شعبيةُ الحوثيين تصلُ إلى مناطق التحالف.. وقدراتُهم تثيرُ إعجابَ القيادات
شعبيةُ الحوثيين تصلُ إلى مناطق التحالف.. وقدراتُهم تثيرُ إعجابَ القيادات
متابعات| تقرير*:
تتقدم سلطات صنعاء في مواقفها السياسية بخطى واثقة، سواء في ما يتعلق بمواجهتها حرب التحالف بكل أشكالها، وغلق أبواب المساومة على أي من شروطها لوقف الحرب وتحقيق السلام، أو على مستوى المفاوضات بشأن أيٍّ من ملفات الحرب الدائرة منذ سبعة أعوام، مكتسبة تلك الثقة من ثبات المواقف والالتزام بما يتم الاتفاق عليه،
خصوصاً أنها تخوض المفاوضات من موقع المنتصر بعد فرضها خيارات حاسمة في ميدان المواجهات العسكرية، تغيرت بموجبها المعادلات على الأرض، مجبرةً التحالف على إعادة حساباته التي يتكشف تباعاً أن غالبيتها كانت خاطئة، منذ قرر بدء عملياته العسكرية، وأبرزها استخفافه وتقليله من شأن قدرات صنعاء على المواجهة، حيث اعتمد في حساباته على الضعف الذي كان حاصلاً بسبب اضطراباتها الداخلية ووضعها الاقتصادي الهش من الأساس، وفي الوقت نفسه مراهنته على ما يمتلك من الأموال التي اشترى بها الكثير من الولاءات داخل اليمن، وكذلك النفوذ الذي حققه إقليمياً ودولياً، فضلاً عن ترسانة الأسلحة التي يمتلكها والأعداد المهولة من المقاتلين الذين حشدهم من مختلف الجنسيات، إلى درجة أن السعودية التي تقود التحالف وعدت الإدارة الأمريكية، التي تقف خلفها وتدعمها، بأنها ستحسم الحرب خلال أسابيع.
وفي وقت انساق التحالف خلف حساباته الخاطئة، راهنت صنعاء على مشروعية وعدالة قضيتها في الدفاع عن سيادة واستقلال البلاد، باعتبار الحرب جملةً وتفصيلاً تدخلاً في شئونها وانتهاكاً لسيادتها واستقلالها، وشكلاً من أشكال الوصاية الأجنبية على قرارها، وظلت تواجه على هذا الأساس كموقف مبدئي، حاملةًعلى عاتقها المضيّ قدماً في تحقيقه والانتصار له، الأمر الذي يعتبره مراقبون أحد الأسباب الرئيسة التي أجبرت التحالف على البحث عن مخرج من الورطة التي اقتنع متأخراً أنه غارق في وحلها، مستعيناً بالمجتمع الدولي والمنظمات الأممية في طرح المبادرات باتجاه إحلال السلام وضمان خروجه من المأزق ولو بالقليل من ماء الوجه، والتي كان آخرها الهدنة الإنسانية التي تبنتها الأمم المتحدة ودخلت حيّز التنفيذ بدءاً من مطلع شهر إبريل الماضي، والمزمنة بشهرين قابلة للتمديد، وكالعادة التزمت صنعاء ببنود الهدنة، بينما ظل التحالف يرتكب الخروقات باستمرار قصف بعض المناطق الحدودية والتصعيد العسكري جنوب مدينة مارب، واستمرار تحليق طيرانه التجسسي الحربي في الأجواء اليمنية، وكان آخرها في سماء العاصمة صنعاء، والتي تمكنت دفاعاتها الجوية من إسقاط إحداها مساء أمس، وتسبب سقوطها في مقتل وإصابة ستة مدنيين.
وبينما يستمر التحالف في الالتفاف والتحايل على الهدنة الأممية المشارفة على الانتهاء، وإعاقة أي جهود باتجاه إحلال السلام ووقف الحرب؛ تواصل صنعاء التحرك من موقع القوة وفي إطار الخيارات التي فرضتها بشأن كل المسارات التفاوضية، مستندةً إلى عدالة قضيتها وواحدية قيادتها وولائها، في وقت تتخبط القوى الموالية للتحالف والمنقسمة فيما بينها بحكم انقسام ولاءات مكوناتها وفصائلها بين قطبي التحالف، الإمارات والسعودية، بشكل مثير للشفقة، إذ لا يملك أي طرف قراره ولا يستطيع العودة إلى ما يحفظ سيادة أرضه واستقلالها، كون الجميع اختاروا طريق التبعية للتحالف غير عابئين بمصير بلادهم وأرضهم التي أصبحت مفتوحة ومستباحة لقوات متعددة الجنسيات، مكتفين بإطلاق صفة “المناطق المحررة” في وسائل إعلامهم، في وقت تكتظ كل منطقة بتواجد أجنبي ينتهك السيادة أمام أعينهم بل وبمباركتهم، إلى حد اختلاط المفاهيم بشأن ممن تم تحريرها، كون القوات الأجنبية تحظى بالترحيب والرعاية والحماية رغم إدراك الجميع أهداف تواجدها.
أصبح التخبط المتواصل للقوى الموالية للتحالف في مناطق سيطرته، جنوب وشرق اليمن، مدعاة للسخرية، وبشكل غير متوقع يتلقى التحالف والقوى الموالية له، التي يختارها حسب مواصفات تضمن استمرار ورعاية مصالحه في اليمن، هجمات متواصلة من قيادات محسوبة على مكوناته وفصائله، مبدية سخريتها من الصراعات القائمة بين فصائل التحالف في عدن وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرته، والتي تُفشل أي جهود لتحسين الأوضاع، حيث ذكر القيادي في المقاومة الجنوبية، عادل الحسني، أن المجلس الرئاسي الذي تمخض عن مشاورات الرياض الأخيرة، لن يكون أكثر من نسخة جديدة من سلطة هادي، كونه لا يملك قاعدة شعبية حقيقية تجعل الناس يلتفون حوله.
في السياق، أشاد الحسني، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة بلقيس، التابعة لحزب الإصلاح، بقدرة الحوثيين على إدارة شئون المناطق الواقعة في نطاق سيطرتهم، موضحاً أنهم استطاعوا فرض الأمن والاستقرار، مؤكداً أن ذلك يُعدُّ أهم ميزة يحتاجها أي طرف لقيادة البلاد.
القيادي الحسني لفت أيضاً إلى التكتلات التي تدعم الإمارات والسعودية تشكيلها داخل محافظة المهرة، وهي مجاميع من أبناء الضالع ويافع، في إطار مخطط للسيطرة على المحافظة على غرار ما حدث في أرخبيل سقطرى، موجهاً النصيحة لأبناء الضالع ويافع بأن يكونوا مواطنين صالحين، مشدداً على أن الأموال الإماراتية والسعودية التي وصفها بـ”القذرة” لن تنفعهم.
YNP – إبراهيم القانص