السعوديةُ تفوِّتُ المبادرةَ وَتهدِرُ الفرصة وسيقتلُها الغرور
السعوديةُ تفوِّتُ المبادرةَ وَتهدِرُ الفرصة وسيقتلها الغرور
عدنان باوزير
من المؤكد أن السعودية ستضيّع فرصة السلام الذهبية التي تضمنتها مبادرة أنصار الله
هذا أمر واضح جداً من خلال عدد من الإشارات التي رشحت عن تعاطيها مع مبادرة الأنصار
واضح جداً ومن خلال التجربة أن السعودية تكرر أخطاءها في اليمن بحماقة وبغباء مطلق لا نظير له، وأنها لم تخضع مغامرتها في اليمن بعد لأدنى تقييم .
ما زالت السعودية وستظل أسيرة أوهامها في اليمن وضحية لغطرستها وتكبرها المثير للسخرية فيما يتعلق بنظرتها الدونية لليمن وحتى مع غير اليمن في بقية أزماتها ومآزقها الكثيرة في الإقليم ، وربما لن تصحو من سكرتها هذه حتى تجد نفسها غارقة تماماً في المستنقع اليمني ويتطور الصراع وتتغيّر قواعد الاشتباك وتغدو حربها في اليمن ليس مجرد معركة كسر عظم وتحطيم لنفوذها في اليمن وحسب بل يتطور ويصبح معركة وجودية حقيقية بالنسبة لها .
واضحة جداً كانت المبادرة اليمنية وبديهية ومنطقية للغاية ولا يختلف حول أحقيتها وواقعيتها أثنان ، وكانت بمثابة حبل نجاة أخير للعدو السعودي لكنه عدو أحمق لا يريد ببساطة أن ينجو .
وهي كما يعرف الجميع معلنة وترتكز على ثوابت ثلاثة : وقف عمليات تحالف العدوان العدائية ، ورفع الحصار الجائر الذي بات يثقل ضمائر حتى ألد أعداء اليمن ، وسحب جميع قواتها المحتلة من الأراضي اليمنية ، أما باقي المسائل وهي كثيرة كتبادل الأسرى ودفع التعويضات وكف يدها عن التدخل في الشأن اليمني فمكانها طاولات التفاوض .
وبدلاً عن التحلي بالشجاعة وقبول المبادرة ذهبت لتختبئ خلف مجلس التعاون الخليجي وجعلته يصر بيان مناشدة لها ولبقية أطراف الصراع في اليمن للالتزام بهدنة خلال شهر رمضان المبارك لإتاحة الفرصة لإنجاح فرص السلام ، ولا أدري عن أي سلام آخر تتحدث ؟؟ لا تهم اليمنيين هذه الشكليات وما يهمهم هو السلام ، لكنها قفزت على بقية البنود والتي تعد ثوابت وخطوط حمراء لا يمكن تجاهلها قبل أي حديث عن سلام ، وأهمها قضية رفع الحصار الجائر الذي تفرضه على اليمن منذ سبع سنوات من عدوانها الغاشم عليه ، والذي يفتك باليمنيين أكثر مما تفعل العمليات العسكرية نفسها ، لأنه وكما يقول القول اليمني المأثور (قطع الرأس ولا قطع المعاش) كما أنه يعاقب كل اليمنيين صغيرهم وكبيرهم على حد سواء ، فمحاصرة شعب كامل حصار شامل عمل غير أخلاقي وبشع ولا يمكن حتى النقاش حوله .
كما أنها لم تتحدث عن سحب قواتها المحتلة من الأراضي اليمنية ولا عن أي عمل آخر يتطلبه تحقيق السلام ، حتى أنها استمرت في نشاطها التخريبي وواصلت مسرحية (مشاورات الرياض) الهزلية ، في غياب الطرف اليمني الوطني الأبرز والأقوى الذي يمتلك زمام المبادرة في الساحة اليمنية ، حيث جمعت لفيف من مرتزقتها وأدواتها في مؤتمر عبثي لن يقدم ولن يؤخر شيء في القضية اليمنية ومأساتها الإنسانية التي صنعتها السعودية وثابرت على مفاقمتها وتعقيدها عبر عدوانها المستمر على اليمن ، ولو أنها وفرت الأموال الطائلة التي ستنفقها على مرتزقتها في هذا المحفل الشكلي الفارغ لتدخرها لدفع التعويضات التي ستدفعها السعودية مرغمة عن كل ما خربته في اليمن ان عاجلاً او آجلا – هذا أمر محسوم – لو فعلت ذلك لكان خيراً لها ولقدمت على الأقل إشارة إيجابية عن جديتها في التعاطي مع مبادرة أنصار الله للسلام .
لم تبد السعودية المعتدية أي بادرة جدية او مصداقية في التعاطي مع المبادرة اليمنية (الفرصة) ، بل أنها وبكل وقاحة دعت (إعلامياً) الأنصار المنتصرون للقدوم الى الرياض وحضور الحفلة التنكرية التي تقيمها وأن يبصمون على ما تريد وكأنهم مجرد فصيل تعيس من فصائل مرتزقتها وتابعيها الرخاص في اليمن !!
كل ما فعلته السعودية تجاه مبادرة السلام اليمنية أنها قدمت نفسها كمستجيبه لدعوة أخواتها الخليجية لوقف العمليات العدائية في اليمن خلال شهر رمضان ، وكأنها قد تفضلت وتكرمت ومنت على اليمنيين بهذه العطية العظيمة ، وهي أيضاً مؤقتة ولشهر فقط وكأنها مجرد أوكازيون في بازار الكرم السعودي الحقير .
عجيبة جداً هذه السعودية ، كيف لمهزوم وغارق في المأزق الى اذنيه أن يتصرف بهذه العجرفة والغطرسة والتكبر والغباء ؟؟
وختاماً فلا مناص من أن يتصدى الأنصار لكسر هذا الحصار وإيقاف العدوان ودحر الاحتلال لأرضهم وبطريقتهم وقد بدأوها منذ مدة وهم على وشك رفع وتيرتها ونقلها الى مرحلة متقدمة ومؤلمة وتحويلها الى جحيم حقيقي يحرق أتونه هذه الغطرسة السعودية ، وعندها ستخرج السعودية صاغرة ممرغة الأنف مدحورة بخسائر فادحة قد لا تقوى على تحملها وهذا قدر المتكبرين عبر التاريخ.