تقرير يكشف من هو المستفيد الأول من تمديد الهدنة الأممية في اليمن
متابعات / تقرير
جولة جديدة تقودها الأمم المتحدة من أجل الوصول الى تسوية لإعلان تمديد الهدنة في اليمن للمرة الثالثة ، والى الآن تعلق صنعاء موافقتها على قبول التمديد بتحقيق الإشتراطات التي أعلنت عنها معتبرة إياها موقفاً مبدأياً لا تراجع عنه ، وهو الموقف الذي أكده رئيس المجلس السياسي في صنعاء مهدي المشاط حيث قال : انه من الضرورة البت في معالجة القضايا الإنسانية أولا، ومن أبرزها صرف الرواتب والفتح الكامل لمطار صنعاء الدولي وفك الحصار عن ميناء الحديدة وهي شروط الشعب اليمني كله للمضي في التمديد في ظل الانتهاكات، والتجاوزات المستمرة للهدنة الإنسانية من قبل التحالف ، مضيفا أن احتجاز دول التحالف لسفن المشتقات النفطية يضع الهدنة على المحك.
فيما يرى بعض المهتمين ، أن التحالف أيضا لديه اشتراطات، لكن ليس لديه ما يكفي من أوراق الضغط على الأرض، وفي النهاية نجد أن الضغط الدولي يرضخ لإملاءات أنصار الله، وخلال الأشهر الماضية من الهدنة شاهدنا تخريج الحوثيين لدفعات عسكرية جديدة وترتيب الوضع الاقتصادي في صنعاء والمناطق التي يسيطر عليها في شمال اليمن ، فيما نجد أن هناك حالة من التململ لدى المواطنين في المحافظات والمناطق الجنوبية بسبب تردي الوضع الاقتصادي وعدم وجود أي بوادر تحسن منذ مجيء مجلس القيادة الرئاسي الذي وضعه التحالف،
المصالح السعودية والإماراتية
ومن خلال القراءة الواعية والمتجردة من المصالح يرى البعض أن حقيقة ما يحدث هو أن دائرة المصالح المشتركة بين السعودية والإمارات هي التي تدفع الجهود الأممية الى الضغط على صنعاء لتمديد الهدنة خصوصاً والأمور ليست بالشكل الجيد بالنسبة للتحالف ،لتستعيد توازنها بعد الضربات الموجعة من صنعاء ، وإستثمار توقف المواجهات العسكرية لإعادة تترتيب تموضعها في الجنوب وتحافظ على مصالحها وتتخلص من الفصائل التي لم يعد لها حاجة أو التي لم تحقق لها على الأرض أي مكاسب ، فيما استطاعت صنعاء قراءة المشهد أكثر، وتعلم القيادة هناك أن الوضع في الجنوب سىء جدا ويمكن أن تندلع مواجهات عسكرية ويتم خلالها طرد مجلس القيادة الرئاسي من الجنوب بشكل عام، في أي وقت لأنه لم يحقق أي نتائج تذكر منذ توليه لتحسين الوضع الاقتصادي، لذا يمكن أن تنفجر الأوضاع في أي وقت ، وبالتالي فمن المؤكد أن كل هذه المؤشرات توضح أن السعودية والإمارات هما المستفيدان في الوافع من إستمرار الهدنة خصوصاً أن صنعاء لم تستهدف طوال الأشهر الماضية أي مصافي أو حقول نفط سعودية، أو مصالح إماراتية وهذا هو جوهر التمسك بتمديد الهدنة من جانب التحالف والدول الغربية وأمريكا، ومادون ذلك هو مجرد تغطية للحقيقة ومغالطات لا أكثر.
المبعوث الأممي ينفذ أجندة لا تخدم أي طرف في اليمن
ومنذ الخميس الماضي بدأ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، جولة جديدة في المنطقة استهلها بسلطنة عُمان، ومن المتوقع أن تشمل عدن جنوبي اليمن، والمملكة العربية السعودية، للدفع بجهود تمديد الهدنة.
الجدير ذكره أن المبعوث الأممي كان قد أعلن في الثاني من يونيو الماضي، موافقة الأطراف في اليمن، على مقترح أممي بتمديد الهدنة السارية في اليمن منذ الثاني من أبريل الماضي، لمدة شهرين إضافيين تنتهي مطلع أغسطس المقبل.
وتتضمن الهدنة المعلنة في الثاني من أبريل الماضي، إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
كما تتضمن الهدنة تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعيا. ، إلا أن صنعاء أنها قد التزمت بجانبها من الإتفاق في حين لم يلتزم التحالف بشيء من ذلك وتستمر بشكل يومي الإعلان عن خروقات في الميدان على الصعيد العسكري وكذلك عرقلة الرحلات المقرر انطلاقها من مطار صنعاء واستمرار احتجاز السفن النفطية ، وهو ما اعتبرته صنعاء تعمد لإفشال الهدنة وإطباق الحصار الإقتصادي ، وليس ببعيد عنها ما يحاك في الجنوب من مؤامرات عقدت المشهد أكثر تقدوها السعودية والإمارات بسرعة كبيرة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب غير مبالية بأي من حلفائها الذين وضعتهم في معترك الخلافات والصراعات التي أصبحت شبه يومية
المستفيد الأول من الهدنة هي أمريكا والسعودية والإمارات
ومع إدراك صنعاء لهدف التحالف وواشنطن بتمسكهم بتمديد الهدنة،التي ليست الإ لإيجاد وقت كاف من المراوغة والمماطلة فيما يتعلق بالبنود والإشتراطات التي قبلت على أساسها تلك الهدنة، الإ أن الفصائل الجنوبية لا تزال تراهن على دول التحالف وتمضي في التمسك بخيوط اللعبة التي تنذر بإنفجار دامي غير مسبوق في الجنوب بكله ، وفي المقابل تعمل بعض القوى الموالية للتحالف على الأرض تحضيرات واستعدادت للتصعيد وفقاً للتوجيهات السعودية والإماراتية و الأمريكية كتغطية لتحركات الامريكيين في باب المندب وبناء قواعد عسكرية في حضرموت ومناطق جنوبية أخرى .