صنعاء تقدّمُ مبادرةً بالافراج عن الأسرى قبل عيد الفطر.. هل يستجيب التحالف ليد السلام؟
صنعاء تقدّمُ مبادرةً للافراج عن الأسرى قبل عيد الفطر.. هل يستجيب التحالف ليد السلام؟
متابعات| تقرير:
شهد العام 2021 أحداثاً ساخنة على الساحة اليمنية أبرزها التقدم الميداني في مأرب والعمليات الجوية للجيش اليمني واللجان الشعبية التي استهدفت العمق السعودي سواء عبر الصواريخ البالستية أو الطائرات المسيرة، في ظل تحولات دراماتيكية في القوة والفعل اليمنيين، والتی کانت اخرها اتفاق وقف اطلاق النار لمدة شهرين وفتح مطار صنعاء الدولي والتي جعلت الكفة تميل بالمطلق لصالح صنعاء، مع ذلك، لا تزال السعودية مغمضة عينيها عن حقيقة ما يجري في الميدان، رافضة، لعلة استعلاء كامنة في رؤوس حكامها، الإقرار بأن الحرب انتهت عملياً بهزيمة شنيعة لها، وأن استمرارها مجرد مكابرة لن تفضي إلا إلى مزيد من الخسائر للرياض، ومِن خلفها حلفاؤها الغربيون، حيث تمضي الرياض باعلان دعائي عن وقف الحرب باليمن في محاولة فرض واقع استسلام كامل ليس في جعبتهما أدنى مكسب يخولهما ولو مجرد التحدث به وسط تخبط في مناطق سيطرة التحالف السعودي في اليمن وانسحابات من بعض المناطق حيث مع كل تقدم الجيش اليمني واللجان الشعبية يقابله إضراب للمحال التجارية جنوب اليمن تنديدًا بانهيار العملة الوطنية وتدهور الأوضاع المعيشية.
وحول هذا السياق، واصلت صنعاء تقديم المبادرات الأحادية المتعلقة بملف الأسرى، حيث قدمت عرضاً جديدًا لتبادل المئات من الجانبين قبل حلول عيد الفطر المبارك. وفي بيان مقتضب، أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، عبدالقادر المرتضى، عن عرض جديد لعقد صفقة تبادل تتضمن الإفراج عن مئات الأسرى من الطرفين قبل حلول عيد الفطر. وقال المرتضى في بيانه المقتضب: نظراً للتأخر الحاصل في إجراءات تنفيذ اتّفاق تبادل الأسرى فقد تقدمنا بعرض جديد لقوى العدوان عبر الأمم المتحدة يقضي بالإفراج عن 200 أسير من كُـلّ طرف قبل عيد الفطر المبارك. وتابع المرتضى في بيانه “ليكون العرض مقدمة إيجابية للتنفيذ الكامل للاتفاق”. وأكد أن صنعاء تنتظر الرد الإيجابي من الطرف الآخر، الذي يسعى دوماً لعرقلة ملف الأسرى على غرار باقي الملفات الإنسانية التي يعاني من ورائها أبناء الشعب اليمني، بمن فيهم الموالين للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
ويأتي عرض المرتضى بعد أقل من 48 ساعة على مبادرة من طرف واحد أطلقت خلالها صنعاء عشرات الأسرى بتوجيهات من قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، تزامناً مع قرب حلول عيد الفطر المبارك، حَيثُ أفرجت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، أمس الأول، عن 42 من أسرى قوى العدوان، وذلك كمبادرة من طرف واحد، تجدد التأكيد على حرص الطرف الوطني على إحلال جهود السلام ومداخل الثقة. وخلال عملية الإفراج أوضح رئيس اللجنة عبدالقادر المرتضى في تصريح صحفي، أن اللجنة وبمبادرة إنسانية من طرف واحد أفرجت عن 42 أسيراً من قوى العدوان، حصلوا على عفو من قائد الثورة عبدالملك بدر الدين الحوثي، بمناسبة شهر رمضان واقتراب عيد الفطر المبارك. وقال: “إن الإفراج عن أسرى من قوى العدوان، رسالة إيجابية نأمل أن يتلقاها الطرف الآخر بإيجابية مماثلة ويبادر في الإفراج عن عدد من الأسرى والمعتقلين الموجودين لديه”.
وأشار المرتضى إلى أن مبادرة الإفراج عن الأسرى رسالة إنسانية للأمم المتحدة والطرف الآخر للمضي قدماً في تنفيذ الاتفاق الذي تم برعاية أممية بشأن الأسرى. وأكّـد رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى حرص اللجنة على إنجاح الاتفاق الذي تم برعاية الأمم المتحدة بشأن ملف الأسرى وتنفيذه وإنجاحه. كما فضح رئيس لجنة شؤون الأسرى في صنعاء “عبد القادر المرتضى” ، اليوم السبت، حقيقة افشال السعودية لـ 80 صفقة لتبادل الأسرى بين الطرفين كانت ستحرر 900 أسير. المرتضى قال في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن “80 عملية تبادل محلية للأسرى فشلت وكانت ستحرر 900 أسير من الطرفين بسبب المنع السعودي المتكرر بين الحين والآخر لعمليات التبادل المحلية”. وفي تغريدته أكد المرتضى، نجاح 60 عملية تبادل محلية تحرر فيها 400 أسير من أسرى صنعاء. كما اتهم رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى عبدالقادر المرتضى اليوم ، تحالف العدوان بالانقلاب على اتفاقية تبادل الأسرى الموقعة نهاية العام المنصرم ورفض تنفيذ الاليات التنفيذية للاتفاقية.
وأكد المرتضى في تصريحات صحفية بأن تحالف العدوان يحاول الالتفاف على اتفاقية الأسرى ، من خلال المماطلة في تسليم الافادات المطلوبة والمقرة من اللجنة المشتركة. وأشار المرتضى إلى وجود خلافات بين طرفي تحالف العدوان تهدد بانهيار اتفاقية الأسرى ، كاشفا عن رفض أحد طرفي تحالف العدوان على تسمية النظام السعودي لهادي هيج كممثل العدوان في اللجنة والذي كان تعيينه بقرار سعودي ، مشيرا الى أن النظام الإماراتي رفض التعاطي مع الهيج بحجة انتمائه لتنظيم الإخوان المسلمين. ولفت المرتضى إلى أن النظام الإماراتي رفض تسليم أي أسماء أو بيانات خاصة بالأسرى ضمن الكشوفات التي طُلبت من “هادي” ممثل تحالف العدوان، أكان منها ما يخص الأسرى والمعتقلين لديه ، أو الأسرى من مرتزقته لدى الطرف الوطني.
المرتضى طالب الأمم المتحدة بتحديد موقفها إزاء مماطلة العدوان ، مؤكدا بأن اللجنة الوطنية ستعلن موقفها في حال انتهت المدة الزمنية للتنفيذ قبل إحراز أي تقدم بهذا الشأن. المرتضى أشاد بصبر أهالي الأسرى والمعتقلين والمخطوفين ممن يتساءلون عن وجود ذويهم ضمن كشوفات اللجنة ، وقال نؤكد بأن اللجنة الوطنية تعمل منذ بداية العدوان وأنها أدرجت جميع الأسرى في كشوفاتها وبياناتها. ولقد كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن الأمم المتحدة نظمت على مدى الأسابيع الماضية مفاوضات مباشرة بين وفدي صنعاء و”هادي”، وحققت توافقا مبدئيا على بعض الأسماء، لكن انتهاء المباحثات دون تحقيق تقدم يذكر يشير إلى انهيار ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية. ولقد أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، “مارتن غريفيث”، يوم الأحد الماضية، عن خيبة أمله لانتهاء جولة مشاورات بين الحكومة اليمنية المستقيلة وحكومة صنعاء، دون اتفاق على تبادل للأسرى، فيما تبادل الطرفان اتهامات بالمسؤولية عن الفشل.
كما علق عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء “محمد علي الحوثي” على ما اعتبره إفشال التحالف لمفاوضات تبادل الأسرى. وقال “الحوثي” في تغريدة على تويتر، مساء يوم السبت الماضي، إن “افشال العدوان إنجاز التبادل مقابل التبادل في ملف الأسرى الانساني يبعث رسالة بعدم الجدية في الحلول”. وأضاف، إن ذلك “يؤكد أن دعوات السلام التي تطلق لم يترافق معها برامج عملية ولا حلول واقعية ودليل عدم الجدية لإيقاف المأساة اليمنية لإيقاف العدوان وآثاره“. وعلى صعيد متصل، يرى الصحفي والكاتب اليمني “حميد رزق” أن حكومة “منصور هادي” المستقيلة لا يملكون جديداً ليقدموه غير التصعيد العسكري والتعنت في أي بادرة لعودة الحل السياسي، مشيراً إلى أن فشل مفاوضات الأردن ضمن سياق تفكير حكومة الفنادق التي تقابل جهود المجتمع الدولي دائماً بالتصعيد ومحاولات فرض أمر واقع جديد.
* الوقت