كل ما يجري من حولك

مساعٍ أمريكي لتمديد الهُدنة في اليمن وتجميد الحرب.. التفاهماتُ الروسية الخليجية الهشة نحو السقوط

مساعٍ أمريكي لتمديد الهدنة في اليمن وتجميد الحرب.. التفاهماتُ الروسية الخليجية الهشة نحو السقوط

1٬218

طالب الحسني

التحولات الكثيرة والكبيرة في الحرب على اليمن تحاصر فكرة ان كانت هذه الحرب مستمرة أو أنها ستتوقف ابتداء من تمديد الهدنة القائمة منذ مطلع أبريل الجاري

علينا التوقف أولا عند المتغيرات الاقليمية والدولية التي تفرض نفسها على العالم ، وأولها الحرب الروسية الغربية بشأن اوكرانيا ، وهي متغيرات تعيد تشكيل الخارطة الدولية كيفما كانت النتائج من هذا الصراع المحتدم .

التموضع الخليجي ” السعودي والاماراتي ” تحديدا من الازمة الشرقية الغربية بالاصح ليس نهائيا حتى الآن ، جزء من هذا ” عدم اليقين  ” يتعلق بصورة كبيرة منه بغرق الدولتين الخليجيتين في الحرب على اليمن ، فالرياض كانت تعتقد وربما لا تزال أن بمقدورها فرض معادلة زيادة إنتاج النفط مقابل زيادة ونوعية الدعم الأمريكي الأوروبي العسكري والسياسي في الحرب التي تقطع عامها الثامن .

التقدير الأمريكي الواضح أن الحرب مستعصية في اليمن وان الصحيح الذهاب نحو الاحتواء ” الطويل ” عبر تجميد النيران عند حدودها الحالية ، والهدنة بصورتها الحالية ، رفع الحصار الجزئي ووقف العمليات العسكرية بما في ذلك الهجمات اليمنية العنيفة على النفط الخليجي ، محور الاهتمام الامريكي والاوربي في الازمة مع روسيا .

في هذا السياق ورغم الكثير من المستجدات في الازمة السعودية الامريكية والتي وصلت إلى انقطاع التواصل بين الرياض وواشنطن ، فإن التفاهمات السعودية الاماراتية مع روسيا الهشة في طريقها إلى السقوط دون ان تربح السعودية دعما جديدا في الحرب على اليمن ، يكفي فقط تمديد الهدنة ، والتمديد مسعا  امريكي واوروبي يجري العمل عليه بما في ذلك منح العاصمة العمانية مسقط دورا مركزيا في إرساء الهدنة ووضع صيغ لتمديدها ، من هنا سنفهم جزء من مهمة الوفد العماني الذي وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء للقاء القيادة السياسية هناك .

ما يهدد هذه المساع أن التشكيلة التي صاغتها الرياض وأبوظبي لقيادة الحلفاء ” المحليين ” في اليمن ، بعد انتزاع السلطة من هادي إلى مجلس مشكل من رؤوس الحرب يهدف إلى التصعيد العسكري في الداخل اليمني ، في حين أن فرص تقدم هذه التشكيلة الجديدة محدودة ، بل وقد تساهم في سقوطهم عسكريا اذا لم يكن هناك تغطية جوية يقوم بها التحالف كالمعتاد ، عدم التغطية الجوية احتمال ضعيف ووجوده سيسقط الهدنة لأنه سيشكل خرقا كبيرا لها .

الهدنة المزمنة بشهرين تخدم صنعاء بدرجة رئيسية ، خاصة أنها ترتبط بكسر الحصار ، وهي الهدف الرئيسي لها ، إذ أن العمليات العسكرية التي أعلنتها صنعاء واستهدفت ارامكو في سبع محافظات سعودية كان عنوانها ، كسر الحصار ، بينما تمديد الهدنة مرفوض يمنيا

اليمن يدرك لحد كبير أن الوضع العالمي القائم يصب في صالحه إذا صعد من العمليات العسكرية للضغط على السعودية لإنهاء الحرب وليس تجميدها ، والسقف المطروح هو قطف انتصارا كاملا وليس نصف انتصار مهدد مستقبلا ، بالتالي نحو أمام عودة عنيفة للعمليات العسكرية، وهي عودة  حتمية بعد استراحة المحاربين اليمنيين وتعبئة وقود لازمة للاستقرار على مدى أشهر ،  المشتقات النفطية التي ستدخل اليمن خلال مرحلة الهدنة تكفي على حد أدنى لـ 8 إلى 10 أشهر

ثمة فرصة أمريكية سعودية للانسحاب من الحرب عبر إعلان  التحالف إنهاء العمليات العسكرية في اليمن وتحويل الدعم العسكري للأدوات في الداخل بعد إعادة المجلس الجديد المشكل سعوديا إلى عدن ، والعودة مجددا لاعتبار الحرب يمنية يمنية ، وهي رغبة سعودية ملحة ظهرت بشكل أقوى مؤخرا ، فالرياض لا تريد الجلوس على طاولة المفاوضات مع صنعاء .

خلف هذه الأكمة تسليم امريكي سعودي بخسارة الحرب وبالتالي خسارة اليمن ، والمهم أمريكيا واوربيا الآن هزيمة روسيا ، والعودة مجددا لسحب حلفائها الخليجيين مرة إخرى لصفها في الصراع القديم الجديد مع موسكو ، إنه التحالف الذي لا تسمح واشنطن بانهياره حتى لو خسر الجميع اليمن ، على أن يربح الغرب معركة إضعاف الشرق ، سيتطلب ذلك إنهاء اتفاق اوبك ، هذه الاتفاق في طريقه للانهيار حتما وإن تأخر أشهر ، نفط هذه المنطقة حاجة امريكية اوروبية والتشابك القائم والعميق والتاريخي مع الخليج ليس من السهل أن يسقط .

موقع الحرب اليمنية  من هذا التدافع يتشكل بالطريقة التي لم تكن متوقعة بالنسبة للمعسكر الأمريكي الخليجي ، لكن اليمن ليست أهم من المعركة المصيرية والوجودية مع روسيا ، بينما المنتصر في اليمن هو من يقطف الثمار التي بدأت بالنضوج.

You might also like