كل ما يجري من حولك

لنتكلم بصراحة

لنتكلم بصراحة

602

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي

والله لو كنت أعلم أن ما حصل في (الرياض) هو منتج يمني خالص، لكنت أول المهنئين والمباركين!

لكني أعلم يقيناً أنه ليس سوى بضاعة سعوديّة – إماراتية – أمريكية ملوثة ومغشوشة!

ولو كنت أعلم أَيْـضاً أن المتشاورين هناك في (الرياض) حين تشاوروا قد تشاوروا وهم يضعون (اليمن) وحدها ككل نصب أعينهم، لكنت أول المبايعين والمُسَلِّمين أيضاً!

لكني أعلم أنهم حين اجتمعوا وتشاوروا هناك قد اجتمعوا وعين كُـلّ واحدٍ منهم على (الحوثي) هنا في صنعاء، كيف يسقطونه ويزيحونه من المعادلة، والعين الأُخرى على بعضهم البعض، كيف يستأثر كُـلّ فريقٍ منهم بالآخر!

ولو كنت أعلم أنهم حين خرجوا من مشاوراتهم الهزلية تلك قد خرجوا وهم على قلب رجلٍ واحد، لكنت أول المرحبين والداعمين كذلك!

لكني أعلم يقيناً أنهم حين التقوا.. قد التقوا وقلوبهم جميعاً (شتى) حتى وإن ترائى لك أَو حسبتهم واحدا!

يعني وباختصار..

أن ما حصل في (الرياض) -في الحقيقة- لم يكن سوى عملية لملمة وتجميع لفرقاء (2011) أَو بمعنى أدق هو عبارة عن عملية إعادة تدوير ومنتجة (للمبادرة الخليجية) وإخراجها للعلن بحلةٍ وصورة جديدةٍ ليس إلا..!

هذا بالضبط ما حصل تقريبًا مع فارقٍ بسيطٍ جِـدًّا هو أن (أنصار الله) الغائبين بالأمس عن مشاورات المبادرة الخليجية لم يكونوا بحجم وقوة وشعبيّة (أنصار الله) الغائبين اليوم أَيْـضاً عن مشاورات الرياض!

(فأنصار الله) اليوم قد أصبحوا قوة لا يستهان بها ومكوناً أَسَاسياً لا يمكن إغفاله والذهاب بعيدًا عنهم أَو بدونهم في رحلة البحث عن حَـلّ أَو تقرير لمصير اليمن!

هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع.

فهل يعقل أنك تأتي بالأقطاب السالبة مجتمعةً لوحدها مثلاً ثم تقوم بتوصيل بعضها ببعض حول طاولة مستديرة واحدة، ثم تخرج بعد ذلك على الناس توهمهم قائلاً أنك قد عملت دائرة كهربائية مثلاً أَو انتجت طاقة؟!

قطعاً لا.. وألف لا..

يا عزيزي..

إنك، ولكي تنتج طاقة أَو (تصنع سلاماً)، ستكون مطالباً تقنياً وأخلاقياً بجمع كُـلّ الأقطاب السالبة والموجبة، المتجاذبة منها والمتنافرة ووضع كُـلّ في مجالة الصحيح ثم تبدأ بعد ذلك بتوصيلها بطريقة منهجية وعلمية صحيحة..

غير ذلك.. فَإنَّ الأمر لا يعدو عن كونه مسلسل (استهبال) أَو مُجَـرّد عملية ضحك على (الذقون) الهدف منها تضييع وقت وسد ذرائع لا أقل ولا أكثر..

وهذا بحد ذاته مرفوض وغير مقبول أبداً.

على أية حال،

لسنا وبأي حالٍ من الأحوال ضد السلام أَو ضد المصالحة الوطنية الشاملة أَو ضد أي دعوة صادقة للخروج باليمن إلى بر الأمان ولن نكون أبداً كذلك.

قلناها مراراً وتكراراً.. ولإنزال وسنظل نقولها على الملأ دائماً وأبداً، ولكن على أي أَسَاس؟

هل على أَسَاس إعفاء السعوديّة والإمارات من أي تبعاتٍ قانونيةٍ وأخلاقيةٍ تجاه اليمن، أم على أَسَاس إبقاء اليمن ورهن مصيرها بيد هذا التحالف الآثم الذي دمّـر من اليمن ما لم يدمّـره النازيون في بولندا وهولندا وفرنسا إبَّان الحرب العالمية الثانية؟!

أم على أَسَاس تحقيق السلام العادل والشامل المشرِّف لليمن والضامن لكل حقوقها المشروعة في الحرية والاستقلال والمصالحة وإعادة الإعمار والاعتذار – سلام الشجعان؟!

فإن كانت الثالثة فنحن مستعدون للذهاب، ليس إلى الرياض فحسب، وإنما للذهاب إلى جزر برمودا أَو حتى جزيرة واق الواق!

أما إذَا كانت الأولى أَو الثانية فَإنَّه من سابع المستحيلات بالنسبة لنا الانخراط في (مسرحية هزلية) تحت أي ظرف من الظروف حتى ولو كان بدعوى السلام ووقف الحرب.

فمتى تعي السعوديّة والإمارات وأعوانهما من الذين تشاوروا هناك في الرياض ذلك؟!

You might also like