تمديدُ وقف إطلاق النار في اليمن.. بارقةُ أمل في إنهاء الحرب
تمديدُ وقف إطلاق النار في اليمن.. بارقةُ أمل في إنهاء الحرب
متابعات| تقرير*:
وافقت الأطراف المتحاربة، الخميس، على تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهرين آخرين قبل ساعات فقط من انتهاء مهلة الشهرين لوقف إطلاق النار في اليمن. وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غراندبرج في بيان يوم الأحد “أود أن أعلن أن الأطراف المعنية ردت بشكل إيجابي على اقتراح الأمم المتحدة بتمديد وقف إطلاق النار في اليمن لمدة شهرين آخرين”.
ورحبت الأمم المتحدة والأطراف الدولية بالاتفاق، ورأوا فيه خطوة نحو النهاية الكاملة للحرب التي استمرت سبع سنوات في اليمن والأزمة الإنسانية الناتجة عنها. وفي هذا الصدد، رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، بتمديد وقف إطلاق النار، وشدد على أن “جمهورية إيران الإسلامية تأمل في أن ترى رفع الحصار بشكل كامل، وإقرار وقف دائم لإطلاق النار والانتقال إلى الحل السياسي”.” كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف بهذه الخطوة، قائلا إن وقف إطلاق النار “سيؤدي إلى بدء عملية سياسية وتحقيق سلام شامل يضمن الأمن والاستقرار في جميع أنحاء اليمن”. وبحسب منظمات الإغاثة العاملة في اليمن، “في الشهر الأول من وقف إطلاق النار وحده، انخفض عدد القتلى أو الجرحى في اليمن بأكثر من 50 بالمائة”. وقال جروندبرج في بيان إن الجانبين اتفقا على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتمديده “مما يمنح اليمنيين بصيص أمل في أن ينتهي هذا الصراع المدمر”. جدير بالذكر أنه نتيجة الدمار الواسع النطاق للبنية التحتية الاقتصادية والصحية في غارات التحالف الجوية والحصار الكامل لليمن، يعاني ملايين اليمنيين من الجوع ويحتاجون إلى علاج طبي فوري. وفقًا للأمم المتحدة، يعتمد حوالي 80 بالمائة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة. وبدأت الحرب في اليمن عام 2015 بهجوم التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن بدعم كامل من الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، بحجة إعادة الرئيس اليمني الهارب والمستقيل منصور هادي، مما أدى إلى عدوان دام سبع سنوات. وبحسب الامم المتحدة قتل الالاف بشكل مباشر او بسبب عواقب القتال.
استمرار المفاوضات حول رفع الحصار عن تعز
ويأتي الاتفاق على تمديد وقف إطلاق النار وسط محادثات مستمرة بين وفد من حكومة أنصار الله بقيادة صنعاء وممثلين عن حكومة عدن التابعة للسعودية في العاصمة الأردنية عمان. ويشار إلى أن موضوع رفع الحصار عن مدينة تعز وصنعاء الحصول على إيرادات البنك المركزي لدفع رواتب موظفي الحكومة وإزالة الموانع أمام الرحلات التجارية من مطار صنعاء هي محور محادثات عمان. وفي هذا الصدد، دعا مندوب الأمم المتحدة في بيانه، مشيرًا إلى ضرورة فتح الطرق وتسيير الرحلات الجوية التجارية، إلى “مزيد من الخطوات” من قبل اليمنيين لتطبيق وقف إطلاق النار بالكامل. وفقًا لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في 2 أبريل / نيسان، كان من المقرر استئناف الرحلات الجوية التجارية من مطار صنعاء الدولي، والتي تم إلغاؤها في عام 2016 بسبب حصار اليمن، برحلتين أسبوعياً. لكن بسبب التخريب الذي قام به الجانب السعودي، انخفض عدد هذه الرحلات، بحيث لم يكن خلال هذه الفترة سوى رحلة تجارية واحدة من صنعاء إلى القاهرة . منذ بدء وقف إطلاق النار، كانت هناك ست رحلات جوية فقط بين صنعاء وعمان، معظمها تحمل مرضى يمنيين. وعليه، فإن جماعة أنصار الله، التي لا تثق في حسن نية الجانب السعودي في الوفاء بالتزاماته، تتهم الرياض بمواصلة “الحصار” على اليمن، خاصة عبر إغلاق الأجواء اليمنية أمام الرحلات التجارية. من ناحية أخرى ، فإن إحدى القضايا المهمة في محادثات وقف إطلاق النار هي فك الحصار عن تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن، وإعادة فتح الطرق حول تعز وأجزاء أخرى من اليمن هي جزء من اتفاق وقف إطلاق النار. وفي الجولة الأولى من المحادثات أواخر الشهر الماضي، فشل الجانبان في الاتفاق على إعادة فتح طرق المواصلات بين تعز ومناطق أخرى. لكن رغم الإعلان عن عدم التوصل إلى الاتفاقيات الضرورية، أعلنت حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية أنها تتخذ إجراءات أحادية الجانب لإعادة فتح طرق النقل في تعز.
وبحسب وسائل إعلام يمنية، التقى المشير مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، وزير الإدارة المحلية علي القيسي، وشدد على ضرورة إعادة فتح الطرق لتخفيف معاناة المواطنين في تعز والمحافظات الأخرى المغلقةبسبب هجمات التحالف والمرتزقة، وأعلنوا استعدادهم لأخذ زمام المبادرة من جانب واحد في حال استمرار أعمال المرتزقة التخريبية. واتهم المشاط مرتزقة تابعين لحكومتي عدن والسعودية بتحصيل أموال بطريقة غير مشروعة من المواطنين بواسطة قطع طرق مواصلات تعز، وأكد أن من الواضح لأهالي محافظة تعز اليوم أن المعتدين ومرتزقتهم يصرون على التسبب بمعاناتهم. وقال الرئيس المشاط “نؤكد اننا سنكون مع كل ما يخفف من معاناة اخواننا من محافظة تعز وباقي المحافظات”. قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء، إن المسؤولين الحكوميين في تعز بدأوا في إزالة السدود والحواجز الترابية على الأطراف الشمالية لمدينة تعز لفتح طريق بطول 12 كيلومترًا. وقال صلاح عبد الرحمن باجش، الذي عينته حكومة صنعاء محافظا لتعز، إن الطريق الذي سيتم فتحه سيخفف من معاناة المواطنين، خاصة المرضى والمواطنين الذين يدخلون المحافظة ويغادرونها.
* الوقت