.

وأعلن بوتين عن الاستفتاءات على ضم المناطق المحتلة في الخطاب اليوم. وقال ” نحن ندعم قرار أغلبية المواطنين في جمهورتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين وفي منطقتي خيرسون و زابوريجيا”.

ومن جهتها قالت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن التعبئة الجزئية للجيش من أجل القتال في أوكرانيا تثبت أنه “في حالة يأس” ولا يسعى إلا إلى تصعيد الأزمة.

وكان بوتين أمر في وقت سابق اليوم بأول تعبئة لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية وأيد خطة لضم مساحات شاسعة من أوكرانيا مما يشكل تهديدا نوويا للغرب.

وقال بيتر ستانو المتحدث باسم السياسة الخارجية للمفوضية الأوروبية في مؤتمر صحفي “هذا مجرد دليل آخر على أن بوتين غير مهتم بالسلام وأنه مهتم بتصعيد حرب العدوان هذه”.

وأضاف “هذه أيضا علامة أخرى على يأسه من الطريقة التي يسير بها عدوانه على أوكرانيا… إنه مهتم فقط بالمزيد من التقدم ومواصلة حربه المدمرة، والتي كان لها بالفعل العديد من العواقب الوخيمة في جميع أنحاء العالم”.

 

من جهته قال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأربعاء أن التعبئة الجزئية لجنود احتياط روس تظهر أن الرئيس فلاديمير بوتين ينوي مواصلة “التصعيد” في الحرب على أوكرانيا وأنها تشكل “مؤشر يأس جديدا” لديه.

وأوضح بيتر ستانو الناطق باسم بوريل “الاعلان عن تعبئة جزئية للاحتياط وتأكيد الاستفتاءات (في مناطق محتلة في أوكرانيا) يشكلان إشارة واضحة موجهة إلى الأسرة الدولية خلال أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة على عزمه مواصلة حربه المدمرة التي لها تداعيات سلبية على العالم بأسره”.

وتابع ستانو “ستكون لهذه الخطوة تداعيات من جهتنا. الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عقدت اجتماعا تنسيقيا على هامش أعمال الجمعية العامة (للأمم المتحدة) في نيويورك”.

ولم يشأ ستانو إعطاء مزيد من التفاصيل، مشددا على “سرية” تفاصيل المناقشات.

وسبق أن فرض التكتل ست حزم من العقوبات الاقتصادية على روسيا، لكن توترات سجّلت مؤخرا بين الدول الأعضاء والمجر على خلفية معارضة الأخيرة اتّخاذ تدابير أوروبية إضافية ضد موسكو، علما بأن فرض العقوبات يتطلّب إجماع الدول الأعضاء.

وأضاف المتحدث “الأراضي المحتلة هي جزء من أوكرانيا التي لها كل الحق في إعادة فرض سلطتها فيها، والاتحاد الأوروبي مستعد لمواصلة دعمها عسكريا”.

من جانبها دعت الصين الأربعاء إلى “وقف لإطلاق النار عبر الحوار والتشاور”، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعبئة جزئية لاحتياطي الجيش الروسي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانع وينبين في مؤتمره الصحافي الدوري “ندعو كل الأطراف المعنيين إلى وقف لإطلاق النار عبر الحوار والتشاور، وإيجاد حل يراعي المخاوف الأمنية المشروعة لكل الأطراف في أسرع وقت ممكن”.

وقال المتحدث إن الصين تشدد على “وجوب احترام سيادة ووحدة أراضي كل البلدان، والتقيّد بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ومراعاة المخاوف المشروعة لكل البلدان بجدية، ودعم كل الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي للأزمات”.

وتابع “تدعو الصين الدول المعنية إلى حل خلافاتها بالحوار والتشاور، وتبدي استعدادها للعمل مع المجتمع الدولي لمواصلة أداء دور بناء على صعيد احتواء التصعيد”.

 

بدوره قال متحدث باسم البيت الأبيض الأربعاء إن الولايات المتحدة “تأخذ على محمل الجد” تهديد فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية في الحرب في أوكرانيا، معلنا أن عليه أن يتوقع “عواقب وخيمة” إذا لجأ إلى ذلك.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في مقابلة مع شبكة إي بي سي ABC: “هذا خطاب غير مسؤول من قوة نووية. … نحن نراقب وضعهم الاستراتيجي بأفضل ما نستطيع حتى نتمكن من تغيير موقفنا إذا لزم الأمر. لا شيء يقول حاليًا أن هذا الأمر ضروري”.

* ( ا ف ب)- رويترز ـ (د ب ا)

 

You might also like