المبعوثُ الأمريكيُّ يدشّنُ من الرياض مسرحيةَ إنقاذ الهدنة
المبعوثُ الأمريكيُّ يدشّنُ من الرياض مسرحيةَ إنقاذ الهدنة
متابعات| رصد:
بدأ المبعوثُ الأمريكيُّ الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، جولة في المنطقة بزيارة الرياض والتقى بولي العهد السعودي، تحت مظلة مزاعم واشنطن حرصها على تثبيت الهدنة وتوسيعها، والتأسيس عليها لعملية سلام شاملة توقف الحرب في اليمن.
التصريحات الأمريكية عبر مبعوثها الخاص كانت كاشفة لحقيقة الزيارة بعيدا عن المزاعم المفضوحة حول الحرص على الاستقرار في اليمن، حيث أكد ليندر كينغ حسب وكالات الأنباء السعودية كما صرح قبله سفير واشنطن لدى مجلس العليمي ، دعم الولايات المتحدة اللامتناهي لما وصفها بـ”الـشرعية” وهي التي تم التنكيل بها ورميها في سلة مهملات واشنطن لانتهاء صلاحيتها وعدم الجدوى منها في خدمة المشاريع الأمريكية في اليمن، واستبدالها بشرعية تتواءم مع المستجدات على الساحة العسكرية والسياسية، علاوة على ذلك فإن تأكيد ليندر كينغ على موضوع فتح طريق تعز وهو ما أقدمت على تنفيذه سلطات صنعاء عمليا ورفضه مجلس العليمي، يراد منه إعادة سقف مطالب صنعاء إلى نقطة الصفر، والتنصل عن الالتزامات التي تعهد بها التحالف بقيادة أمريكا في آخر تجديد للهدنة وافقت عليه صنعاء، من توسيع جهات الطيران من وإلى مطار صنعاء ودفع رواتب الموظفين.
ووفقا لبيان الخارجية الأمريكية فإن جولة ليندر كينغ ستشمل العاصمة العمانية مسقط، للتوسط من أجل تجديد الهدنة إلى ما بعد الثاني من أكتوبر، وهو ما تعهد به ليندر كينغ في تصريح له اليوم، في وقت لا تبدوا صنعاء متفاعلة مع مثل هذه الآمال الأمريكية، لا سيما بعد الانتهاك الصارخ لبنود الهدنة ومنع واشنطن والرياض من وصول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة وخلق أزمة خانقة عانت منها المدن التي تسيطر عليها سلطات صنعاء فضلا عن تنصل التحالف من فتح مسارات جديدة للرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء، والتلكؤ الواضح في موضوع دفع رواتب الموظفين.
وليس بعيدا عن الهدنة فإن المبعوث الأمريكية يهدف من خلال تمديد الهدنة ومحاولة لملمة الأوراق المبعثرة لمجلس العليمي ورأب الصدع المتفاقم، بعد أن فشل في ذلك فيما مضى من التجديد الأخير للهدنة حتى اليوم، وهو ما أكد عليه ليندر كينغ خلال لقائه بولي العهد السعودي بالحديث عن ما وصفه بضرورة وحدة “مجلس القيادة الرئاسي”، وبعبارة أدق إجبار المجلس من خلال المساعدة المالية والوديعة التي رفض تسليمها، وتحميله الرؤية الإماراتية الأمريكية بتمكين طارق صالح من المحافظات النفطية، لا سيما بعد أن تم التخلص من حزب الإصلاح في محافظة شبوة.
تتحلى سلطات صنعاء بأعلى درجات الحرص على إنهاء الحرب وتؤكد أن الخيار الاستراتيجي الذي تستخدمه بضرب المنشآت النفطية في دول التحالف ليس إلا في هذا الإطار، وهو ما لم تفهمه الولايات المتحدة، التي تنتهج مع صنعاء سياسة العصا والجزرة، حيث تدفع واشنطن بيد نحو تمديد الهدنة، وباليد الأخرى تعرقل ملف من ملفات الهدنة حتى إذا جاء موعد تجديد الهدنة يأتي ليندركينغ لتمديدها وما أن يتم التجديد للهدنة ويغادر ليندركينغ المنطقة ينتهكها التحالف بعد مغادرتها مباشرة، وهو السيناريو الذي تسعى لتكراره واشنطن كل مرة أملا منها في حدوث متغيرات داخل اليمن وفي العالم تمكنها الحرب على اليمن مجددا.