اليمن.. فاتحةُ اختبارات «الرئاسي»: الخلافاتُ تطيحُ الجلسةَ الأولى
اليمن.. فاتحةُ اختبارات «الرئاسي»: الخلافاتُ تطيحُ الجلسةَ الأولى
متابعات| تقرير*:
لم يكد المجلس الرئاسي الجديد يحاول الالتئام في الرياض، حتى عصفت به الخلافات، مطيحةً جلسته الأولى التي تمّ فضّها بسبب تباين الأولويات بين مَن يريد إعادة هيكلة الحكومة، ومَن يرفض المساس بها. ويأتي ذلك في وقت تتعثّر فيه مساعي السعودية لعقد جلسة أداء اليمين في عدن، في ظلّ الرفض الشعبي الجنوبي للمجلس الجديد، فضلاً عن تلكّؤ البرلمانيين الموالين لـ«التحالف» في تلبية دعوة الرياض.
وفي السياق ذاته، فشلت مساعٍ سعودية، على مدى أسبوع، في إعادة المجلس الرئاسي إلى عدن، بعد تعذُّر تأمين الحماية لرئيسه وأعضائه، جرّاء الخشية من ردة فعل غاضبة في الشارع الجنوبي، الذي يَنظر جزء وازن منه إلى ما جرى أخيراً على أنه ضربة للقضية الجنوبية. كذلك، أخفق المجلس الرئاسي، الثلاثاء، في عقد لقائه الأوّل في الرياض بحضور السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر. وأفادت مصادر دبلوماسية يمنية بأن عدداً من الأعضاء انسحبوا سريعاً من الاجتماع على خلفية مناقشة إجراء تعديلات حكومية في حكومة معين عبد الملك، المحسوب على آل جابر، موضحة أن عضوَي المجلس، طارق صالح، ورئيس «الانتقالي الجنوبي» عيدروس الزبيدي، طرحا أسماء لخلافة وزير الدفاع، محمد المقدسي، وهو ما قوبل باعتراض سلطان العرادة. وأضافت المصادر أن الأعضاء الموالين للإمارات طالبوا بسرعة بإعادة هيكلة الحكومة، وإحداث تغييرات تتعلّق بالوزراء والسفراء وقيادات عسكرية وأمنية، في محاولة منهم لفرض محاصصة في هذا الجانب، مشيرة إلى أنهم دعوا العليمي إلى رفع طلب إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص إزالة اسم أحمد علي عبدالله صالح، من قائمة العقوبات. وبفعل حالة الفوضى التي سادت الجلسة الأولى، تدخّل السفير السعودي وفضّ الاجتماع، بعدما حاول وضع ضوابط ملزمة لأعضاء المجلس، منها عدم عقد أيّ لقاءات بشكل فردي، مشدّداً على ضرورة أن تكون اللقاءات الرسمية تحت مظلّة «الرئاسي» والعليمي.
فشلت المساعي السعودية لإعادة المجلس الرئاسي إلى عدن بعد تعذُّر تأمين الحماية له
وفي ظلّ تغييب رئيس المجلس، عقد الأعضاء الموالون للإمارات لقاءات مع عدّة أطراف وأحزاب وتكتّلات يمنية متواجدة في العاصمة السعودية. وجاء ذلك في وقت بدت فيه لافتةً عودة نبرة التصعيد ضدّ صنعاء من قِبَل هؤلاء الأعضاء بالذات، وعلى رأسهم الزبيدي، الذي تحدّث عن وجود خطّة عسكرية كبيرة ضدّ حركة «أنصار الله». وخلال لقائه بالصحافيين الموالين لـ«التحالف»، توعّد الزبيدي بدخول العاصمة في فترة أقصاها سبعة أشهر، في استفزاز غير مدروس لصنعاء، من قِبَل مجلس تمّ تكليفه بالحوار معها والتوصّل إلى تفاهمات تنهي الحرب وترفع الحصار.
* الأخبار البيروتية| رشيد الحداد