كل ما يجري من حولك

أمريكا تتجه بسرعة نحو الحرب الأهلية ومجزرة أطفال تكساس الأخيرة قد تكون البداية

لماذا لا تتكرر هذه المجازر الا في أمريكا؟ ولماذا لا نصدق دموع بايدن الكاذبة حزنا على الأطفال الضحايا؟

1٬454

متابعات| وكالات*:

تعيش الولايات المتحدة، ومنذ نشأتها، على مبدأ الحروب، وارتكاب المجازر، والترويج لثقافة العنف عبر تشريع بيع السلاح وامتلاكه، بحيث بات في مقدور مراهق لا يزيد عمره عن 18 عاما مثل الذي ارتكب مجزرة مدرسة روب الابتدائية في يوفالدي بولاية تكساس امس على شراء بندقية رشاشة، واطلاق النار على التلاميذ وقتل 18 طفلا، وثلاثة بالغين، وهو نفس المبدأ الذي ينطبق على صادرات السلاح الى مختلف الدول المارقة في العالم.

نشرح اكثر ونقول ان أمريكا الدولة البيضاء العنصرية قامت على جثامين 50 مليون هندي احمر جرى اعدامهم في اكبر مجازر التطهير العرقي في التاريخ، قديمه وحديثه، وعندما انتهت من هذه المهمة الدموية نقلت حروبها ومجازرها الى الخارج ابتداء من اليابان وفيتنام ومرورا بافغانستان والعراق وسورية وليبيا والقادم أخطر.

الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ متأثرا اثناء حديثة عن المجزرة المذكورة آنفا، وكأنها المجزرة الأولى من نوعها، واعترف ان مثلها نادر الحدوث في أي دولة أخرى، وهذا اعتراف بأن هذه الظاهرة باتت مقصورة على الولايات المتحدة دون غيرها، لتغلغل نزعات القتل في نفوس مواطنيها الأمر الذي يؤكد ان الخلل مغروس في الثقافة والتعليم، ووسائل التنشئة والتربية للأطفال والمجتمع بشكل عام.

ما نريد قوله ان الأزمة، وجذور العنف الأمريكي، لا تعود الى لوبي السلاح وسيطرته وقوته فقط، وهو قوي ومسيطر فعلا على الحكومات والمؤسسات الامريكية، وانما في ثقافة الدولة، وطابعها العنصري الذي تتداوله الأجيال عاما بعد عام.

البروفيسور الباحثة باربارا وولتر التي أمضت 30 عاما في دراسة الحروب الاهلية حول العالم قالت في احدث كتبها الذي صدر في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي (الحروب الاهلية وكيف نوقفها) ان الدولة الامريكية باتت تقف في الوسط بن الديمقراطية والاستبداد، أي (انو ديمقراطية)، وتتجه بسرعة نحو الحرب الاهلية وانتشار العنف، وتقترب من التمرد المفتوح والحرب الاهلية، ولكن بصورة مختلفة عن حروبها الاهلية السابقة، لأنها ستكون حربا اكثر دموية.

ختاما، نستغرب استغراب الرئيس بايدن وحزنه بعد اطلاعه على تفاصيل مجزرة مدرسة تكساس الابتدائية، ولا يمكن ان نصدق هذا الحزن المفتعل على الأطفال الضحايا، لأنه كان من ابرز المؤيدين لحرب العراق وتقسيمه، ولم يذرف دمعة واحدة على 300 ضحية في مجزرة ملجأ العامرية الذي قصفته الطائرات الامريكية في بداية الحرب، معظمهم من الأطفال والنساء، وتفحمت جثثهم.

العد التنازلي لنهاية جمهورية الرعب الامريكية تتواصل وتتسارع داخليا بهذه المجزرة المتكررة، وخارجيا بإشعال فتيل الحرب الأوكرانية، وربما حرب تايوان لاحقا، الامر الذي قد يؤدي الى مقتل عشرات الملايين، ان لم يكن اكثر في المستقبل المنظور.. والله اعلم.

* رأي اليوم

You might also like