استضافةُ أتباع لا مبادرةَ لإنهاء الحرب: صحيفةٌ عربيةٌ تنبشُ ما يدورُ في كواليس مشاورات الرياض (تفاصيل)
السعودية تُحاوِرُ حلفاءها ومُنافِسيها: دفْعٌ إماراتي لانتزاع وادي حضرموت
متابعات| تقرير*:
في الوقت الذي كانت فيه السعودية تستضيف القوى الموالية لها وللإمارات في حوار يمني في الرياض، أرادت تصويرَه كـ«مبادرة» لإنهاء الحرب، استمرّ شبح الفلتان الأمني في التخييم فوق المحافظات الخاضعة لسيطرة الدولتَين، مع اغتيال قيادي في «الحزام الأمني» بعد أيام قليلة على تصفية اللواء ثابت جواس. وبذلك، تبدو مشاورات الرياض أقرب إلى محاولة متجدّدة لضبط بوصلة الصراع بين «الحلفاء»، خصوصاً في ظلّ استمرار أبو ظبي في استغلال الخضّات الأمنية للدفْع في اتّجاه استكمال إحكام قبضتها على الجنوب
شهدت المحافظات الجنوبية، على مرّ السنوات الماضية، خضّات أمنية متعدّدة، كان لعدن النصيب الأكبر منها، على رغم تواجد العديد من الأجهزة الأمنية المموَّلة من أبو ظبي، والتي تضمّ عشرات الآلاف من العناصر تحت مسمّيات مختلفة، في المدينة؛ إذ تفشل تلك الأجهزة في إحباط أو وقف مسلسل العمليات التي تحصد قيادات عسكرية بارزة، وتستهدف منشآت حيوية.
كان اسم جوّاس طُرح في الأيام القليلة الماضية لتولّي وزارة الدفاع بعد مشاورات الرياض
غير أن السرديتَين المتقدّمتَين لم تكشفا عن ملابسات العملية، ولا قدّمتا معلومات واقعية عمّن يقف خلفها، فيما لا يستبعد مراقبون تورّط أجهزة استخباراتية إقليمية فيها، خصوصاً أن اسم جوّاس كان طُرح في الأيام القليلة الماضية لتولّي وزارة الدفاع بعد مشاورات الرياض، كحلٍّ توافقي بين «الشرعية» و«الانتقالي»، على اعتبار أنه من المتوقّع أن تتمخّض المشاورات عن هيكلة في المؤسّسات الأمنية والعسكرية التابعة لحكومة هادي، فضلاً عن تعديلات في الرئاسة. وليس اغتيال جوّاس الحادثة الأولى التي يجري الاستثمار خارجياً فيها؛ فقد سبق أن استثمرت أبو ظبي في أحداث مشابهة، كما اغتيال قائد «اللواء الأول – دعم وإسناد»، الموالي للإمارات، منير اليافعي، قبل أكثر من عامين، حيث دفع الإماراتيون، عقب ذلك، بقوّاتهم للسيطرة على عدن وإخراج حكومة هادي منها. وبعد تفجيرات مطار عدن في تشرين الأوّل الماضي أيضاً، مكّنت أبو ظبي أنصارها من السيطرة على كامل محافظة شبوة وإخراج «حزب الإصلاح» منها، إثر اتّهام الأخير بدعم «الإرهاب».
واليوم، وأيّاً يكن الفاعل وراء تصفية جوّاس، فالأكيد أن الإمارات ستدفع بالقوات الموالية لها لتتمدّد باتجاه المحافظات الجنوبية الشرقية، وإخراج قوات «المنطقة العسكرية الأولى» التابعة لـ«الشرعية» من وادي حضرموت، بتهمة التخادم مع جماعتَي «داعش» و«القاعدة» لتنفيذ عمليات في المناطق الواقعة تحت سيطرة «الانتقالي».
* الأخبار البيروتية| أحمد الحسني