كاتبٌ عربي يكشفُ الخياراتِ الأسوأ التي ستواجهُها السعوديةُ قريباً
السعوديون.. والخيارات الأسوأ
بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.
على السعوديين أن يعترفوا اليوم أنه لم يعد في جرابهم من خيارات الحرب والحصار ما يمكن أن يحفظوا به حتى ماء وجههم في اليمن..
فهم -في الحقيقة- قد باتوا في وضعٍ صعبٍ للغاية هم أحوج ما يكونون فيه إلى معجزةٍ لتحقيق انتصار أَو حتى ما يشبه الانتصار..
نعم لديهم من التحالفات والإمْكَانيات والقدرات العسكرية والاقتصادية الضخمة ما قد يتراءى للبعض أنهم في وضعيةٍ قد تؤهلهم على الحسم في أي لحظة إلا أنهم في الحقيقة لا يبدون كذلك!
كل ما في وسعهم بذلك فقط هو إطالة أمد الحرب لبعض الوقت ليس إلا.. أما كسبها فقد أصبح في حكم المستحيل، ليس من اليوم طبعاً وإنما منذ البدايات الأولى لإعلانها وشنها!
هذا بالضبط ما تقوله وتؤكّـد عليه معطيات ومؤشرات أكثر من سبع سنواتٍ من المحاولات البائسة والتجارب العقيمة الفاشلة.
وبالتالي فقد كان يفترض عليهم ومنذ وقتٍ مبكرٍ جِـدًّا التفكير جدياً في خياراتٍ أُخرى غير خيارات الحرب والحصار توفر لهم ولو -على الأقل- خروجاً مناسباً وآمناً وبأسرع وقت ممكن من هذا المستنقع اليمني الذي أوقعوا أنفسهم فيه لولا أنهم وكما هو معروف قد ظلوا يغالطون أنفسهم ويعتليهم الغرور وتركبهم الحماقات واحدةً بعد أُخرى حتى أوصلوا أنفسهم إلى هذا المأزق الخطير الذي لم تعد فيه خيارات السلام بالنسبة لهم أمراً اختيارياً يتيح لهم فرض الشروط مثلاً أَو طرح الحلول أَو.. وإنما أصبح بالنسبة لهم أمراً اضطرارياً يستجدونه ويطلبونه.
ربما هذا ما دفعهم مؤخّراً إلى دعوة الأطراف والفرقاء اليمنيين بمن فيهم أنصار الله إلى الرياض للتفاوض وجعلهم يتعاطون بإيجابية أَيْـضاً مع مبادرة الرئيس المشاط وإن كانوا لم يعلنوا ذلك، إلا أن قرار قيادة التحالف بوقف العمليات في الداخل اليمني الذي جاء ضمن الإطار الزمني للمبادرة اليمنية يعتبر مؤشراً قوياً على ذلك.
عُمُـومًا، قد لا نمتلك دليلاً واضحًا وملموساً بأيدينا يؤكّـد ما ذهبنا إليه في هذا الطرح إلا أن كُـلّ المؤشرات تقول بأن السعوديين -وبعد أن فشلوا عسكريًّا في تحقيق أي إنجاز يذكر- قد أصبحوا اليوم أكثر توقاً للسلام منهم إلى الحرب.
فهل ينجح السعوديون في اغتنام فرص السلام وتحقيق إنجاز يحسب لهم أم أنهم سيفشلون أَيْـضاً في السلام كما فشلوا في الحرب؟
عندها لن يكون أمامهم في اعتقادي سوى انتظار الأسوأ فالأسوأ.