كل ما يجري من حولك

أمواج ميديا: ليست السعوديّةُ وحدَها مَن تتحاورُ مع ايران في بغداد!

أمواج ميديا: ليست السعوديّةُ وحدَها مَن تتحاورُ مع ايران في بغداد!

886

متابعات| تقرير*:

يبدو أن الحوار الإيراني السعودي الذي يعقد في العاصمة العراقية بغداد، برعاية رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، يتطور من الشق الأمني الى الشق السياسي منه، وهذا ما يشرحه الكاتب علي هاشم في هذا المقال، الذي نشره موقع أمواج ميديا. وقد كشف فيه هاشم أن الحوار مع إيران لا يقتصر على السعودية فقط، بل هناك حوارات مع دول عربية أخرى، برعاية الكاظمي أيضاً.

وهذا نص المقال المترجم:

عاد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى بغداد، بعد 48 ساعة من الدبلوماسية المكوكية، لإطلاق المحادثات المتوقفة بين إيران والسعودية التي كان يستضيفها.

وأدى الكاظمي والوفد المرافق له فريضة الحج في مدينة مكة المكرمة، لدى وصولهم إلى المملكة العربية السعودية في 25 حزيران / يونيو. وفي المساء، التقى رئيس الوزراء العراقي مع مضيفه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود في جدة. وفي اليوم التالي، طار الكاظمي مباشرة إلى إيران، حيث استقبله وزير الكهرباء فور وصوله إلى طهران. في وقت لاحق من ذلك اليوم، استقبله الرئيس المحافظ (السيد) إبراهيم رئيسي، والتقى بشكل منفصل مع وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.

الرغبة المتبادلة للتقدم؟

وبحسب مصدر عراقي مطلع على المناقشات، فإن مهمة الكاظمي “لا تتعلق بالشأن الداخلي للعراق”، في إشارة إلى المأزق السياسي في بغداد وسط الاستقالات الجماعية لنواب التيار الصدري. وقال إن الرحلات إلى الرياض وطهران “تتعلق فقط بدفع الوساطة بين إيران والسعودية”، مؤكداً أن “هذا ما يفعله العراق بالفعل”.

شغل الكاظمي منصب رئيس الوزراء بالإنابة منذ أيار / مايو 2020، عندما تنحى سلفه عادل عبد المهدي (2018-20)، وسط احتجاجات حاشدة للمعارضة. بعد الانتخابات البرلمانية العراقية في تشرين الأول / أكتوبر 2021، ظلت الانقسامات داخل المعسكر السياسي الشيعي في العراق قائمة، حول ما إذا كان يجب أن تقوم الحكومة المقبلة على “أغلبية وطنية” أو شاملة للجميع، كما هو معتاد منذ عام 2003. ونتيجة لذلك، ظلت الحكومة القائمة برئاسة الكاظمي.

ووصف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، مباحثات رئيس الوزراء العراقي مع مضيفيه الإيرانيين والسعوديين بـ “البناءة”، قائلاً إن “الجانبين أظهروا أقصى درجات الإيجابية”.

كما شدد على أن الجولة المقبلة من المحادثات بين إيران والسعودية في بغداد، حيث التقى الجانبان منذ نيسان / أبريل 2021، “ينبغي أن تتم خلال الأسابيع المقبلة وليس الأشهر”. وبحسب المصدر، هناك إرادة مشتركة لدفع المحادثات إلى الأمام ورفع مستوى التمثيل، موضحاً: “هناك رغبة [في التقدم] والعراق يحاول تحقيقها، رغم أننا لا نعرف متى وكيف يمكن أن تتحقق”.

التحول إلى المسار السياسي

قطعت المملكة العربية السعودية العلاقات مع إيران في العام 2016، بعد أن اجتاح محتجون إيرانيون منشآتها الدبلوماسية، بسبب الإعدام المفاجئ لرجل الدين الشيعي السعودي المعارض نمر النمر. لكن خلال العام الماضي، التقى مسؤولون أمنيون إيرانيون وسعوديون كبار في بغداد في خمس جولات من المحادثات. وحتى الآن، ترأس الوفود المعنية رئيس المخابرات السعودية خالد الحميدان ونائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني “سعيد عرفاني”. وتجدر الإشارة إلى أن مصادر عربية أوضحت سابقًا لـ Amwaj.media أن جلسة تشرين الأول / أكتوبر 2021 في بغداد شهدت لقاء سكرتير المجلس الأعلى لمجلس الأمن القومي “علي شمخاني” مع وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير.

في أعقاب الجولة الأخيرة من المحادثات في 21 نيسان / أبريل، توقفت المناقشات وكانت هناك شكاوى من أنهم لن يذهبوا إلى أي مكان. هذا على الرغم من أن مصادر مطلعة أكدت في أوائل شهر أيار / مايو، أن الجانب السعودي قد وافق على استخدام إيران لسفارتها في الرياض مرة أخرى – ولكن مع تحذير واحد: لا يمكن استخدامها إلا في الأعمال المرتبطة بمنظمة التعاون الإسلامي ومقرها جدة. وتجدر الإشارة كذلك، بعد جلسة أيلول / سبتمبر 2021 في بغداد، وافقت المملكة العربية السعودية على دخول المسؤولين الإيرانيين إلى المملكة للعمل المرتبط بمنظمة المؤتمر الإسلامي بشكل صارم.

علمت Amwaj.media أن إيران تريد نقل الحوار الموجه للأمن حتى الآن إلى مرحلة سياسية أكثر، مع اجتماع على مستوى وزراء الخارجية. ومع ذلك، أشارت مصادر مطلعة إلى أن هذا ليس شيئًا يرغب الجانب السعودي في القيام به، ما لم يكن هناك تقدم جوهري في القضايا الحاسمة. كانت أكثر قضايا السياسة الخارجية إلحاحًا على الطاولة، هي الحرب في اليمن، حيث تقاتل المملكة العربية السعودية منذ سنوات حركة أنصار الله المدعومة من إيران والمعروفة باسم الحوثيين.

الأهم من ذلك، أن الاجتماعات في بغداد قد سبقتها اجتماعات موازية بين المسؤولين الأمنيين الإيرانيين والسعوديين في عمان، حيث تم تحديد جدول الأعمال للجلسات في العاصمة العراقية. ومع ذلك، بعد خمس جولات من المحادثات في العراق – مع اتفاق مبدئي على الخطوط العريضة لخارطة الطريق إلى أين يجب أن تسير الأمور – أدت التوترات الإقليمية إلى توقف مؤقت، حيث ينتظر كل جانب إشارات إيجابية من الآخر.

توسيع الحوار العربي الإيراني؟

بالإضافة إلى استضافة المحادثات الإيرانية السعودية والترويج لها، يسعى رئيس الوزراء الكاظمي أيضًا إلى تسهيل الحوار بين إيران والدول العربية الأخرى. في العام الماضي، ظهرت تقارير عن قيام بغداد بتنظيم عدة اجتماعات سرية بين مسؤولين من إيران ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب المملكة العربية السعودية. الآن، أكد مصدر عربي لـ Amwaj.media، أن العراق يستضيف حوارًا إيرانيًا أردنيًا منذ ما يقرب من العام، موضحًا أن المحادثات وصلت إلى مستوى “متقدم”. وأكد المصدر أن حوارا بين إيران ومصر سيبدأ قريبا.

من الجدير بالذكر أن أول وجهة خارجية لرئيس الدبلوماسية الإيرانية بعد توليه منصبه في آب / أغسطس 2021 كانت مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، حيث تم تصوير أمير عبد اللهيان إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ومن المتوقع أيضًا أن يشارك الكاظمي في القمة المقبلة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والقادة الإقليميين في أواخر تموز / يوليو. ومن المقرر أن تعقد القمة في السعودية وينظر إليها بعض المحللين على أنها محاولة لتشكيل تحالف عربي ضد إيران. وردا على سؤال عما إذا كان الكاظمي ذهب إلى طهران لتهدئة المخاوف الإيرانية من مشاركة العراق في مثل هذا التجمع، أكد المصدر العربي أن المهمة الوحيدة على أجندة رئيس الوزراء هي دفع الحوار الإيراني السعودي إلى الأمام. وأوضح أن “العراق ليس جزءًا من أي محور، بل هو جانب مستقل يساعد جميع الأطراف الأخرى على الاتفاق”، مؤكدًا أنه “لن تتم مناقشة أي شيء ضد إيران”، ولا أي شيء “يتعلق بالتطبيع” مع إسرائيل. وأكد المصدر أنه “سيكون هناك دعم لدور العراق في التوسط بين إيران والعالم العربي”.

في غضون ذلك، وصف مصدر دبلوماسي إيراني زيارة الكاظمي لطهران بأنها ناجحة، وقال لـ Amwaj.media إن الجمهورية الإسلامية تقدر جهود رئيس الوزراء. لكن المصدر شدد على أنه “يجب أن تكون هناك تحركات جادة من المملكة العربية السعودية حتى يسفر هذا المسار عن [نتائج]. طهران تدعم أي نوع من الحوار في المنطقة لأنه لا توجد خيارات أخرى سوى العيش معا وتطوير العلاقات بين الدول”. وخلص الدبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن إيران تعطي الأولوية للحوار الإقليمي لأن “المنطقة بحاجة إلى أن تكون مستقرة ومحكومة بالتفاهمات بدلاً من الخصومات والتوترات”.


* المصدر: أمواج ميديا

رئيسي والكاظمي
You might also like