كل ما يجري من حولك

عن ليلةِ اقتحامِ الكونغرس: ترامب أمَرَ بإدخال المسلحين!

عن ليلةِ اقتحامِ الكونغرس: ترامب أمَرَ بإدخال المسلحين!

1٬538

متابعات| تقرير*:

في شهادة وُصفت بأنها الأخطر حتى الآن، ومن شخصية كانت على اطلاع على الكثير من النقاشات التي دارت داخل البيت الأبيض، كشفت كبيرة مساعدي رئيس الموظفين، كاسيدي هاتشينسون، بشهادة استمرت لساعتين متواصلتين أمام لجنة التحقيق وعرضت خلالها فيديو لـ 20 ساعة من الأدلة، عما حصل يوم 6 كانون الثاني/ يناير عام 2020، حين ترددت أصوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد خسارته بالانتخابات الرئاسية التي فاز فيها جو بايدن، بـ “أنا الرئيس”، مباركاً اقتحام مبنى الكابيتول بالسلاح “لن ندعهم يُسكتوا أصواتكم”.

في 20 كانون الثاني/ يناير من العام الحالي، رفضت المحكمة العليا الأميركية طلب ترامب بمنع تسليم الكونغرس وثائق متعلّقة بالاعتداء على مبنى الكابيتول، وعلى ما يبدو ان ترامب نفسه يعلم جيداً ما قد يذكر فيها من إفادات للشهود ومقاطع لكاميرات المراقبة وغيرها، وهو ما دفعه ليهاجم اللجنة النيابية التي تحقق بالهجوم في منتصف شهر حزيران/ يونيو الحالي.

“الأمور قد تسوء، وقد تسوء جدًّا”، بهذه الكلمات بدأت هاتشينسون، شهادتها أمام لجنة التحقيق، وهو التحذير الذي نقله إليها رئيس موظفي البيت الأبيض، مارك ميدوز، والتي تضمنت عدداً من الافادات عن تفاصيل ما جرى في ذلك اليوم:

ترامب كان يعلم

تضمنت شهادة كاسيدي، مجموعة من التفاصيل حول معرفة ميدوز ترامب، وعدد آخر من مسؤولي البيت الأبيض بالخطر الذي يمثله وإلمامهم بما سيفعله المحتجون في الأيام التي تلَت ذلك.

وكانت كاسيدي هاتشينسون تشكّل حلقة وصل أساسية بين البيت الأبيض وعشراتٍ من أعضاء الكونغرس، حيث حضرت اجتماعاتٍ لا حصر لها مع شخصيات اضطلعت بأدوار مهمة في “المؤامرة” التي حيكت لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومنهم ميدوز والمحاميان رودي جولياني وسيدني باول.

ترامب اعتدى على عميل في جهاز الخدمة السرية

الصحفي الأميركي بن جاكوبس، أشار في تقرير له على موقع “ڤوكس” ان ترامب كان مصراً على الذهاب إلى مبنى الكابيتول بعد خطابه الذي ألقاه خلال مسيرة “أوقفوا سرقة الانتخابات/Stop the Steal“، إلى الحد الذي دفعه إلى الإمساك بمقود السيارة وان يحاول قيادة سيارته الليموزين الرئاسية عنوة، ليقوم بعد ذلك بالاعتداء جسديًّا على عميل جهاز الخدمة السرية الذي حاول منعه من القيادة.

وتكمل هاتشينسون شهادتها بالقول “ترامب كان يظن أنه ذاهب إلى مبنى الكابيتول بعد خطابه الذي أدلى به في ذلك اليوم، لكنه اكتشف أن هذه الترتيبات أُلغِيت بمجرد عودته إلى الموكب الرئاسي بعد ذلك. وهو ما جعله يستشيط غضبًا لدرجة أنه صرخ قائلًا “أنا الرئيس الأمريكي الحالي، خذني إلى مبنى الكابيتول الآن” قبل أن يحاول قيادة السيارة الرئاسية بنفسه حينئذ. وعندما حاول عميل جهاز الخدمة السرية منعه من القيام بذلك، اندفع ترامب تجاهه وأمسك بترقُوتِه”.

ترامب لم يكترث باستحواذ المتظاهرين على السلاح

وبحسب الشهادة فإن ترامب “لم يكن سعيدًا لأن عددًا من المتظاهرين كانوا يشاهدون من خارج الجدار الأمني. وعندما أُبلغ أن السبب في ذلك هو أن من بين الموجودين في منتزه ناشونال مول” كانوا مسلحين ولا يريدون العبور من بين صفوف قوات الأمن للاقتراب من المنصة، استشاط ترامب غضبًا ليقول بعدها: “لا يهمني أن يكون لديهم أسلحة، فهم ليسوا هنا لإيذائي، أوقفوا التفتيش العسكري وأبعدوا الحواجز الأمنية اللعينة، حتى يتسنى لهم السير إلى مبنى الكابيتول”.

المحتجون ليسوا مخطئين ومايك يستحق الشنق

وتنقل كاسيدي ما سمعته عندما يتحدث ميدوز إلى أحد الموجودين بأن “ترامب ترامب يوافق المتظاهرين في هتافهم القائل “اشنقوا مايك بنس في مبنى الكابيتول”. مضيفةً ان ميدوز كان يقول “لقد سمعته يا بات، إن ترامب يعتقد أن مايك بنس يستحق ذلك، ولا يرى أن المحتجين الرعاع مخطئين.. لقد قال بأن الأشخاص الذين ارتكبوا خطأً في ذلك اليوم هم مايك بنس وأمثاله الذين لم يساندوه ويقفوا إلى جانبه”.

تخويف الشهود

لم يتوقف الأمر عند القنبلة التي ألقتها كاسيدي هاتشينسون، بل ان عضو الكونغرس ليز تشيني، قالت بأن هناك “جهود كانت تبذل لتخويف الشهود الذين جرى استدعاؤهم للإدلاء بشهاداتهم أمام اللجنة البرلمانية”، وعلى الرغم من انها لم تذكر أي من أسماء الشهود الذين تم التعرض لهم فإنها تابعت “أنا أحمي مَنْ أرغب في حمايته.. وسأستمر أتمتع بالنعيم في عالم ترامب. وقد ذكَّروني بضع مرات أن ترامب قرأ النصوص، وسيضع ذلك في الحسبان”.

ان هذه اللجنة المؤلفة بغالبيتها من الديموقراطيين، إضافة لعدد من الجمهوريين الوسطيين. من غير المتوقع أن تصل الى حلمها بصدور قرار يدين ترامب وبالتالي يمنعه من الترشح لولاية ثانية عام 2024. لكن الأكيد، انها الى جانب الغضب لدى شرائح المجتمع الليبرالية من قرار المحكمة العليا بإلغاء الإجهاض كحق قانوني. ستتيح للحزب الأزرق أن يشد اواصر قاعدته الشعبية قبل الانتخابات النصفية. خصوصاً في ظل حالة النقمة المتنامية داخلياً بسبب التضخم وارتفاع اسعار المحروقات.

* الخنادق

اقتحام الكونغرس
You might also like