نهايةُ العملاء تتجلّى في طرد صحفي من “إسرائيل”
نهايةُ العملاء تتجلّى في طرد صحفي من “إسرائيل”
متابعات| تقرير*:
لا يخفى على أحد أن الاضطرابات السياسيّة والأمنية غير المسبوقة في الكيان الصهيوني تدفعه إلى التشاؤم وإعادة النظر في سياسته في منح اللجوء لعناصر المعارضة الإيرانية، فوفقاً لصحيفة “التايمز أوف إسرائيل” العبريّة، فقد طُردت الصحفية اللاجئة ندى أمين بعد خمس سنوات قائلة للقناة 12 الإسرائيلية إنها صُدمت من المعاملة التي كانت تتلقاها من قبل السلطات الإسرائيليّة وليس لديها مكان تذهب إليه، فيما يواجه أحد الصحفيين الإيرانيين الذي لجأ إلى الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، خطر الترحيل الآن من قبل وزير الداخلية في حكومة العدو إيلت شاكيد، في تعاط إسرائيليّ قذر مع من قرر التخابر مع جهات أجنبيّة ضد وطنه.
تأتي تلك الأنباء في الوقت الذي تحدثت فيه صحيفة “كيهان” الإيرانيّة عن وجود عدة حالات تسلل وتجسس متأخرة بين بعض الوزراء الإسرائيليين والمستثمرين والمسؤولين السياسيين لمصلحة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، لدرجة أنّ الأجهزة الأمنية للكيان الصهيونيّ، بما في ذلك بعض اللاجئين الإيرانيين باتوا مشبوهين بالنسبة للعدو الذي يعيش حالة غير مسبوقة من الشك تجاه عملائه وحتى قياداته.
وما يؤكّد ذلك، قيام الشاباك (جهاز الأمن والاستخبارات الإسرائيلي) بإخبار الصحفيّ المتعاون مع الكيان الإسرائيليّ بمغادرة فلسطين المحتلة بزعم أنّ اللاجئ كان على اتصال بمسؤولي استخبارات إيرانيين، في أسلوب إن دل على شيء فهو يدل على حجم خُبث الكيان الذي يستخدم بعض العملاء لمصلحته وعندما يتم الانتهاء من خدمتهم فإنّه وببساطة متناهيّة يرميهم كأوراق محروقة، حيث إنّ محامي الصحفيّ الإيرانيّ وصف الاتهام بـ “جلد الجوز” وقال إنه “ذريعة” لإجبار أمين على مغادرة “إسرائيل”، مشيراً إلى أنّ الأخير تم استجوابه من قبل سلطات العدو ولم يتم القبض عليه من قبلهم، ولم يتم اتخاذ أيّ إجراء ضده، وهذا يدل باختصار على أنّه “لم يشكل أي تهديد كما تزعم تل أبيب، ولو كان كذلك لن يخرج من سجون المحتل الأرعن، فمن لا يرتكب أي “جرم” يسجن في زنازينهم حتى نهاية حياته ويتعرض للتعذيب والإذلال يوميّاً، فكيف الحال مع من يعادي العدو الذي يرتكب أبشع الجرائم دون أيّ رادع.
أيضاً، وحسب ما ذكرت “التايمز أوف إسرائيل” فإنّ اللجنة الإسرائيليّة التي نظرت في طلب الصحفيّ الإيرانيّ المتخابر مع الإسرائيليين لمنصب رسمي في إسرائيل صوتت بالإجماع على منحه الإقامة الدائمة في الأراضي الفلسطينيّة المسلوبة، وقد ادعت وزارة العدل التابعة للكيان في رسالة للجنة المذكورة أنه “مطلوب” في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وأن حياته معرضة للخطر في إيران، مضيفة إنّه مرشح “صالح” للإقامة الدائمة في “إسرائيل”، حيث غادر أمين بلاده متوجهاً إلى تركيا في عام 2014 وكتب مراراً منشورات على مدونة صحيفة “إسرائيل تايمز”، وفي صيف عام 2017 تواصل مع الصحيفة العبريّة زاعماً أنّ “حياته في خطر”، وقد أشار إلى أنّ منشوراته على موقع إسرائيليّ وكتاباته في أماكن أخرى، دفعت الشرطة التركية إلى استجوابه ثم إخباره بأنه سيطرد من تركيا، زاعماً أنّه يخشى من قيام السلطات التركية بتريحله إلى إيران حيث ستكون حياته في خطر.
وتحت مزاعم الخوف على الصحفيّ الإيرانيّ الذي حاول بشدّة التقرب من الإسرائيليين، قام المسؤولون الإسرائيليون بتسريع عملية التفتيش اللازمة، ومنحه وزير الداخلية حينها تأشيرة دخول إلى الأراضي الفلسطينيّة التي يحتلها العدو الغاصب، كما قام المسؤولون في القنصلية الإسرائيليّة في تركيا بترتيبات وصوله إلى “إسرائيل”، وقال لصحيفة إسرائيل تايمز إنه يتمنى أن يبدأ العملية الرسميّة للتحول إلى اليهودية، لكن ذلك اصطدم بجدار وفقاً لتوصيفه.
ولدى وصوله إلى “إسرائيل”، اضطر إلى تجديد تأشيرة “إقامته المؤقتة” كل ثلاثة أشهر ، متحديّاً السلطات في الحصول على وظيفة دائمة هناك، وكان قد تم الكشف يوم الاثنين الماضي عن أن وزير الداخلية الإسرائيلي أمر بإقالته، وقال الشاباك في تصريح للشبكة نفسها إنّ أمين أثناء إقامته في أحضان العدو كان قيد التحقيق بشأن اتصالاته بمسؤولين في المخابرات الإيرانية، وأنه تابع التواصل مع المسؤولين رغم التحذيرات الصريحة، فيما قال أمين للقناة 12 إنه تحدث مع أحد هؤلاء الأشخاص فقط، وأن الأمر كان يتعلق فقط بمسألة شخصية، وأنه ظل على اتصال لأنه كان صحفيًا وأنه نقل جميع المعلومات التي لديه للشاباك الإسرائيليّ.
في الختام، من غير المستغرب أن يقوم العدو الصهيونيّ وأجهزته الأمنيّة بهكذا تصرفات فبعد أن حصلوا من عميلهم على كل ما يريدون، لم يعد سوى خطراً يُهدد أمن الكيان، فالإسرائيلييون بحكم تجربة احتلالهم في الدول العربية لسنوات طويلة، يلعبون بقذارة على هذا الوتر، وإنّ “العسل” الموعود سرعان ما ينتهي بـ “الطرد، في معاملة مُخزية للمتخابرين بعد انتهاء مصالحهم الخاصة، وقد علمنا التاريخ أنّ مصير العملاء لا يمكن أن يكون سوى كما قرأنا، وهنا لابدّ من التذكير بما قاله الصحفيّ الإيرانيّ الفار:”لقد حطموا قلبي، ليس من المعقول أن تقول الحكومة الإسرائيليّة إنني خطر على المواطنين، عندما جئت إلى إسرائيل ، قاموا بنشر سجادة حمراء لي مثل الأميرات والملكات”.
* الوقت