اليمن: مؤشراتٌ على استئناف المعارك والضربات في “عُمق” دول التحالف
اليمن: عَدٌّ عكسيٌّ لاستئناف الحرب
متابعات| تقرير*:
مع بدء العدّ العكسي لانتهاء الهدنة الممدَّدة في اليمن، لا يبدو أن فرص تمديدها لمرّة ثانية، ستكون كبيرة، بل على العكس، إذ تُزاحمها فرص عودة الحرب، إن لم تكن متقدّمة عليها. ذلك أن قيادة صنعاء التي لم تقبل باتفاق وقف إطلاق النار، سواءً لدى إقراره أو تمديده لمرّة أولى، إلّا لداعي تخفيف الحصار المفروض على اليمن، لم تلمس أداءً جدّياً وحقيقياً على هذا الصعيد، بل كلّ ما واجهته هو محاولة لتفريغ الاتفاق من مضمونه، وفق تأكيد مصادرها. ولذا، فهي لا تجد نفسها ملزمة أو مضطرة للدخول في دوامة جديدة من التسويف والتعطيل، خصوصاً أن المهلة التي كانت وضعتها لنفسها للالتزام بالتهدئة، وهي أربعة أشهر لا تزيد ولا تنقص، بدت كافية لإعادة تنظيم صفوفها وترتيب أوراقها استعداداً، إن لم يكن لجولة جديدة من الحرب، فلِكباش ديبلوماسي غير سهل، لن يأتي البتّة مناظراً لِما سبقه. قد يساعد «أنصار الله» أن الأميركيين سيكونون شديدي الاهتمام بإقرار تمديد ثانٍ، على اعتبار أن الظروف التي أمْلت الأوّل لا تزال هي نفسها، لكن في المقابل فإن السعوديين لا يزالون يتصرّفون على أساس أنهم لم يخسروا الحرب، وهو ما يشي به طرْقهم أبواباً كثيرة من أجل دفع «أنصار الله» إلى التنازل. كما أن المملكة لم تيأس من إمكانية إعادة تشكيل قوّة منظّمة يمكنها مواجهة الجيش و«اللجان الشعبية»، على رغم الإخفاق الذي لا تزال تُمنى به جهودها على هذا الصعيد. وبحسابات الميدان، الذي لا تزال الكلمة الفصل له منذ سنوات، فإن «أنصار الله» استطاعت، خلال أسابيع الهدنة، تجنيد ما لا يقلّ عن ثلاثين ألفاً، توازياً مع التطوّر المستمرّ في قدراتها التسليحية، فيما التحالف السعودي – الإماراتي لا يزال عاجزاً عن إجراء عملية هيكلة عسكرية وأمنية كان يؤمل في أن تؤتي أُكلها بوجه «أنصار الله». وإذا كانت هذه هي الحال، فمن السهل توقّع نتيجة أيّ جولة جديدة، لن تأتي للسعودية بأفضل ممّا جنته خلال سبع سنوات.
* الأخبار