التحالُفُ يبدأ بتفكيك الانتقالي بعد تنكيلِه بالإصلاح
التحالُفُ يبدأ بتفكيك الانتقالي بعد تنكيلِه بالإصلاح
متابعات| تقرير*:
يسير المخطط الإماراتي السعودي في المحافظات اليمنية الجنوبية الخاضعة فعلياً لسيطرة التحالف وشكلياً للحكومة الموالية له، باتجاه مآلات كارثية، أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها تؤسس لصراعات دموية لن يكون من السهل وقفها إذا ما تنبّه لها أبناء تلك المناطق مبكراً،
فالأمر لم يعد مقتصراً على توجيه الحقد والكراهية نحو سلطات صنعاء وقواتها وأبناء المحافظات الشمالية بشكل عام، فلم يكن ذلك سوى مرحلة اقتضتها الضرورة لدخول التحالف تلك المناطق وإحكام سيطرته عليها، كونها تتوافر على أهم المواقع الاستراتيجية البحرية والبرية، ومنابع الثروات النفطية اليمنية السيادية، وهو ما حققته فعلاً الرياض وأبوظبي، إذ أن كل ذلك أصبح تحت سيطرتهما المطلقة حسب اتفاقات التقاسم، ويظهر جلياً الآن أن قطبا التحالف بدآ مرحلة جديدة من مخططهما بعد إنجاز نسبة كبيرة من المرحلة الأولى، فمن فرش لهما الأرض وروداً ومكنهما من التمدد داخل أرضه وبسط النفوذ على ثرواته والتحكم المطلق في تحركاته؛ أصبح هدفاً سهلاً ورخيصاً، وبمجرد أن ترى الإمارات والسعودية أن فصيلاً أو قائداً أو فرداً من أتباعهما أصبح عبئاً عليهما ولم يعد ذا جدوى أو منفعة تُرجى، تتم تصفيته بطريقة أو بأخرى، كما لو كان من سقط المتاع، وقد تكون تصفية أيٍّ من أولئك مستوجبة لمجرد أن يصبح الإنفاق عليه أكثر مما يجلبه من مصالح ومكاسب أيّاً كان نوعها، فجميعهم في حكم المستأجرين، وبالأثمان البخسة ما دام المقابل التفريط في سيادة وطن وإهدار كرامة شعب، فما يحدث هناك لا يخرج عن نطاق هذه التوصيفات، فقد دخلت كل الفصائل الموالية للتحالف دائرة التصفية، ويتم قتل بعضهم ببعض، وربما من دون أن يخسر التحالف شيئاً.
وحسب اعتمالات المشهد الجنوبي الآن، يبدو أن المجلس الانتقالي، التابع للإمارات، لم يتمكن من إتمام فرحته بما اعتبره بالأمس انتصاراً، في إطار حملته العسكرية للتنكيل بقوات الإصلاح- جنوباً وشرقاً- فقد تلقى إشارة قد تكون صافرة البدء لمرحلة تصفيته، حيث سقط أمس الثلاثاء أكثر من خمسة وثلاثين من مسلحي الانتقالي بين قتيل وجريح، بهجوم على إحدى نقاطهم العسكرية في منطقة أحور بمحافظة أبين، والتي كانت قوات المجلس سيطرت عليها في أغسطس المنصرم، في إطار السيناريو الإماراتي المتوقع للتخلص من أتباع أبوظبي وتصفيتهم بطرق مختلفة، “بعد تأديتهم واجبات الخيانة للدين والوطن”، حسب تعبير السياسي الجنوبي المقيم في سويسرا، ياسر اليماني، مسقطاً على وضعهم المخزي المثل الشعبي الساخر “حمار ومات بِكِراه”، ويعني الحمار الذي يموت تحت وطأة الثقل ولا يجني صاحبه سوى أجرة الحمولة القاتلة.
وتشير مصادر محلية إلى أن الهجوم على نقطة للحزام الأمني التابع للانتقالي الجنوبي، الممول إماراتياً، في منطقة أحور بمحافظة أبين، مخلفاً عشرات القتلى والمصابين، نفذته عناصر تابعة لتنظيم القاعدة المتطرف، الذي تتكدس عناصره في تلك المناطق بعد ما طردتها قوات صنعاء من محافظة البيضاء المجاورة، وتتلقى تمويلها ونفقاتها من الرياض وأبوظبي، إذ لا تزال ورقة يتم تحريكها إذا ما استدعت الضرورة، رغم أن الدولتين تضللان العالم برفع شعارات مكافحة الإرهاب، وأشار ناشطون جنوبيون إلى أن قوات الانتقالي أسرت بعض منفذي الهجوم على إحدى نقاطها في أحور، وكان أحدهم سعودي الجنسية، تم إعدامه في الحال، لأسباب لا تزال غير معروفة، ربما تكون في إطار تصفية حسابات بين أتباع الدولتين الخليجيتين، كما كشف الانتقالي هوية بعض المهاجمين وتحفّظ على البقية أيضاً لأسباب مجهولة، لكن ما هو غير مجهول بل معروف لدى الجميع أن هذه المجازر تتم في إطار تصفية التحالف أتباعه، بعد تفخيخهم جميعاً بحقد وكراهية مدفوعة بنزعات مناطقية ومذهبية ستجعلهم أكثر ضعفاً وشتاتاً وفق مقتضيات أجندة التحالف ومن يقف خلفه، وهي جزئية من مخطط تمزيق اليمن بشكل عام.
* YNP / إبراهيم القانص